مسقط -
إن التعليم التقني كأحد منظومات التعليم العالي في السلطنة يطلع بدور كبير ومميز كونه المسؤول عن إعداد الكوادر الفنية والتخصصية التي يحتاجها سوق العمل، وبالتالي فهو يعتبر ركيزة اساسية في إطلاق امكانات الشباب وتنمية قدراتهم وفي تأمين يد عاملة مستقبلية آمنة، وماهرة ونابضة بالحياة والتفكير المبتكر لتحقيق النمــو الاقتصادي ومحاربة البطالة.
وتدفع برامج التعليم والتدريب التقني الطلبة مباشرة نحو بيئة العمل، فهي توفر المعرفة العملية التي غالبا ما يعاني أرباب العمل من نقصها مع خريجي الجامعات.
ويستوعب التعليم التقني سنويا ما بين 8000 إلى 10000 طالب وطالبة من حملة شهادة الدبلوم العام، ويقوم على إعدادهم وتأهيلهم بالمعارف والمهارات بالجودة والكفاءة التي تتلاءم وإحتياجات سوق العمل في مختلف التخصصات الهندسية وتقنية المعلومات والتخصصات التجارية والعلوم التطبيقية والصيدلة والتصوير الضوئي وتصميم الأزياء.
وتقوم وزارة القوى العاملة، ممثلة بمجلس أمناء الكليات التقنية، ومكتب سعادة وكيلة الوزارة للتعليم التقني والتعليم والتدريب المهني والمديرية العامة للتعليم التقني بالإشراف على حوكمة الكليات التقنية السبع القائمة حالياً في السلطنة وهي الكلية التقنية العليا بمسقط والكلية التقنية بالمصنعة والكلية التقنية بنزوى والكلية التقنية بإبراء والكلية التقنية بصلالة والكلية التقنية بشناص والكلية التقنية بعبري، وكذلك بالإشراف على تطوير مناهج وبرامج التعليم التقني بالتعاون والتنسيق مع سوق العمل.
وتمنح جميع الكليات شهادة الدبلوم التقني والدبلوم المتقدم التقني عدا الكلية التقنية العليا بمسقط فهي كلية جامعية تمنح بالإضافة إلى ذلك شهادة البكالوريوس التقني، وتتطلب الدراسة في الكليات التقنية سنة تحضيرية للبرنامج التأسيسي وسنتان لمنح شهادة الدبلوم وثلاث سنوات للدبلوم المتقدم واربعة سنوات لمنح البكالوريوس التقني، ويتوجب على الطلبة أداء التدريب على رأس العمل في مؤسسات سوق العمل قبل التخرج ليتمكنوا بعدها من الإلتحاق بسوق العمل أو مواصلة الدراسة داخل او خارج السلطنة.
حيث حقق التعليم التقني توسعاً في أعداد الطلبة المقبولين الجدد والخريجين والمقيدين وأعداد التخصصات في الكليات التقنية، حيث تزايدت الأعداد المقبولة، من خلال مركز القبول الموحد ومدارس الحرس السلطاني والضمان الإجتماعي وطلبة البعثات والتجسير والتفرغ الجزئي، لترتفع من 6584 طالباً وطالبة في العام 2009-2010، إلى ما يزيد عن 11000 خلال الأعوام 2011-2013، ولتتراجع إلى 8011 طالباً وطالبة خلال العام الآكاديمي الجاري 2017-2016، وتشكل أعداد المقبولين بالكليات التقنية معدل نسبته 36% من إجمالي المقبولين في مؤسسات التعليم العالي الحكومية من خريجي الدبلوم العام في السلطنة، أما أسباب التراجع في أعداد المقبولين فتعود الى انخفاض أعداد خريجي الدبلوم العام وزيادة البعثات الحكومية الداخلية والخارجية وقيام وزارة القـــوى العاملة برفع معايير القبول بالكليات التقنــية بمعدل لا يقل عن 60% من مئـة لخريجي شهادة الدبلــوم الـــعام.
وفيما يتعلق بأعداد الطلبة المقيدين في مختلف التخصصات بالكليات التقنية فقد ازدادت من 23527 في العام 2009-2010 إلى 41043 طالباً وطالبة خلال العام الأكاديمي 2016-2017، وفيما يتعلق بأعداد الخرجين فقد تزايدت من 3648 خريجاً وخريجة في العام الأكاديمي 2011/2012 إلى 5461 خريجاً وخريجة خلال العام 2015- 2016، كما حافظت الوزارة في خطة القبول على نسبة الطلبة الإناث إلى الذكور بحدود 30% من مجموع المقبولين وهذه النسبة تتناسب مع طبيعة التخصصات العملية وبالأخص الهندسية والتي تتلاءم والطلبة الذكور.
وتطورت تخصصات التعليم التقني لتصل أعدادها إلى 39 تخصصاً معتمداً في البرامج الهندسية والدراسات التجارية وتقنية المعلومات والعلوم التطبيقية والبرامج الأخرى، حيث يجري حالياً خلال العام الأكاديمي 2017-2016 التطبيق الفعلي لعدد 27 تخصصاً منها و4 تخصصات تم إيقافها لتراجع حجم الطلب على مخرجاتها في سوق العمل وهي إدارة المكاتب، ومختبرات المدارس وهندسة الميكاترونيكس وهندسة المعدات الطبية و7 تخصصات مطروحة للتطبيق وفق رغبة الطلبة وتوفر الموارد البشرية والمادية ورغبة الطلبة.