عيون الدبابير

مزاج الاثنين ٠٧/مارس/٢٠١٦ ٢٣:١٩ م

ميندي ويسبيرجر - ترجمة: أحمد بدوي

باستخدام كاميرات عالية السرعة توصل الباحثون إلى اكتشاف الآلية التي تستخدمها الدبابير لتهتدي إلى طريقها إلى بيتها، فقبل أن يترك الدبور عشه ليذهب بحثا عن الرزق يقوم بعمل حركات هوائية غريبة حيث يحلق في حركات على شكل أقواس حول العش ثم يرتفع شيئا فشيئا قبل أن يطير بعيدا.

ومن المعروف أن الدبابير الانفرادية وحشرات أخرى عندما تغادر أعشاشها تقوم برحلات تعليمية من خلال حركات على شكل حلقات متكررة، فيما تبدو رحلة العودة تقليدا للحركات التي قامت بها الحشرة خلال الرحلات التعليمية التي قامت بها عند المغادرة.
وفيما حدد علماء في وقت سابق أن رحلات المغادرة المتخصصة تلك تساعد الدبابير في توجيه نفسها حتى تتمكن من العودة إلى العش بعد جلب الطعام، إلا أن كيفية القيام بذلك لم تكن واضحة بصورة دقيقة. واستغرق الأمر 10 سنوات قبل أن يتوصل العلماء إلى معرفة تلك العملية، حيث نشرت النتائج على الإنترنت في عدد الأسبوع الفائت من مجلة علم الأحياء Journal Current Biology.
وتجري الدبابير الانفرادية مناوراتها بدقة من خلال اتباع نمط متميز شائع بين أنواع الحشرات التي تقوم بالرحلات التعليمية وفقا للمؤلف المشارك في الدراسة جوشن زيل، خبير علم الأعصاب البيئي في الجامعة الوطنية الأسترالية. وفي حديثه إلى مجلة لايف ساينس قال زيل إنها تعود إلى العش في سلسلة من الحركات الحلقية المتسعة التي تتمحور حول العش مع توجيه نظرها إلى الخلف، وخلال التحليق في تلك المسارات على شكل أقواس تدرس الحشرة البيئة المجاورة للعش من مختلف الاتجاهات والمسافات مع الإبقاء دائما على وجود العش في محيط رؤيتها على اليمين أو اليسار.
ولكن ماذا ترى الدبابير الأرضية على وجه الدقة خلال هذه الرحلات؟ لمعرفة ذلك استخدم الباحثون كاميرات عالية السرعة لالتقاط حركات رحلتي مغادرة وعودة الدبابير.
وفيما تغادر الدبابير أعشاشها ثم تعود في وقت لاحق من اليوم، قام العلماء بتسجيل تحركاتها بكاميرات فيديو متزامنة وبرمجيات تم تصميمها لتتبع حركات رؤوس الدبابير مع تصوير اتجاه نظرها. وسمح جهاز التصوير البانورامي بتصوير وعمل نماذج ثلاثية الأبعاد للبيئة الأرضية المحيطة بالعش وخريطة رقمية لوضع الجسم واتجاهات البصر للدبور خلال الرحلة، ما أتاح للعلماء إمكانية عمل نموذج تام لرحلة الدبور من وجهة نظر الحشرة نفسها كما لو أن العماء يقومون بأنفسهم بحركات الدبور ومشاهدة ما تراه عينا الدبور.
وبعد أن توفرت هذه البيئة الافتراضية للباحثين استخدموها في اختبار تنبؤات عن الرحلات الجوية للدبور، وقارن الباحثون بين أنماط رحلات العودة مع أنماط المغادرة ووجدوا أن المحاكاة التي أجروها مطابقة تماما لسلوك الدبابير.
ومع قيام عدد من الحشرات المختلفة بتنفيذ أسلوب رحلات التعلم سواء في جماعات أو فرادى، يتوقع العلماء أن دراستهم سيكون لها تطبيقات أوسع للبحث واستكشاف كيفية عمل هذا النظام الداخلي لتحديد المواقع وإمكانية تطوير تقنيات جديدة لدراسة كيفية إدخال ومعالجة الحيوانات لبيانات العالم من حولها.

عن لايف ساينس