خاص -
تعدّ تكاليف الزواج الباهظة من القضايا الكبرى التي تواجه الشباب العماني، وتؤدي بهم إلى التأخر في الارتباط بشريكة الحياة وإكمال نصف دينهم، وربما يقود هذا الأمر إلى ما لا تحمد عقباه من مخالفات أخلاقية وقانونية. ومن هنا، جاءت الفكرة بإنشاء صندوق خاص للزواج؛ للمساعدة في حل هذه القضية الحساسة.
برنامج «مع الشبيبة» الذي يبث عبر «إذاعة الشبيبة» تناول أمس ملف «صندوق الزواج»، واستضاف خلال ساعتيه نائب رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى ممثل ولاية إزكي سعادة يونس المنذري، إضافة إلى فيصل الدرعي وهو أحد الشباب العمانيين الطامحين إلى تفعيل صندوق الزواج.
سعادة يونس المنذري أكد خلال البرنامج أن مجلس الشورى درس فكرة صندوق الزواج من كل جوانبها، وقد رُفعت الدراسة إلى الجهات التنفيذية بعد الفترتين السادسة والسابعة، إلا أن المجلس لم يتلق رداً بشأن ذلك.
وحول تفعيل الصندوق وتطبيقه، أشار سعادته إلى أن المجلس جهة تشريعية ولا يملك صلاحيات تنفيذ القرارات، فهناك جهات تنفيذية هي من تتولى هذا الأمر، مؤكداً أن كل من في المجلس عمل على أن تكون الدراسة متكاملة، مضيفاً أن لجنة الخدمات هي المعنية بصندوق الزواج، وأنه جرى تناول هذا الموضوع مع معالي وزير التنمية الاجتماعية خلال استضافة المجلس له مؤخراً.
وأكد سعادته أن تنفيذ صندوق الزواج هو مطلب وطني ومجتمعي، مشيراً إلى ضرورة مراجعة تكاليف الزفاف أيضاً من قِبل الأفراد أنفسهم، إذ تصرف مبالغ طائلة من أجل ليلة الزفاف، بينما الأوْلى استثمارها في أمور ضرورية للحياة كالمسكن.
وعبر الاتصال الهاتفي، استضاف البرنامج الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع بجامعة السلطان قابوس د.حمود بن خميس النوفلي، الذي أكد بدوره أن تأخر الزواج أو عدم مقدرة الشباب عليه سيؤدي إلى الكثير من المشاكل في المجتمع، وكما هو واضح من الإحصائيات المعتمدة فإن هناك تراجعاً في عدد حالات الزواج في السلطنة، مشيراً إلى أن صندوق الزواج مطلب ملحّ، داعياً إلى وجود خطة مدروسة ومرسومة وواضحة له حتى لا يُلقى عبء تنفيذه على الحكومة وحدها.
أما مختصة العلاج النفسي والإرشاد والتوجيه، وصاحبـــة مركـــز السعـــادة للإرشاد النفسي والأسري مريم بنت سالم العبرية، فأكدت أن تأخر الزواج له أثر كبير في كثرة المشاكل الأخلاقية والنفسية، والاقتصادية كذلك، وهو سبب في عدم الاستقرار النفسي لدى الشباب، وأوضحت أن الظروف الاقتصادية تمنع الشباب من الزواج بسبب غلاء المهور، وعدم وجود صندوقٍ للزواج.
وأشارت إلى أن صندوق الزواج سيحل الكثير من المشاكل، فالزواج هو استقرار بكل جوانبه الاجتماعية والأسرية والنفسية والعاطفية.