شاهد بالصور: شيماء فائز.. وقصة التفاحة الحمراء

مزاج السبت ٠٧/أبريل/٢٠١٨ ٢١:٠٠ م
شاهد بالصور: شيماء فائز.. وقصة التفاحة الحمراء

مسقط - زينب الهاشمية
علاقتها بالرسم شغف ولغة حوار سريالية صقلتها بالتجربة والمشاركات المختلفة مما ساهم بتشكيل بصمتها الفنية الخاصة التي تميّزت بالإبداع. إنها الفنانة التشكيلية شيماء فائز عون التي تحكي لنا في السطور المقبلة حكايتها عن الألوان والفرشاة والطبيعة.
تقول شيماء: أحببت الفُرَش والألوان منذ الصغر، حيث كنت أحرص على رسم الأشياء التي أراها أمامي من أشجار وبيوت ورسوم وذلك في سن مبكرة. وكبر معي حلمي وشغفي للرسم إلى مرحلة الثانوية وذلك بتشجيع ودعم من الأهل، كما لا أنسى دور معلمتي في صقل موهبتي وتحفيزها المتواصل. بعدها بدأت بمشاركة أعمالي الفنية في الأنشطة والمعارض المدرسية وهو ما ساهم بشكل كبير في تنمية الحس الفني لديّ وتزويدي بالرغبة بالاستمرار والتطوّر.

**media[853491]**

وتضيف: كان تركيزي على رسم الطبيعة والتراثيات كالأواني الفخارية والسعفيات باستخدام الألوان الزيتية على القماش، إلى أن التحقت بالجمعية العُمانية للفنون التشكيلية في العام 2006م فأصبحت أنظر للوحة الفنية بنظرة أكثر عمقا ووعيا بفضل ما اكتسبته من الورش والمعارض ومن زملائي الفنانين القدامى. وأصبحت لي تجربتي الخاصة التي كوَّنت من خلالها بصمتي الفنية، فكل لوحة تناولت معنى وفكرة صغتها بأسلوبي الخاص باللون والريشة التي تميّزت أغلبها بالسريالية والغموض لتُوجِد نوعا من التساؤل والحيرة للمتلقي فتشده للتجوال والاستبصار في معنى وعمق اللوحة، فيُوجِد هنا رابطا وحوارا بينه وبين العمل الفني.

**media[853492]**

علاقة شيماء بالألوان علاقة "شغف" ومع الفرشاة تعيش حالة من التحرر وتتحوّل إلى "لغة للحوار" تترجم من خلالها إحساسا أو عاطفة، وتارة تجدها كأقصى مراحل الانسجام بين شيئين.
تقول: حين توظف الريشة لتكوين الشيء من لا شيء من لوحة بيضاء فارغة إلى لوحة خصبة بالألوان والمعاني العميقة، من هنا يُوجِد الود والترابط بين الفنان ولوحته.

**media[853493]**

وعن أفكارها ومشاركاتها المتنوّعة تقول شيماء: تعددت مواضيعي التي أطرحها بأعمالي فقد تناولت فيها القيود الاجتماعية والوسطية والمعالم التراثية، الخ. كما كانت لي مشاركات عدة بالمعرض السنوي للشباب وفي المعارض داخل المحافظة التي تقيمها الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى الجوائز التي حصلت عليها كالجائزة التقديرية في المعرض السنوي للشباب وجائزة لجنة التحكيم، والمركز الأول بمسابقة الأندية على مستوى نادي النصر. وكان لهذه المشاركات دور كبير في تشجيعي كفنانة للاستمرار والمواصلة.

**media[853494]**

**media[853495]**

**media[853496]**

وتضيف شيماء في حديثها قائلة: أميل إلى الأسلوب الواقعي السريالي، وما يميّز الغالبية من أعمالي الفنية هو رمز التفاحة الحمراء التي جسّدتها في كل لوحة بمنظور مختلف، وهي مستوحاة من عدة استدلالات كقصة سيدنا آدم وحواء والثمرة المحرّم أن يأكلان منها فجاءت هنا استدلالا للخطيئة البشرية، وتفاحة نيوتن جاءت هنا رمز للاكتشاف والمعرفة.

**media[853498]**

**media[853499]**

وتضيف شيماء: التفاح ثمرة لها معان خصبة في عدة روايات وثقافات قديمة فوجدت فيها كرسامة ما يشدّ ريشتي في إيصال فكرة ومعنى فكانت في إحدى أعمالي رمزا لثبات القيم والمبادئ، وتارةً كانت تعبيراً عن الوسطية والكمال، وتارة كانت رمزا للضعف والاستسلام. ومن هنا تشكّلت بصمتي الفنية والأسلوب الذي وجدت فيه مساحتي من الإبداع والتميُّز.
وعن اختيارها للأسلوب السريالي في لوحاتها تقول: المدرسة السريالية بعيدة عن مبادئ الرسم التقليدية حيث اهتمت السريالية بالمضمون وليس بالشكل ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقّدة، وتعتبر منبعاً فنياً لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها، وتحمل مضامين فكرية وانفعالية تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق كي يدرك مغزاه.
وحول طموحها القادم تقول شيماء: أطمح في المستقبل القادم بعد انتهائي من المرحلة الدراسية الأكاديمية وفي أوقات فراغي أن يكون لي دور فعّال في الساحة الفنية من خلال مشاركاتي المستمرة، والقيام بمعرض شخصي يحمل رسالتي ويعبّر عن هويتي الفنية. كذلك أن أطوّر أسلوبي باستخدام تقنيات وآليات جديدة للظهور بشكل يواكب الحركة الفنية الحديثة في الساحة.