المنتخب.. ثقة تستمر

خميس البلوشي

amrad77@hotmail.com

منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم اختتم مشواره في تصفيات كأس الأمم الآسيوية بتأكيد التأهل وصدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه في المباراة الأخيرة من هذا المشوار على شقيقه الفلسطيني في العاصمة مسقط بهدف دون مقابل.. الشيء الجميل في تلك المباراة كان استمرار حالة الفوز للمنتخب وهو مؤشر جيد علينا أن نحافظ عليه من أجل ما هو قادم، وكان الشي المميز أيضاً ذلك الحضور الجماهيري الجميل الذي ساند الفريق حتى حقق الفوز في اللحظات الأخيرة وكان لوجوده تأثير كبير على اللاعبين الذي نجحوا في إنهاء المهمة حسب ما هو مطلوب منهم، ورغم كل التعقيد الذي يحدث للجماهير أمام بوابات الدخول إلا أن هؤلاء الأوفياء تجاوزوا كل ذلك وحضروا إلى مجمع السلطان قابوس حباً وانتماء لمنتخب الوطن..منتخبنا في هذه التصفيات أو بالأحرى في ملحق التصفيات خاض ست مباريات فاز في خمس منها وخسر واحدة في فلسطين ونجح في تسجيل 28 هدفاً نصفها جاء في شباك منتخب بوتان في المباراة الأولى لهذه التصفيات وهو الفوز الأكبر للكرة العمانية على مر تاريخها.

بعد هذا النجاح -الذي يندرج تحت بند تحقيق الهدف وليس الإنجاز -علينا أن ننتظر قرعة البطولة التي ستقام في أبوظبي بداية شهر مايو المقبل لنعرف من هم أعضاء المجموعة الذين سنتنافس معهم لكي نعرف في المقابل الطريق الذي سنسلكه في التحضير مع الإشارة إلى أنه في هذه النسخة من الأمم الآسيوية ولأول مرة يشارك 24 فريقاً مختلفاً في التصنيف وفي المستوى والإمكانيات الفنية وكل واحد منهم له طموحه الخاص ابتداء من الفوز باللقب مروراً بتحقيق المراكز المتقدمة وانتهاء بالظهور المشرف.

الآن علينا التفكير وبجدية مطلقة في الوجود الرابع للكرة العمانية في كأس آسيا المقررة في يناير من العام المقبل حيث سنلاقي فرق المقدمة في القارة ووجب علينا أن لا نجعل هذه المشاركة كالمشاركات الثلاث السابقة حينما خرجنا من الدور الأول وبمستويات عادية باستثناء المشاركة الأولى في الصين 2004 وبالتالي نحتاج إلى عمل ممنهج لكي نصل إلى الحدث ونحن في أتم الجاهزية لنحقق ما نريد..في هذا العام لن تكون هناك استحقاقات رسمية للمنتخب وعليه نحن بانتظار خطة العمل التي سيقدمها فيربيك من أجل ضمان التحضير الأمثل سواء من خلال المعسكرات الداخلية أو الخارجية والمباريات الودية المنفردة أو على شكل بطولة مصغرة..علينا اليوم أن نتجاوز كل ما حدث في مشوار التصفيات الآسيوية الذي كان مشواراً متقلباً لأسباب كثيرة وضعت الجماهير والمتابعين في حالات من القلق على شكل الفريق وكذلك العتب على الأداء الذي لم يكن مقنعاً رغم تحقيق الانتصارات وعلينا أن لا ننظر للوراء إلا من أجل الاستفادة من كل الدروس ولا بد أن نعزز ثقتنا في منتخبنا وجهازه الفني لأن العمل الحقيقي ظهرت نتائجه في خليجي23 والذي كان محل إشادة واسعة من جميع النقاد والمتابعين والجماهير..علينا أن نناظر المستقبل بروح متفائلة خاصة مع هذه الكوكبة الشابة من اللاعبين وعلينا وبكل صراحة من الآن أن نضع لنا هدفاً واضحاً في كأس الأمم الآسيوية 2019 حتى نستطيع أن نضع خطة واضحة لتحقيق ذلك الهدف، والوقت أمامنا متاح لعمل استعداد كبير يتناسب وحجم الطموح.