بالصور.. حمود العمراني يؤسس متحفه في غرفة صغيرة بصحار

مزاج الاثنين ٠٩/أبريل/٢٠١٨ ١٨:١٩ م
بالصور.. حمود العمراني يؤسس متحفه في غرفة صغيرة بصحار

صحار - حمد بن عبدالله العيسائي العاشقون للتاريخ المحافظون على مقتنياته الأثرية هم الأكثر حظا في معرفة أدق تفاصيله، هذا ما يؤكده حمود بن عبدالله بن سيف العمراني من أهالي بلدة الطريف في ولاية صحار، الذي قدَّم لنا عددا من صور التاريخ عبر مراحل مختلفة حينما زرنا متحفه الشخصي الذي أقامه في بيته وهو محصور في غرفة لا تتعدى مساحتها 20 مترا مربعا، لكنه جمع فيها صنوفا من تاريخ عُمان عبر أزمنة تمتد إلى ما يزيد على 400 عام، وتحتوي على كمّ هائل لا يمكن حصره من المقتنيات الأثرية والتاريخية، تتنوّع الفئات التي تنتمي لها بين البيئات البحرية والبدوية وغيرها من المقتنيات التي كانت تُستخدم في تلك الحقب الزمنية الغابرة. قصة العمراني مع هذه الهواية التي يحبها كانت لها بداية مثيرة، وعن الأسباب التي جعلته يجمع هذه القطع يقول: "كنت في زيارة إلى محافظة الداخلية وتحديدا إلى ولاية نزوى؛ لاقتناء بعض الفضيات، فالتقيت بأحد أصدقائي ودار حديث بيننا عن التراث وما وصل إليه، وأخبرني قصة شاب جاء من إحدى الدول وكان يرغب في الحصول على الترس وقد أسماه باسم دولة أخرى". ويواصل حديثه: "هنا اهتزت مشاعري كثيرا.. لماذا يُسمَّى الترس والسيف باسم دولة أخرى بالرغم من معرفة الجميع بالترس والسيف والمحزم وارتباطه بالإنسان العُماني منذ القدم. هذا الأمر دفعني إلى عمل متحف في فناء بيتي، وقد عملت على استصدار ترخيص من قِبل الجهات المعنية لهذا المتحف المصغر". لكن طموح العمراني بقي أكبر من هذه المساحة الضيّقة التي وضع فيها مقتنياته وهو يحلم أن يكون لديه متحف متعدد الأقسام: واحد للتراث والقسم الآخر للمقتنيات المتعلقة بالبيئات البحرية والبدوية في عُمان. مقتنيات متنوّعة تتنوّع التواريخ التي تعود لها بعض تلك القطع الأثرية، فمثلا الأسطرلاب مؤرخ بتاريخ 1586م أي يزيد عمره على 432 عاما، ومخطوط آخر مؤرخ بتاريخ 1147 هجري، ومخطوط آخر بتاريخ 1113 هجري، وغيرها الكثير من القطع الأثرية التي لربما يعود البعض منها إلى تواريخ أقدم من هذا بكثير. ويحتوي المتحف على عدد من أنواع المدافع وأدوات الغوص والرحى وقذائف قديمة والأصداف البحرية والشباك والميزان بجمع أنواعه، والخناجر بأنواعها: "السعيدية، البدوية، الباطنية، النزوانية والصورية"، والتروس والمحازم والسيوف والتي يرجع بعضها إلى زمن اليعاربة، كما يوجد عدد كبير من المفاتيح القديمة بعضها للقلاع والحصون والبعض الآخر للخزائن، ومن المقتنيات اللافتة هناك قفل له ثلاثة مفاتيح يُستخدم لخزانة الدولة كل شخص له مفتاح ولا يُمكن أن يُفتح إلا بوجود المفاتيح الثلاثة معنا. والقسم الآخر مخصص للبيئة البحرية وتوجد به الفوانيس البحرية والساعات الرملية والبوصلات والأبواق والساعات الرملية والمناظير الليلية والقياسات. أما قسم الجلديات فتوجد به الأحذية الجلدية والسقى والسعن والهبان وهذه الأشياء متعددة الأغراض، كذلك هناك قسم للسعفيات ومنها المرباع والمزماه والثوج والعزاف وكل هذه الأشياء تم صنعها من سعف النخيل والبعض منها ما زال يُستخدم حتى يومنا هذا. ويتكوّن قسم المسكوكات من أغلب العملات التي جرى تداولها في عُمان منذ زمن اليعاربة وحتى يومنا هذا، أما الصياغة فتحتوي على جميع الأدوات التي تُستخدم لصياغة الفضة. فيما تنقسم المكتبة إلى قسمين: القسم الأول للمخطوطات وهي في النحو والأدب والمصاحف والوثائق، ومنها كتاب تمت كتابته من قِبل زيانة العبرية، والقسم الآخر للمطبوعات ويتكوّن من مطبوعات قديمة استُخدمت في عُمان. وأيضا قسم الأبواب والتي تم تجميعها من بعض ولايات السلطنة منقوش عليها بعبارات تدل على مكانتها وتاريخ استخدامها. طموح بالتطوير يختتم العمراني حكايته المشوّقة بالحديث عن طموحه وأمله في تحقيق حلمه الذي طال انتظاره وهو الحصول على قطعة أرض سواء بالإيجار أو الاستثمار أو تحت أي مسمّى آخر؛ لعمل متحف خاص به، يقول: "طرقت جميع الأبواب لمساعدتي للحصول على مكان لعرض هذه المقتنيات إلا أن طلبي قوبل بالرفض بالرغم من وجود تصريح رسمي له، وأناشد جهات الاختصاص العمل على مساعدة أصحاب المتاحف الخاصة حتى يتمكنوا من إبراز مقتنياتهم وتعريف المواطن والمقيم بما تحظى به السلطنة من إرث تجب المحافظة عليه وصيانته".