موسكو - دمشق - واشنطن - القدس - وكالات
تتجه الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا نحو التأزم بين اللاعبين الدوليين لاسيما روسيا وحلفاؤها من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى وذلك عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية بأن مقاتلتين إسرائيليتين من طراز «إف-15» شنّتا غارة جوية على مطار التيفور السوري، وذكرت أن 3 صواريخ وصلت إلى الهدف، بينما تم اعتراض 5 منها وأكد ذلك التلفزيون السوري الذي أوضح أن قتلى وجرحى سقطوا فيما وصفه بهجوم بصواريخ يعتقد أنها «أمريكية» على قاعدة جوية رئيسية في وسط سوريا لكن الولايات المتحدة نفت شنّ أي ضربات جوية في البلاد في وقت اجتمع فيه مجلس الأمن الدولي أمس لبحث المزاعم باستخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في مدينة دوما.
وأعلن المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الوضع حول سوريا متوتر، لكن الكرملين يأمل باتباع الدول الأخرى نهجا متوازنا ورفض اتخاذ خطوات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن المسؤولين الروس قالوا من قبل إن مقاتلي المعارضة السورية يدبرون «لاستفزاز» باستخدام أسلحة كيماوية، مشيرا إلى أن التوصل لأي استنتاجات عن هجوم كيماوي في سوريا دون معلومات مؤكدة أمر خطأ وخطير.
وكان التلفزيون السوري قال في وقت فائت إن دوي انفجارات سمع في محيط مطار التيفور قرب حمص وهي قاعدة رئيسية لفصائل مسلحة تدعمها إيران وتقع بالقرب من مدينة تدمر القديمة بوسط سوريا.
ونقلت انترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الطائرتين الإسرائيليتين شنّتا الضربات بثمانية صواريخ عبر المجال الجوي اللبناني وإن الدفاعات الجوية السورية أسقطت خمسة من الصواريخ الثمانية.
وقال متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي إنه ليـــس لـــديه تعقيب على التصـــريحـــات الروسية.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري سوري قوله إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت ثمانية صواريخ في القاعدة حيث يقول محللون عسكريون إن هناك انتشارا كبيرا للقوات الروسية وهناك أيضا طلعات جوية منتظمة لضرب المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأفاد التلفزيون بأن الضربة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وتقع القاعدة الجوية في منطقة صحراوية استراتيجية حيث تقع حقول الغاز الرئيسية في سوريا. وكانت القاعدة تحت سيطرة داعش إلى أن انتزع الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة عليها العام الفائت بعد تدخّل عسكري روسي مكثّف.
وقال التلفزيون السوري في نبأ عاجل «استهداف مطار التيفور في ريف حمص بعدة صواريخ يعتقد أنها أمريكية».
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها لا تنفّذ ضربات جوية في سوريا حاليا وتنفي رسميا تقرير التلفزيون السوري.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الفرنسية أمس الاثنين إن فرنسا لم تشن أي ضربات جوية أثناء الليل في سوريا.
وهاجمت إسرائيل مواقع للجيش السوري مرارا منذ بدء الصراع في سوريا.
من جانب آخر قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها تجمع كل المعلومات المتاحة عن الهجوم الذي تعرّضت له مدينة دوما شرقي العاصمة السورية دمشق وأشارت تقارير إلى أنه أسفر عن مقتل العشرات يوم السبت الفائت.
وقال مدير المنظمة، أحمد أوزومجو، في بيان «نبدي قلقنا البالغ على الهجوم المزعوم بأسلحة كيماوية في السابع من أبريل في دوما».
قالت وزارة الخارجية البريطانية إن بريطانيا وفرنسا اتفقتا على أن خيارات كثيرة يجب أن تطرح على الطاولة ردا على تقارير أفادت بهجوم بالغاز السام على مدينة دوما السورية يوم السبت مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى.
وتحدّث وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان أمس الاثنين قبيل جلسة طارئة للأمم المتحدة.
وقالت الخارجية البريطانية في بيان «أكد وزير الخارجية على الحاجة الملحّة للتحقيق فيما حدث في دوما وضمان صدور رد دولي قوي». وأضافت: «اتفقا على أن اجتماع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك سيكون خطوة مقبلة مهمة في سبيل تحديد الرد الدولي وضرورة طرح خيارات كثيرة على الطاولة».
ونفت الحكومة السورية شنّ القوات الحكومية أي هجوم كيماوي كما وصفت روســيا أقوى حلفاء الأسد هذه التقارير بأنها ملفقة.
وحذّرت وزارة الخارجية الروسية من القيام بأي عمل عسكري بناءً على «حجج مختلقة وملفّقة» وقالت إن هذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وشنّت الحكومة السورية هجوما جويا وبريا مكثفا على دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطــة الشرقية، يوم الجمعة الفائت.
وتحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترامب هاتفيا واتفقا على العمل سويا من أجل تحديد المسؤولية بشكل واضح وقال مكتب ماكرون إنهما اتفقا على أن أسلحة كيماوية استُخدمت في الغوطة الشرقية.
وقال ماكرون في فبراير إن «فرنسا ستشنّ هجوما» إذا استخدمت قوات الحكومة السورية أسلحة كيماوية قاتلة ضد المدنيين.
وقالت مصادر بالإدارة الأمريكية إن تقييم واشنطن يشير إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم السبت.
وقال الاتحاد الأوروبي أيضا إن الأدلة تشير إلى استخدام قوات الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية.
وقال دبلوماسي أوروبي إن الحلفاء الغربيين سيعكفون على إعداد ملف يقوم على الصور واللقطات المصوّرة وأقوال شهود عيان ولقطات للأقمار الصناعية للطيران السوري. لكنه أوضح أنه سيكون من الصعب أخذ عيّنات من الأرض.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، الأحد، إن ما وصفه بـ«ذريعة» استخدام الكيماوي بمنطقة دوما «كان مخططا لها» على حد تعبيره، ويأتي بعد التقدم الذي يحرزه الجيش وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية.
ونقل التقرير على لسان المصدر الذي لم يسمّه، قوله: «مزاعم استعمال السلاح الكيميائي باتت أسطوانة مملة غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الإرهاب في سوريا».
وتابع قائلا: «في كل مرة يتقدم الجيش العربي الســوري في مكافحة الإرهاب تظهر مزاعم استخدام الكيميائي كذريعة لإطالة أمد عمـــر الإرهابيين في دوما.. ذريعة استخـــدام الكيميائي في الغوطة كان مخططاً لها وكان هناك معلومات موثقة ومؤكدة حول ذلك حذّرت منها الدولة السورية».