شاطئ رأس مدركة تخييم ومتعة.. وصيد وفير

مزاج الاثنين ٠٢/أبريل/٢٠١٨ ٠٤:٤٣ ص
شاطئ رأس مدركة

تخييم ومتعة.. وصيد وفير

الدقم - عبدالرحمن بن أحمد العامري

يعتبر شاطئ رأس مدركة بولاية الدقم بمحافظة الوسطى من الأماكن السياحيّة التي يتوافد إليها الزوّار من مختلف محافظات السلطنة وخارجها، فهي توفّر جوا مثاليا للتخييم والتمتع بالمناظر الطبيعية والرمال الذهبية الناعمة، التي تجمع بين الطبيعة الخلّابة والمكوّنات الغنيّة التي تضمّها جنبات القرية الساحلية الرائعة. وقد أجْمَع الزوّار على أن رأس مدركة وجهة مهمّة لمختلف فئات السائحين والتي يجد السائح فيها نوعا من الاستجمام حيث يمارس البعض رياضة ركوب الأمواج في بعض أوقات السنة التي ترتفع فيها الأمواج وكذلك يمكن ممارسة صيد الأسماك في ذلك المكان بالتحديد لوفرة الأسماك فيه.

شواطئ رملية ناعمة

تحدّث سالم بن مسلم الجنيبي، أحد أبناء قرية رأس مدركة، فقال: تتميّز القرية بأنها منطقة ساحليّة ذات مقومات سياحيّة متنوّعة تقع على بُعد حوالي 80 كم من مقر الولاية (ولاية الدقم). يحدها بحر العرب من ثلاثة اتجاهات، وتشتهر بصيد الأسماك وتصديره سواء للسلطنة أو خارجها، وهي منطقة تمتاز برمالها البحريّة الجذّابة للسائح وشواطئها الخلّابة الجميلة. ومن وشواطئها ما يُسمَّى بشاطئ «المخيمات» الملائم والممتع للسيّاح سواء من داخل السلطنة أو خارجها لممارسة التخييم والصيد.

وعن الخدمات الأساسية أضاف: توجد في قرية رأس مدركة معظم الخدمات ومنها مدرسة ثانوية ومركز صحي ومحطة مياه ومحلات تجارية، وأيضا توجد شبكة من الطرق الداخلية وشبكات الاتصال.

ثروة سمكيّة متنوّعة

تعتبر مياه رأس مدركة من أغنى المياه بالسلطنة وتوجد فيها أجود أنواع الأسماك التي تساعد المواطنين على إيجاد دخل مناسب من هذه المهنة المتوارثة عن الأجداد وتغذّي الأسواق المحلية والخارجية بالأسماك.

عن ذلك يقول غدير بن حميد الجنيبي، أحد أبناء القرية، وهو ممن يمارسون مهنة الصيد البحري: هناك أسماك متنوّعة تزخر بها رأس مدركة والتي تختلف في النوع والمسمّى مثل الكنعد والشعري والهامور والكوفر والعقام وغيرها من المسمّيات المختلفة والتي يتم صيدها وفق مواسم الصيد، وتزيد كمية الأسماك من بداية شهر أكتوبر، وهناك أيضا الرخويات والقشريات التي تتوفر بكثرة في مياه رأس مدركة ومنها الروبيان والشارخة والحبّار.

السلاحف العُمانية

يعتبر شاطئ رأس مدركة بولاية الدقم أحد الشواطئ التي تعشش فيها السلاحف وتضع بيوضها لتوفّر البيئة الملائمة، وأضاف غدير الجنيبي: تعشش في شاطئ رأس مدركة عدة أنواع من السلاحف أهمها: الخضراء وسلاحف الريماني وغيرها من الأنواع، حيث يكثر تعشيش السلاحف في الشاطئ من بداية شهر يونيو حتى نهاية أغسطس، ويُقدَّر عدد السلاحف التي تخرج في اليوم ما بين (4) إلى (8) لمدة ثلاثة أشهر، أما باقي أيام السنة فيكون عددها أقل.

«الرحس» عند المرأة الساحلية

النساء شقائق الرجال، هكذا هي المرأة في رأس مدركة تشارك الرجل بعض المهن الجميلة كون شواطئ القرية تزخر بأنواع مختلفة من الأحياء البحرية ومنها ما يسمَّى محلياً «الرحس» وتعني جمع القواقع البحرية المشبعة باللحم، والموجودة على الصخور البحرية الساحلية التي تنتشر على شواطئ رأس مدركة الصخرية.

وقد أطلقت وزارة الزارعة والثروة السمكية مشروع تطوير وتنمية المرأة الريفية والساحلية بقرية رأس مدركة. وفي حوار مع فريق العمل التطوعي بمدرسة رأس مدركة للتعليم الأساسي أجرته أمل الهاشمية مع المستفيدات من المشروع قالت سعيدة بنت العبد الجنيبية: شكّل هذا المشروع حافزا كبيرا لدى نساء القرية كون المرأة الريفية والساحلية صاحبة مهنة شريفة في صيد وتجميع بعض من أنواع الأسماك مثل: الرحس والأخطبوط. وبدعم من المشروع فقد تم تدريب المستهدفات على كيفية صنع المخللات من الرحس والحبّار بأنواعه الحار والبارد، وكذلك طريقة تخزين الرحس المجفف والرطب. وتطرّقت في حديثها عن تسويق وبيع منتجاتهن عن طريق هذا المشروع إلى أكبر فئة مستهلكة خارج القرية.
وأضافت سليمة بنت محمد الجنيبية أنها من خلال مشاركتها بهذا المشروع اكتسبت خبرة إضافية لم تكن موجودة لديها من قبل وأن الاستفادة من هذا المشروع طالت الجانبين المادي والمعنوي. بينما توجّهت مريم بنت شليويح الجنيبية بالشكر والامتنان لوزارة الزراعة والثروة السمكية على هذه المبادرة الطيّبة بافتتاح مثل هذه المشاريع التي تهدف إلى تنمية وتطوير المرأة العُمانية أينما وجدت وبالأخص نساء قرية رأس مدركة؛ كون هذه المنطقة متميّزة بوفرة أنواع نادرة من الأسماك والتي لا يُتقن صيدها وتجميعها إلا نساء رأس مدركة، ووجّهت رسالة مناشدة للوزارة بتكرار هذا المشروع والاستمرار في دعمه وتفعيله ومناشدة شركات القطاع الخاص المحلية لتسويق وبيع منتجاتهن بشكل أكبر وأكثر وعرضها في الأسواق المحلية والعالمية.