الأزمة الإنسانية تزيد مخاطر الحرب اليمنية

الحدث الأربعاء ١١/أبريل/٢٠١٨ ٠٥:٣٠ ص

المخا (اليمن) - رويترز

تعمل وحدات رادار عالية التقنية على امتداد رصيف هذا الميناء الصغير كما جرى بناء تحصينات تحت الماء لصد هجمات القوارب الملغومة بدون ربان.

وقد تحوّل ميناء المخا، الذي كان يوما ما مركزا مزدهرا لتصدير البن، إلى قاعدة بحرية أمامية شديدة التحصين، تراقب دول التحالف من خلالها الخطوط الملاحية وحركة أنصار الله حيث تسببت الحرب في أزمة إنسانية في واحد من أفقر بلدان العالم.
وقال جندي من التحالف وهو يحشو سلاحا مضادا للطائرات على متن سفينة دورية، إنه لم يعد بوسع أنصار الله الاقتراب من هذا الميناء حيث سيتعرّضون لإطلاق النار.
وتقع الموانئ على امتداد أحد أهم المسارات التجارية لناقلات النفط المتجهة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وتشكّل نقاط دخول حيوية لواردات اليمن من الغذاء إضافة إلى المساعدات، ولذلك فهي أهم من أن يتم إغلاقها.
وقال مسؤولون حكوميون في الخليج إن السيطرة على الساحل ستقطع خطوط إمداد أنصار الله والقوات المتحالفة معهم وتدفعهم للجلوس إلى مائدة المفاوضات.
ولم يحقق التحالف، الذي تدخّل في العام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى السلطة، مكاسب كبرى في اليمن منذ فبراير 2017 حين سيطر على المخا. ومع ذلك لا يوجد مؤشر على تراجع وتيرة الحرب.
ويسيطر أنصار الله والقوات المتحالفة معهم على معظم المناطق كثيفة السكان في اليمن بما في ذلك صنعاء في شمال البلاد. وقد تعقّد الهجمات الأحدث جهودا جديدة من الأمم المتحدة لإنهاء الحرب.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أودى بحياة عشرة آلاف شخص على الأقل في حين أصيب 53 ألفا آخرون صار آلاف منهم معوَقين وغير قادرين على العمل. كما أجبرت الحرب ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم وما يزال مليونان منهم نازحين. ويواجه ملايين السكان خطر المجاعة والأمراض، ويشمل ذلك أسوأ انتشار للكوليرا في العالم حيث بلغ عدد حالات الإصابة المشتبه بها أكثر من مليون إصابة.
وقال أدم بارون، خبير الشؤون اليمنية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «معاقل أنصار الله تقع إلى حد بعيد في مناطق تغلب عليها الطبيعة الجبلية، ومثلما يقول لنا التاريخ، السيطرة على السواحل اليمنية أيسر بكثير من السيطرة على المركز».
وخلال زيارة للمخا في الآونة الأخيرة، قامت مجموعة من المقاتلين اليمنيين الشبان بمضغ القات والتقاط صور ذاتية (سيلفي) أمام عربات مدرعة حديثة تستخدمها قوات التحالف. وتناثرت شعاب مرجانية ميتة على رصيف الميناء الخاوي بعد أن جرفتها أمواج عاتية.
وحثت الدول الغربية التحالف على حماية المدنيين وإيجاد نهاية سريعة للحرب.
وقالت كريستين بيكرل، الباحثة في شؤون اليمن في هيومن رايتس ووتش «أكثر ما يقلقني هو أنني لم أسمع أي شيء يجعلني أعتقد أنه تم اتخاذ خطوات كافية لحماية المدنيين في حالة وصول القتال إلى منطقة أخرى ذات كثافة سكانية عالية مثل الحديدة».