السياحة في بلادي جميلة.. ولكن !؟

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

تمتاز السلطنة بمقومات سياحية آخاذه و متنوعة من سهول خضراء وجبال شماء وشواطئ بكر والأرض العمانية بطبيعتها خصبة للسياحة فسواحلها وحياتها الفطرية وبيئتها بالإضافة إلى كرم شعبها وسمعته التى بلغت الآفاق ، كلها أمور تمثل ثروات غنية لمحبي السياحة و السلطنة كمقصد سياحي خلاب تملك الكثير من المقومات لمستقبل سياحي واعد ، ووزارة السياحة كونها الجهة المسؤلة عن القطاع السياحي في السلطنة تعمل في اطار الصلاحيات والموازنة الممنوحه لها وذلك من خلال رسالتها التى تتجلي في " تنمية القطاع السياحي بالعمل مع الجهات الأخرى ذات العلاقة والمجتمعات المحلية وزيادة الاستثمار فيه وترويج سلطنة عمان كوجهة سياحية ... الخ " والسؤال هنا هل بالإمكان أفضل مما كان بالنسبة لتطوير السياحة العمانية لا سيما في المرافق العامة المستخدمة من قبل السائح المحلي والاجنبي على حد سواء ؟ ولما لا يدخل الاستثمار فى المرافق الخدمية السياحية المنتشرة في ربوع عمان بدل من اقتصارها على المنتجعات ومواقع الخمس نجوم التى قل مايرتادها المواطن العماني البسيط .

ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو ذاك الموقف الذي ممرت به في الاجازة الاسبوعية الفائته اثناء جولة سياحية قمت بها بصحبة العائلة الى ( مسفأة العبريين ) وهي إحدى المواقع السياحية الشهيرة في محافظة الداخلية ، كانت جولة ممتعة وجميلة ولكن ماعكر صفوها موقف قد يمر به أي سائح ولكن تكراره وفي أكثر من موقع سياحي يدل أن هناك مشكلة ما يجب تشخيصها ليسهل ايجاد علاج ناجع لها ، كنت اعتقد بداية انه موقف نادر الحدوث او انه حدث مصادفة اثناء استخدامي لدورات المياه ( اعزكم الله ) التابعة للموقع السياحي الذي قصدته لكن اثناء حديثي مع أحد أصحاب الشركات السياحية تبين انهم تعرضوا للأمر ذاته وفى أكثر من مرة منها اثناء مرافقتهم لجروب سياحي اجنبي ،ولانها وفود اجنبية فهي بكل تأكيد لن تتستر او تجامل ولكنها ستنقل الصورة النمطية كما رأتها وبكل دقة وشفافية والموقف الاخر عند مرافقته لضيوف من دولة خليجية الى الجبل الاخضر وعندما اعياهم التجوال والسياحة في ربوع المكان ،توجهوا نحو دورات مياه عامه ( اعزكم الله ) ولكنها كانت ايضا دون ماء مما وضع صاحب الشركة السياحية في موقف محرج لم يجدوا بعدها مخرجاً سوى الذهاب لأقرب فندق لاستخدام نفس الغرض ، بعدها علق الخليجي تعليق يقول صاحب الشركة أنه اخجلني مفاده " كيف لمثل هذا المكان الرائع ( الجبل الاخضر ) ان يفقتد للخدمات الاساسية البسيطة وان كانت توجد كمبنى قائم اين هو الاهتمام بها ومتابعتها من قبل الجهات المعنية".

على وزارة السياحة كونها الجهة المسئولة عن تنمية القطاع السياحي الاهتمام بالمرافق التابعة للمواقع السياحية والسعي لتوفيرها ان لم تكن موجودة فى الاساس ، ومتابعتها حتى وان كانت تخص جهة اخرى لا بأس من الاشراف المباشر عليها لانها هي فى الواجهة لدي السائح شاءت ام ابت ، وعلينا هنا ان ناخذ ردود الافعال او كما تسمي بالمصلح الاعلامي feedback) ) ليس فقط من السائح الاجنبي ولكن ايضا من ابن البلد و والتركيز على السياحة الداخلية بات مطلب ضروري وملح ومن كافة الجوانب لان فيها الاستدامة والاستمرارية ومتي ماتحسنت الخدمات السياحية والمرافق التابعه لها فمن البديهي ان يكون هناك إزدياد مضطرد لمرتادي السياحة الداخلية من المواطنين ... لاضير من التركيز على سمعة السلطنة خارجيا من خلال المعارض الخارجية والاعلانات البراقة لاستقطاب السواح الاجانب ،ولكن لتكن هناك أقله موازنه للاهتمام بالسياحة الداخلية فالمواطن يجب ان يكون الاساس ومنه تكون الانطلاقة .