تصاميم حوراني توائم بين التراث والمعاصرة

مزاج الاثنين ٠٧/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
تصاميم حوراني توائم بين التراث والمعاصرة

عمّان- العمانية

تتسم تصاميم الفنانة والمصممة الأردنية لمى حوراني بمواءمتها بين التراث والمعاصرة، حيث تستعمل في أعمالها الفنية مواد وأحجارا كريمة أو شبه كريمة يغلب عليها الأزرق وألوان التراب والمعادن.
وتستمد حوراني ثيمات قطعها الفنية وزخارفها من إرث الثقافات والحضارات القديمة، وهو ما يجعل من أعمالها قطعا فريدة تكشف عن الترابط الوثيق بين الفن والحياة.
وتعرض حوراني خلال مشاركتها في أسبوع الموضة في باريس، مجموعتين من تصاميمها المشغولة يدوياً والمنفّذة بالحروفية العربية باستخدام الذهب والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، وهما: "حب واحد"، و"مربط الحب".
وتقام هذه التظاهرة في غاليري "كارسول دي لوفر" في صالة "تومورو"، وأماكن أخرى من العاصمة الفرنسية خلال الفترة 3-9 مارس 2016.
تقول حوراني عن "حبّ واحد": "لقد اعتمدتُ على الحروفية العربية التي حاولت إكسابها روحا جديدة من خلال رؤيتي الخاصة للكلمات المستخدمة في المجموعة"، مؤكدة أن الحروف جزء من الهوية الإنسانية، وأن الشوق والحنين للمنطقة العربية لا يفارقها خلال تجوالها الدائم عبر العالم، لذا اختارت الحروف العربية لتكتب كلمات تعبّر عما تشعر به، من مثل: إلهام، وشوق، ونور، وروح، وحقّ.
وتركز المجموعة الثانية "مربط الحب" على الألوان المبهجة والحارة، مع ملمس ناعم صقيل، وهي مصنوعة من الذهب وحجارة الروبي والتركواز والزفير والأزرق البحري ومطعّمة بالألماس.
وتشير حوراني إلى أنها استوحت هذه المجموعة من روح العمارة والزخرفة الإسلامية، عاكسةً الحضور المؤثر للأقواس والأبواب في التراث المعماري الإسلامي، ومحْدِثةً لمساتٍ جميلة من الغموض الآسر الذي تتميز به الفنون الشرقية.
في تصاميمها، تحتفي حوراني بالغرائب والعجائب التي تجود بها الطبيعة سواء من حيث المادة الخام المستخدمة في التصميم أو من حيث الشكل النهائي للقطعة، وهو ما يؤكده استخدامها لمواد تم استخراجها من الأرض أو استجلابها من مكونات الطبيعة، وكذلك إعادة صياغتها ضمن أشكال مستوحاة من الطبيعة، وهي تضيف لها في كل مرة جديدا مستقى من رحلاتها عبر بلدان العالم ومعايشتها لأقوام وثقافات مختلفة واطلاعها على حضارات متعددة.
وتعمد حوراني على تقنية أكسدة المعدن وإعادة صياغته عن طريق التفريغ والسحب والطرق أو تقنية الكتابة للوصول إلى الشكل النهائي، وتحمل تصاميمها دلالاتٍ تحيل إلى الفرح والحرية والتجدد والانطلاق.
هذه الحليّ التي تنتمي إلى حقل الفن، تخاطب محبي العمل اليدوي الدقيق، الذي يصعب تكراره بالتفاصيل نفسها حتى وإن حاول الفنان محاكاة عمله الأول، كما إنها تحمل إلى جانب وظيفتها الجمالية، معاني عميقة، وتبدو كما لو أنها تحكي قصصا عن شعوب وقبائل وحضارات وأمم ماضية.