مـؤشرات الأداء غائبة في القطاع الحكومي.. ضعيفة في الخاص

بلادنا الثلاثاء ٠٣/أبريل/٢٠١٨ ٠٢:٤٢ ص
مـؤشرات الأداء

غائبة في القطاع الحكومي.. ضعيفة في الخاص

مسقط - خالد عرابي

أجمع عدد من الخبراء والمستشارين في الموارد البشرية والتدريب والتطوير على أن الأداء الوظيفي والمؤسسي ما يزال دون المتوقع في المنطقة العربية بصفة عامة، والخليج ومنه السلطنة بصفة خاصة، وأنه إذا وجد نوعاً ما فهو في القطاع الخاص إذ تطبقه بعض الشركات، بينما يكاد يكون منعدماً تماماً في القطاع الحكومي.

هذه القضية طرحها بقوة المؤتمر العالمي «إثراء الأداء» الذي تنظمه وزارة الخدمة المدنية بتنفيذ من شركة الرعاية الأولى بمشاركة خبراء دوليين، والذي انطلقت فعالياته أمس وتستمر حتى اليوم.
«الشبيبة» فتحت ملف القضية وناقشت الأمر من خلال تصريحات خاصة من بعض الخبراء، فماذا قالوا عن واقع الأداء في السلطنة والمنطقة؟ وهل تختلف الصورة كثيراً بين القطاعين العام والخاص؟ وما علاقة ذلك بتطبيق الحوكمة؟
وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري، سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي رأى أن إحداث أي تغيير في المستقبل يحتاج إلى قيادات وإلى كفاءات بشرية وأدوات تساعد على إحداث هذا التغيير، كما أن التحديات تزداد حالياً سواء داخلياً أو خارجياً، وبالتالي على الحكومات أو القيادات تكييف نفسها وأن تملك الأدوات اللازمة بحيث تستطيع مواكبة المتغيرات المتسارعة في العالم وتُحدث هذا التغيير.
وأكد سعادته أنه لا توجد في القطاع الحكومي مؤشرات أداء حتى الآن، وأن وزارة الخدمة المدنية تعمل على وضع منظومة متكاملة للأداء الحكومي على مستوى الأفراد والموظفين، وعلى مستوى الوزارات، ونحن في الوزارة نعمل عليها بقوة ونأمل خلال السنوات الثلاث من الآن أن تكون متكاملة وتطبق، بحيث ستكون هناك مؤشرات أداء لكل موظف ومتابعة ونتائج واضحة ومحاسبة، وتقاس النتائج بشكل علمي ومهني غير شخصي وبالتالي فإن الحوافز ستعطى نظير النتائج وهذا ينطبق على الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وعن مؤسسات القطاع الخاص في السلطنة، قال سعادته: «توجد مؤشرات أداء في بعضها ومنها شركة تنمية نفط عمان وشركة شل وحيا للمياه وعمانتل وغيرها الكثير من الشركات، وقد استفدنا بخبرات بعضها في ذلك».

استثمار الموارد البشرية

ورأى المدير العام للمعهد العربي للتخطيط، د.بدر عثمان مال الله أن «إثراء الأداء» لا يقتصر على الأداء المؤسسي فقط، وإنما يشمل الأداء البشري أيضاً، وذلك من خلال الاستثمار الأمثل للموارد البشرية وتطوير التعليم وتحسين جودته وهذا من شأنه رفع جودة الأداء وكذلك حوكمة المؤسسات وبناء المؤسسات في القطاعين العام والخاص وفق أسس صحيحة، وذلك لتنفيذ برامج ومشاريع تنموية، ونحن بحاجة إلى الكثير من برامج الإصلاح في التعليم والتنمية البشرية لتطوير الأداء.
وأكد مال الله على أن الأداء سواء المؤسسي أو البشري في دولنا ضعيف جداً فكلاهما يعبر عنه بالإنتاجية، وعندما نأخذ نسبة الإنتاجية من إجمالي النتاج القومي على مستوى الأفراد أو المؤسسات ومنها الحكومية نجدها منخفضة جداً، ولذا فلا يمكن أن تعمل المؤسسات لدينا بالفعالية والأداء المطلوب إلا بوجود الحوكمة التي تضمن جودة الأداء والاستخدام الأمثل للموارد.
وأشار د.مال الله إلى وجود تشوهات اقتصادية تؤدي إلى ذلك، ومنها: وضع الإدارة الحكومية في المنطقة العربية، والذي أصبح لا يطاق، وذلك لكونها (أي الحكومة) هي المشغل الرئيسي للعمالة الوطنية، خاصة في الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، وهذا يثقل كاهل الدولة ويزيد عبء الإنفاق الجاري على الموازنة، ويزيد فاتورة الخدمات علاوة على إرباكه للإدارة العامة ودفعها إلى المزيد من البيروقراطية والروتين، ثم فهي تفقد تميزها المؤسسي وتتحول إلى عبء على التنمية والإنفاق العام، بدلاً من أن تكون إحدى قاطرات التنمية، ولذا ينبغي على الدولة أن تنسحب تدريجياً من السوق وأن تتحول إلى الإشراف والرقابة والتنظيم.

إستراتيجية المؤسسة

أما المدير العام لمايكروسوفت عمان والبحرين، الشيخ سيف بن هلال الحوسني فقال: «لكل مؤسسة إستراتيجية أو هدف معين تتطلع إليه، وهذا يتطلب مؤشرات أداء على مستوى المؤسسات والأفراد بحيث يكون لها تقييم في نهاية العام، فمهما عملنا على الأفراد فإننا لن نصل إلى الأهداف ولا إلى المستوى المطلوب ما لم نربطهم بمؤشرات متابعة»، وأشار إلى أن الأداء مقصود به الوظيفي أو المؤسسي، وربما توجد مؤشرات أداء في القطاع الخاص، ولكن للأسف نحن نفتقر إلى مؤشرات الأداء في القطاع الحكومي إلى الآن، وبالتالي طالما لا توجد مؤشرات فلا نستطيع أن نحكم على شيء ونحن نفقده.
وأضاف أنه لتطوير الأداء لابد من تحديد الأهداف ووضع خطة معينة لسنوات مقبلة، وبناء عليها يجري وضع مؤشرات الأداء، إذ يمكن بعدها البناء عليها وتقييم أي موظف مهما كانت مكانته.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة «الرعاية الأولى» لتنظيم الندوات والمؤتمرات -منظمة المؤتمر- نايف بن أحمد بن سعيد الشنفري: «يُعد مؤتمر اليوم حلقة وصل بين الخبراء والمستشارين والمشاركين والمحاورين، من شتى القطاعات، ومن المستويات الإدارية كافة لمناقشة محاور المؤتمر والخروج بتوصيات بناءة قادرة على التطبيق والتركيز على الأداء كمرحلة أساسية للوصول إلى الأهداف المنشودة، ونحن في شركة الرعاية الأولى كبيت خبرة غايتنا تقديم خدمات متميزة في مجال صناعة المؤتمرات وتقديم الاستشارات والتدريب على أسس مبنية بمعرفة كاملة، عن واقع البيئة المحلية والإقليمية، وواقع الإدارة بها وأنظمتها، للعب دور بارز في مساندة القطاع العام والخاص».
وقالت مستشارة مشروع مسرعات الأداء، هلا التركي: «إن واحدة من المشاكل التي تعوق الأداء في بلادنا هي القيادة، خاصة التمكين والتفويض، رغم كونهما من الأشياء المهمة لإثراء الأداء»، وأشارت إلى أن معظم الشركات العالمية ركزت الآن على اللامركزية وإعطاء الصلاحيات اللازمة للموظفين لتحقيق أهداف المؤسسة ولذا نجد الآن اللامركزية في الشركات العالمية مثل جوجل مابس والآب في أبل ستورز، والأندرويد وكلها تبنت اللامركزية والتمكين والتفويض، ولذا نتمنى أن تحذو مؤسساتنا هذا الحذو الذي من الممكن أن ينعكس على الأداء وتطويره.