مسقط -
تغادر أنيسة الرئيسية، التي تبلغ من العمر 34 عاما، مسقط الأسبوع المقبل لبدء رحلة استكشافية مدتها عشرة أيام في المحيط المتجمد الشمالي، محاولةً التزلج لمسافة تبلغ حوالي 100 كيلومتر على التضاريس الوعرة للوصول إلى القطب الشمالي الجغرافي، الذي يُعدُّ أعلى نقطة تقع على محور الكرة الأرضية.
وحال نجاحها، في الوصول إلى القطب الشمالي الجغرافي ستكون الرئيسية أول عُمانية تتزلج على القطب الشمالي.
وتخوض أنيسة التجربة مع فريق الرحلة الاستكشافية القطبية الشمالية النسائية الأوروبية العربية لعام 2018 بقيادة المستكشفة البريطانية فيليسيتي أستون.
وتهدف الرحلة، في المقام الأول، إلى الوصول إلى القطب الشمالي الجغرافي فضلا عن تعزيز التفاهم بين الثقافات في أوروبا والشرق الأوسط، كما تهدف إلى إلهام الآخرين لتحقيق طموحاتهم.
وتقول أنيسة الرئيسية: «تحدي الشباب ودفعهم لتخطي حدودهم وإطلاق العنان لإبداعهم كان شغلي الشاغل على مدى السنوات الأربع الفائتة خلال عملي مع أوتورد باوند عُمان.
ستكون هذه الرحلة فرصة سانحة لممارسة ما تعلّمته، وكُلي أملٌ أن أكون قادرة على إلهام الشباب بما أقوم به وأن أستطيع التغلّب على المصاعب التي ستواجهني لا محالة. وإنه لمن الرائع أن تكون أول عُماني يتزلج على القطب الشمالي الجغرافي. وسأكون فخورةً جداً بجعل العلم العُماني يرفرف في أعلى قمة في العالم، لكن هذا الإنجاز ليس لنفسي وليس بهدف أن أكون الأولى؛ بل لأكون قادرة على إلهام الشباب والشابات لمواجهة التحديات التي تلوح في أذهانهم، وللبحث عن التحديات التي تساعدنا على النمو. ولم أكن لأصل لهذه النقطة بدون الدعم الذي تلقيته من الجميع، سواءً كانوا من الغرباء الذين مرّوا بي يوما وألقوا إليّ كلمات لطيفة تحفّزني، أو المشاركين في الدورات التي أقدّمها والذين يدفعونني بإعجابهم، أو أصدقائي وعائلتي (في المنزل وفي أوتورد باوند) الذين كانوا أول الداعمين لي وبمثابة أعمدة أستند عليها، والأهم من ذلك كله فريق العمل في عمانتل الذين أشعر بالفخر لكونهم الداعمين المحليين للرحلة وآمنوا بها منذ الوهلة الأولى».
من جهته، قال مدير عام الاتصالات التسويقية والأداء في عمانتل سعيد بن سالم الشنفري: «نفتخر في عمانتل بتاريخ بلدنا الغني ونؤمن بمستقبله المشرق. فقد أبحر العُمانيون في الماضي عبر العالم ومخرت سفنهم عباب البحار، وواجهوا تحديات جمَّةً في رحلاتهم. واليوم يُعيد الشباب المتحمّسون مثل أنيسة هذا التاريخ، ويبرهنون مرة أخرى على أن العُمانيين قادرين، وبإمكانهم تحقيق إنجازات عظيمة إذا ما تكاتفت جهودهم». وزاد الشنفري: «متحمّسون للغاية لمشاركة أنيسة في رحلتها للتزلج على القطب الشمالي، ونأمل أن تعود إلى الوطن حاملةً معها تجربةً ناجحةً ومجزيةً. ويمكن القول إن هذه التجربة تحمل معها رسالة إلى الشباب العُماني وتقول لهم: نعم! يمكنكم تحقيق ما ترمون إليه، ولتلامس أحلامكم عنان السماء ولتصلوا إليها بشغفكم وتفانيكم وعملكم الجاد. ونحن سُعداء بأن نرى المزيد من العُمانيات وهنَّ يخضن تجارب كان يُعتقد حتى وقت قريب أنها محصورة على «الرجال فقط». ونحن في عمانتل نؤمن إيمانا راسخا بأننا سننجح إذا كنَّا معا».
وتقضي الرئيسية وزميلاتها من أوروبا والوطن العربي الليل في خيام على الجليد، وسيحملن معهن ما يحتجنه من مؤونة على زلاجات للبقاء على قيد الحياة في القطب الشمالي. وبالإضافة إلى مخاطر درجات الحرارة المنخفضة التي تصل إلى 40 درجة تحت الصفر، فإن هنالك مخاطر أخرى قد يواجهها الفريق ومنها تحرّك طبقات الجليد التي قد تنقسم لتكشف عن المياه المفتوحة أو تنضغط لتشكّل جدران جليدية يتعيّن على الفريق عبورها، وهناك أيضا خطر الدببة القطبية المفترسة. ويجتمع الفريق في أرخبيل القطب الشمالي النائي في سفالبارد في نهاية شهر مارس، وسيحلّقوا من هناك نحو محطة الجليد العائمة المعروفة باسم «بارنيو». وسيشرع الفريق في رحلة التزلج على الجليد بدءا من المحطة باتجاه القطب الشمالي. جدير بالذكر أن عمليات الاستعداد لهذه الرحلة قد بدأت منذ ما يقرب من عامين شملت رحلات تدريبية في آيسلندا وعُمان.
وسيجري الفريق تجربتين علميتين مهمّتين خلال الرحلة، وسيشارك تجاربه على الهواء مباشرة من الجليد مع المدارس وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. للحصول على أحدث المعلومات حول الرحلة، يرجى الاطلاع على موقع الرحلة على الإنترنت www.euroarabianexpedition.com