مسقط -
يواصل مؤتمر سلامة الغذاء والعمل البلدي 2018م الذي تنظمه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والجهات المعنية أعماله بفندق شيراتون بمسقط، وعلى مدار ثلاثة أيام وسط مشاركة واسعة من الخبراء والمختصين والمعنيين من مختلف دول العالم ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقد اشتمل المؤتمر في اليوم الثاني على جلستين تخللتهما مجموعة من أوراق العمل ذات العلاقة بمجال سلامة الغذاء، وجرت مناقشة محور الإعلام، التوعية، الأمن الغذائي، العادات الغذائية للمستهلك والسلامة الغذائية.
أوراق العمل في اليوم الثاني للمؤتمر
ترأس الجلسة الأولى وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة سعادة د. أحمد بن ناصر البكري واشتملت على مناقشة عدد من أوراق العمل، وقدم د.محمد بن خلفان الخصيبي الأستاذ المساعد بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان «ثقافة وممارسات سلامة الغذاء لدى المستهلك في سلطنة عمان»، وقد هدفت الدراسة إلى تقييم المعرفة والممارسات المتعلقة بسلامة الأغذية لدى المستهلكين العمانيين. وقد جرى إعداد ونشر استبيان مكتوب مكون من 49 عنصراً (بما في ذلك القسم الاجتماعي والديموغرافي) على الإنترنت، وجرى الإعلان عن الاستبيان من خلال اتصالات شخصية عبر وسائل الإعلام الاجتماعية ورسائل البريد الإلكتروني وطلب من المشاركين استكمال الاستبيان على الإنترنت. كما جرى تقسيم الاستبيان إلى ثلاثة أقسام، وقد أكمل الاستبيان 221 مشاركاً من مختلف المحافظات. وأظهرت النتائج أن نظافة مرافق تقديم الطعام (المطاعم والمقاهي وغيرها) حصلت على الأولوية الأولى عند اختيار مكان لطلب الطعام، بنسبة 42 % من المشاركين، في حين أعطى 23 % من المشاركين الأولوية الأولى لنظافة الموظفين.وجرى الحصول على إجابات مختلفة لأسئلة مختلفة والتي تقيم سلوك المستهلك نحو الوقاية من نمو الميكروبات وتجنب التلوث المتبادل. ووجدت ردود مختلفة أيضاً على أسئلة تقييم معرفة المستهلكين بالأمراض التي تنقلها الأغذية التي تسبب البكتيريا ودرجات حرارة الإعداد والتخزين، والأطعمة القابلة للتلف عالية المخاطر. وقدمت الدراسة معلومات أولية عن ممارسات المستهلك العماني ومعرفته عن الوقاية من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية.
وقدم د.مالك الطف حسين من أستراليا ورقته والتي جاءت بعنوان «الاستراتيجيات العلمية لتحسين سلامة الأغذية في الدول النامية»، قال فيها: «إن حالات تفشي الأمراض المنقولة بالأغذية تحدث باستمرار في العالم والتي تؤثر على الصحة العامة، وصناعة الأغذية، والاقتصاد»، ويضيف أن الحصول على الأغذية الآمنة عامل هام في التنمية المستدامة وحاجة رئيسية لكل فرد. ولذلك، فإن سلامة الأغذية عنصر حيوي في نظام الإمدادات الغذائية لحماية المستهلك. وتستخدم البلدان المتقدمة استراتيجيات متعددة لتنظيم ورصد سلامة الأغذية عبر سلسلة إمداد صناعة الغذاء بأكملها. ويعدّ مفهوم «من الحقل إلى الطبق» هو أهم نهج للتخفيف من مخاطر الأمراض المنقولة بالغذاء الناجمة عن عمليات الإمدادات الغذائية. وقد جرى وضع استراتيجيات لتحسين سلامة الأغذية والسيطرة على الأمراض المنقولة بالأغذية عن طريق العلم والتعليم في مجال سلامة الأغذية والسياسات الحكومية، والابتكار في صناعة الأغذية، والوصول إلى الأسواق العالمية، وحماية المستهلك. وتشكل الاستراتيجيات القائمة على العلم الدوافع الرئيسية لإدارة سلامة الأغذية والنظام التنظيمي الذي تنفذه الدول المتقدمة. كما أن تقييم المخاطر والاتصال هي الأدوات الرئيسية المصممة لبناء استراتيجيات مستنيرة ومنطقية. ويعدّ تقييم المخاطر مفيد أيضاً في تحديد المخاطر البيولوجية والكيميائية والفيزيائية الحقيقية والمتصورة، وقضايا السلامة الغذائية الناشئة، وفهم الآثار البيئية على نظم إمدادات الأغذية. ويشكل البحث والتطوير العلمي أيضا جزءاً لا يتجزأ من النهج العام للإدارة الفعالة لمخاطر سلامة الأغذية.
وترأس الجلسة الثانية وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية سعادة د. حمد بن سعيد العوفي واشتملت على مناقشة عدد من أوراق العمل، إذ قدمت د.ديبرا جين إينزينباشر الأستاذة المشاركة بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان «الأغذية التقليدية والسياحة (نتائج استبيان لأصحاب العلاقة بسلامة الغذاء وآثارها على التنمية السياحية في سلطنة عمان)»، تحدثت فيها عن الغذاء كونه يعد عنصرا بالغ الأهمية بالنسبة للتنمية السياحية. ويعتمد السياح على الطعام والشراب الآمنين للبقاء بصحة جيدة أثناء السفر. وتؤثر الأمراض التي تنقلها الأغذية أثناء السفر سلباً ليس فقط على السائح، ولكن سمعة المضيف أيضاً.
وقدمت مريم بنت جامع مختصة مختبر ببلدية ظفار ورقة عمل بعنوان «الشراكة المجتمعية لدراسة وتعزيز مستوى الوعي بالسلامة الغذائية لدى الطلاب في الراحل التعليمية الأساسية في محافظة ظفار»، تطرقت من خلالها للدور الذي تقوم به البلدية في محافظة ظفار لتحقيق السلامة الغذائية ونشر الوعي في المجتمع المحلي، وتناولت الورقة عدة نقاط أساسية يدور حولها العمل البلدي لتحقيق أعلى مستويات الوعي في مجال سلامة الأغذية لدى الطلاب وهي التأهيل والتدريب والسلامة الغذائية والتربية والتعليم، وكذلك السلامة الغذائية والمرأة والتطوع في مجال سلامة الأغذية.
وجاءت ورقة العمل «كيف تؤثر وسائل الإعلام على سلامة الأغذية والمخاطر» لروبين تولهرست من أستراليا أوضحت فيها أن القنوات الإعلامية الاجتماعية الجديدة توفر للمستهلكين والصحفيين والهيئات التنظيمية إمكانية الوصول إلى المعلومات بمعدلات لم يسبق لها مثيل. وتطرقت الورقة لكيفية تأثير وسائل الإعلام على الاتصال بقضايا سلامة الأغذية وما يمكن للمنظمات القيام به إذا كانت تواجه أزمة سلامة الغذاء.
واختتمت مريم بنت محمد الغزالية طالبة ماجستير في علوم الأغذية بجامعة السلطان قابوس أعمال الجلسة الثانية من خلال تقديم ورقة العمل بعنوان «المعرفة بالممارسات الصحية للغذاء لدى متداولي الأغذية في مطاعم مختارة في محافظة مسقط»، تطرقت فيها لأسباب حدوث التسمم الغذائي في عمان وبلدان أخرى. ويمكن الحد من حدوثه من خلال تطبيق نظام إدارة سلامة الأغذية وتنفيذ قوانين ولوائح الغذاء. الهدف من هذه الدراسة هو تقييم المعرفة بسلامة الأغذية والنظافة الصحية بالنسبة للقائمين على تجهيز الأغذية وممارساتهم الصحية في مطاعم مختارة في محافظة مسقط.