ميليشيات الجيوب

الحدث الأربعاء ٠٤/أبريل/٢٠١٨ ٠٥:٠٩ ص
ميليشيات الجيوب

دمشق - بيروت - موسكو - وكالات
بدأ الجيش السوري مرحلة جديدة من عملياته تتمثّل في إنهاء سيطرة الميليشيات المسلّحة على الجيوب السكانية والجغرافية الصغيرة في المناطق المحيطة بدمشق وغيرها وذلك بعد استعادته -الجيش السوري- الغوطة الشرقية من الجماعات المسلّحة وأهمها جيش الإسلام وفيلق الرحمن، فيما قالت قناة العربية الفضائية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجتمع، إلى أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي بحضور كبار الوزراء والقادة العسكريين لمراجعة الأوضاع في سوريا، ومن المقرر أن يحسم ترامب أمره بشأن المحافظة على القوات الأمريكية في سوريا أو يطلب انسحابها.
وقال متحدّث باسم إحدى الجماعات السورية المعارضة إن ضابطين من الجيشين الروسي والسوري أبلغا المعارضين في منطقة محاصرة شمال شرقي العاصمة دمشق أنه يتعيّن عليهم قبول حكم الدولة أو الرحيل عن المنطقة.
وقال سعيد سيف، المتحدّث باسم جماعة الشهيد أحمد العبدو، لوكالة رويترز، إن الإنذار الموجه لفصائل المعارضة في القلمون الشرقي تسلمه مدنيون من المنطقة خلال اجتماع مع كولونيل روسي وضابط من المخابرات الجوية السورية.
والمنطقة تبعد عن دمشق مسافة 40 كيلومترا باتجاه الشرق وهي منفصلة عن الغوطة الشرقية الملاصقة تماما للعاصمة والتي أخرجت منها القوات الحكومية المدعومة من روسيا المعارضة.
وقال سيف في تصريحات منفصلة لتلفزيون الحدث "رسالة واضحة أرسلت إلى فصائل الجيش الحر في المنطقة إما تسليم السلاح للحكومة السورية أو مغادرة القلمون الشرقي".
ولم يتسن على الفور الاتصال بالجيش السوري للتعليق.
وتسعى الحكومة السورية لسحق الجيوب القليلة المتبقية للمعارضة قرب دمشق بعد أن قضت على المعارضين في الغوطة الشرقية التي كانت أكبر معقل للمعارضة قرب العاصمة.
ويضم جيب المعارضة في القلمون الشرقي عدة بلدات ومساحة من الأراضي الصحراوية.
وقال سيف إن المعارضة قدّمت اقتراحا ينسحب بمقتضاه المسلحون من البلدات إلى المناطق الجبلية وأن يبقى المدنيون وتنتظر رد روسيا. وقال إن الهدف هو تجنّب "التهجير القسري" للسكان الذي وقع في مناطق أخرى استعادتها القوات الحكومية، على حد زعمه.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من 1100 مسلح وعائلاتهم خرجوا من الغوطة الشرقية إلى حلب خلال يوم.
وأضاف بيان الوزارة، أنه خلال الـ24 الساعة الفائتة، عبر الممر الإنساني "مخيم الوافدين"، تم إخراج 1123 مسلحا وأفراد أسرهم.
وتابع البيان أن الخارجين نقلوا على متن 24 حافلة إلى محافظة حلب.
ويصل إجمالي من خرج من المسلحين وأفراد أسرهم من مدينة دوما إلى 2266 منذ بدء عمل الهدنة الإنسانية.
وفي سياق الخروج من بلدات ومناطق الغوطة الشرقية، أعلن مدير مركز المصالحة الروسي عن خروج أكثر من 154 ألف شخص من الغوطة منذ بدء "الهدنة الإنسانية".
وأظهرت قناة الميادين الفضائية من معبر الوافدين في الغوطة الشرقية لدمشق دخول 20 حافلة إلى دوما لنقل المسلحين، وقالت القناة عبر مراسلها أن عدد عناصر "جيش الإسلام" المتبقي في المنطقة يُقدّر بـ10 آلاف مسلح، لكن من المتوقع أن يخرج حوالي 4000 منهم اليوم، بينما ستتم تسوية أوضاع الباقين من قِبل الحكومة السورية.
وسبق ذلك إعلان وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 1100 مسلّح خرجوا مع أفراد عائلاتهم من الغوطة باتجاه محافظة إدلب أمس الأول الاثنين، بينما وصل عدد المسلّحين الخارجين مع أفراد عائلاتهم من دوما منذ بدء الهدنة الإنسانية إلى 2200.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 40 ألف شخص عادوا إلى منازلهم في بلدات الغوطة حتى الآن، في حين يتواصل خروج المسلّحين وأفراد عائلاتهم من دوما.
وفي السياق، تم اكتشاف شبكة أنفاق ومستشفيات ميدانية تحت الأرض في الغوطة، بالتزامن مع خروج دفعة حافلات من دوما على متنها عددٌ من مسلّحي "جيش الإسلام" وعائلاتهم عبر ممرّ الوافدين.
وأكّدت قناة الميادين على موقعها الإلكتروني أنّ العائق الأساسي أمام إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المنطقة هو الأنفاق الضخمة التي حفرها المسلّحون، مضيفة أن الجيش يتسلم من المسلحين خرائط الألغام والأنفاق، كما تعمل وحدات الهندسة التابعة له على تفكيك الألغام.
وبقيّ 3 مناطق تحت سيطرة المسلحين في القلمون الشرقي لكن الجيش السوري يطوقها بالكامل.

ترامب وسوريا
وفي سياق متصل قالت قناة العربية الفضائية عبر موقعها الإلكتروني "العربية.نت" ومن مصادر الإدارة الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجتمع، إلى أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي بحضور كبار الوزراء والقادة العسكريين لمراجعة الأوضاع في سوريا، ومن المقرر أن يحسم ترامب أمره بشأن المحافظة على القوات الأمريكية في سوريا أو يطلب انسحابها، بحسب ما أشار إليه قبل أيام عندما قال في مهرجان شعبي في أوهايو إن القوات الأمريكية ستنسحب قريباً من هناك.
ومنذ أسابيع بدأ ترامب يتحدّث إلى مستشاريه المقرّبين منه عن نيّته إخراج القوات الأمريكية من سوريا.
لم يصل كلام الرئيس الأمريكي إلى وزارتي الدفاع والخارجية على شكل قرار، وتابع موظفو الوزارتين العمل على الاستراتيجية المعلنة منذ أشهر، لكن تصريح الرئيس الأمريكي الخميس الفائت عن سحب القوات قريباً، ثم الكشف عن أنه ينوي وقف برنامج المساعدات إلى سوريا ويقدّر بـ200 مليون دولار تسبّب ببلبلة كبيرة لدى هؤلاء الموظفين، فهم لا يعرفون حتى الآن إنْ كان ما تحدّث عنه ترامب مجرد "تبرّم" أم إنه قرار سيفرضه الرئيس على إدارته.