دمشق - موسكو - عواصم - وكالات
اقترب الجيش السوري من السيطرة نهائيا على الغوطة الشرقية بعد إخلاء آخر معاقل الجماعات المسلحة منها.
وقال مصدر أمني سوري إنه يتم تجهيز 60 حافلة لنقل مسلحي فيلق الرحمن وعائلاتهم من دوما بالغوطة الشرقية إلى إدلب شمالي سوريا.
وذكر المصدر، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن «اتفاق خروج المسلحين وعائلاتهم من دوما بالغوطة الشرقية ينص على خروج مسلحي فيلق الرحمن وعائلاتهم كمرحلة أولى، ثم خروج مسلحي جيش الإسلام وعائلاتهم».
كما أوضح أن «هذا الخروج هو جزء من الاتفاق الذي تم بين الجيش السوري والمسلحين لإنهاء وجود السلاح في دوما».
وتابع المصدر: «جرى تجهيز 60 حافلة لنقل مسلحي فيلق الرحمن وعائلاتهم من دوما عبر مخيم الوافدين إلى إدلب»، متابعا: «سيخرج في البداية النساء والأطفال والمسنون ومن ثم يبدأ المسلحون بالخروج».
وأعلن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، أن العملية الإنسانية لإخراج مقاتلي «فيلق الرحمن» من الغوطة الشرقية تمت بنجاح.
وجاء في بيان المركز، أمس الأحد: «أتمّ المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة ووحدة الشرطة العسكرية للقوات المسلحة الروسية، العملية الإنسانية دامت 8 أيام لإخراج مقاتلي التشكيل المسلح غير القانوني «فيلق الرحمن» من الغوطة الشرقية».
وكان رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، اللواء يوري يفتوشينكو، أعلن في وقت سابق، أن أكثر من 40 ألف مسلح مع أفراد عائلاتهم نقِلوا من الغوطة الشرقية إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وقال يفتوشينكو: «تم إخراج من عربين، وجوبر، وعين ترما، وزملكا حوالي 41.126 ألف مسلح مع أفراد عائلاتهم». وأضاف: «جميعهم توجهوا إلى منطقة قلعة المضيق في منطقة خفض التصعيد في إدلب، بمواكبة سيارات الأمن التابعة للجيش السوري، وسيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري، فضلا عن الجنود العسكريين للشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية.
وقالت قيادة الجيش السوري إن الجيش استعاد السيطرة على معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق وإنه يواصل العمليات العسكرية في دوما آخر معقل للمعارضة بالمنطقة.
وفي بيان نقله التلفزيون، قال المتحدّث باسم الجيش إن الحملة العسكرية التي استمرت لأسابيع حققت الأمن للعاصمة وأدّت أيضا إلى تأمين الطرق السريعة «بين دمشق والمناطق الوسطى والشمالية والساحلية وكذلك مع المنطقة الشرقية عبر البادية وصولاً إلى الحدود العراقية».
وغادرت آخر مجموعة من المقاتلين وعائلاتهم جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في وقت سابق بعد سقوط مدن أخرى ولم يتبقَّ تحت سيطرة مقاتلي المعارضة سوى مدينة دوما.
وأظهرت لقطات للتلفزيون الرسمي كبار قادة الجيش يدخلون نفس الطريق الذي استخدمته قافلة المسلحين.
وغادر عشرات الآلاف المنطقة التي كانت تمثّل مركزا تجاريا وصناعيا مهمّا وتعج بالحركة في ريف دمشق الشرقي والتي كان يقطنها نحو مليوني نسمة قبل تفجر الصراع.
ومن شأن استعادة الحكومة السيطرة على دوما أن تلحق أكبر هزيمة بمقاتلي المعارضة منذ 2016 وتطردهم من آخر معقل كبير لهم قرب العاصمة.
وأكّد الجيش من جديد أن استرداد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة سيوقف الهجمات الصاروخية على العاصمة. ونفى مقتل عدد كبير من المدنيين في القصف ويقول مسعفون وسكان إن القصف حوَّل أحياءً كاملة إلى ركام في مناطق كثيفة السكان حيث كان يعيش ما لا يقل عن 350 ألف شخص.
ويقول محللون عسكريون إن الهدف الرئيسي للحملة كان استكمال حزام أمني حول العاصمة.
وقال الأسد في الآونة الأخيرة إن تأمين الغوطة الشرقية أحبط المؤامرات ضد سوريا. وقال بيان الجيش «استعادة القرى والبلدات تحققت بعد أن قضت وحدات الجيش على مئات الإرهابيين ودمّرت مقرّات قياداتهم وتجمعاتهم وتحصيناتهم وأسلحتهم وعتادهم بما في ذلك مصانع ومعامل للمدافع والصواريخ والقذائف المختلفة». وتحاصر قوات الحكومة السورية دوما. وما يزال هناك عشرات آلاف المدنيين في المدينة.
وينفي مسلحو المعارضة هناك إجراء مفاوضات لإخلاء المنطقة ويقولون إن المحادثات مع الجيش الروسي تهدف إلى التوصل إلى حل يسمح لهم بالبقاء في المدينة تحت حماية موسكو.
ولكن مصادر محلية قالت إن المفاوضين توصلوا إلى اتفاق مع الجيش الروسي في ساعة متأخرة من مساء السبت الفائت لنقل الجرحى من المدينة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال غرب سوريا.
ولم يتضح ما إذا كانت هذه الخطوة ستمهّد الطريق أمام التوصل لاتفاق أوسع لإجلاء المقاتلين في ترتيب مماثل لاتفاق توصلت إليه جماعة فيلق الرحمن مع موسكو وسمح لمعظم مقاتليها بمغادرة المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.
وقال بيان الجيش «تواصل وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما لتخليصها من الإرهاب».
ويقول رجال إنقاذ إن الهجوم المدعوم من روسيا في الغوطة الشرقية أدّى إلى مقتل ما يربو على 1600 مدني فضلا عن إصابة الآلاف. وتقول السلطات إن نحو 150 ألف شخص نزحوا من الغوطة الشرقية. وغادر آلاف الأشخاص، وبينهم مقاتلون وأسرهم ومدنيون، الغوطة الشرقية إلى شمال غرب سوريا في قوافل حافلات بعد أن منحتها الحكومة ممرا آمنا إلى محافظة إدلب.
وقال كثيرون من الذين وصلوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في رحلة شاقة عبر قرى تسيطر عليها الحكومة إن كثيرا من السكان كانوا يرشقون حافلاتهم بالحجارة والأحذية.