مسقط - باريس - ش
"اللبان العُماني الفاخر.. تجارة تعود إلى آلاف السنين"، بهذا العنوان انطلقت مؤسسة "يورونيوز" الإعلامية الفرنسية في جولة لها في مدينة صلالة، لتعاين عبر عدسة كاميرتها اللبان العُماني الذي تفوح رائحته من "المجامر" في سوق العطور بمدينة صلالة في محافظة ظفار، "حاملة الزائر إلى زمان غابر شكلت فيه هذه المادة لقرون طويلة فخرا للصناعة والتجارة في عُمان"، بحسب وصف التقرير الذي نشرهُ الموقع الإخباري للمؤسسة في نسخته العربية.
وتباع في الأسواق العمانية أنواع عديدة من اللبان، وتتنوع بحسب أماكن زراعة أشجارها وطريقة معالجتها بعد استخراجها. ويصل سعر اللبان الحوجري الفاخر – والكلام ليورونيوز - إلى نحو 8 ريالات عمانية (أي ما يعادل 20 دولارا).
يقول التقرير: "يُبخر السكان المحليون أماكن سكنهم باللبان، ويستخدمونه في وصفات العلاج الطبي الشعبي"، في حين يتحدث التاجر فاضل فاضل لمعدي التقرير موضحا: "اللبان الحوجري علاج طبي. يذيبونه في الماء ثم يشربونه. إن فيه فوائد كثيرة لعلاج أوجاع الحلق والغازات. وإن لم ينفع فإنه لا يُضر".
وتنمو شجرة اللبان طبيعيا في العديد من مناطق محافظة ظفار جنوب السلطنة، وتشكل منذ آلاف السنين ثروة حقيقية لهذه المنطقة لكونها شجرة بعلية يتم استخراج اللبان منها من خلال شقّ خطوط في لحائها.
في العام 2007، تم افتتاح متحف "أرض اللبان" في محافظة ظفار ليقدم للزائرين والباحثين لمحة عن المسيرة الطويلة لتجارة اللبان في السلطنة.
وتحدث غانم الشنفري، مدير متحف "أرض اللبان" عن حفريات منطقة "البليد" قائلا : "خلال الحفريات وجدنا قطعة قديمة من اللبان تعود إلى حوالى ألف سنة. لدى فتحها فاحت منها رائحة عَطرة وكأنها أخرجت من المخزن للتو".
وأدرجت منظمة اليونسكو في العام 2000 "أرض اللبان" في جنوب السلطنة ضمن قائمتها للتراث العالمي. إذ تعد هذه المواقع شاهدة على واحدة من أهم السلع الفاخرة للتجارة خلال العصور القديمة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر إلى بلاد ما بين النهرين والهند والصين.