رام الله (الضفة الغربية) - رويترز
يظل «حق العودة» مبدأ فلسطينيا ثابتا تتوارثه الأجيال ويتعلّمه الأطفال الفلسطينيون منذ الصغر فهو الحق الذي لن ينتهي بتقادم الزمن وهو مطلب حق للاجئين الفلسطينيين بحق العودة للبلدات والقرى التي أجبرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرتها وطردتهم منها عند قيام دولة إسرائيل العام 1948.
وخرجت يوم الجمعة الفائت الاحتجاجات بمناسبة «يوم الأرض» الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى مقتل ستة من عرب إسرائيل داخل الخط الأخضر على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال مظاهرات العام 1976 احتجاجا على مصادرة الحكومة لأراض في شمال إسرائيل.
فيما عمّ الإضراب الشامل الأراضي الفلسطينية أمس السبت احتجاجا على مقتل 16 فلسطينيا وإصابة المئات برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرات خرجت أمس الأول الجمعة على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وقالت القوى الوطنية والإسلامية، التي تضم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح وكافة التنظيمات الفلسطينية، في بيان إن الإضراب سيكون «في كل محافظات الوطن حدادا على أرواح الشهداء واستنكارا لمجزرة الاحتلال وإرهابه وسقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى في جريمة مبيّتة تستهدف أبناء شعبنا». وأعلنت الحكومة الفلسطينية تعطيل كافة المؤسسات والمدارس والجامعات «التزاما بقرار سيادة الرئيس محمود عباس إعلان الحداد الوطني العام على أرواح الشهداء الذين ارتقوا يوم الجمعة خلال خروج جماهير شعبنا إحياء لذكرى يوم الأرض».
وحمّل الرئيس محمود عباس في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي مساء أمس الجمعة «سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أرواح الشهداء والجرحى، الذين ارتقوا بنيران الاحتلال». وتشهد بعض المواقع في الضفة الغربية المحتلة مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية منذ صباح أمس.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيا أصيب بالرصاص الحي خلال مواجهات في بلدة قصرة بجنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية.
وقال سكان إن مواجهات تشهدها مدينة الخليل بين الشبان والقوات الإسرائيلية منذ صباح أمس لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وصدرت دعوات لتنظيم مسيرات في رام الله ونابلس خلال أمس احتجاجا على سقوط القتلى والجرحى في مظاهرات أمس الأول التي أطلق عليها اسم مسيرة العودة. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة وأخرى مغلقة أمس لمناقشة الأوضاع على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل بطلب من دولة الكويت العضو غير الدائم في المجلس.
وحمّلت الرئاسة الفلسطينية الولايات المتحدة مسؤولية عدم صدور بيان في مجلس الأمن الدولي بشأن سقوط القتلى الفلسطينيين.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة: «الاعتراضات الأمريكية في مجلس الأمن الدولي والتي أدّت إلى تعطيل قرار إدانة العدوان الإسرائيلي على شعبنا... تشكّل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال».
وأضاف في بيان صحفي «استمرار الإدارة الأمريكية بنهجها الحالي المتمثل بحماية الاحتلال، وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لوقف عدوانها وبطشها، لن تزيد شعبنا إلا صموداً وثباتاً على مواقفه المتحدية لكل المؤامرات التي تستهدف وجوده وأرضه».
كان مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة قالوا إن القوات الإسرائيلية استخدمت الذخيرة الحية بشكل أساسي ضد المحتجين بالإضافة للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.