إعلان نتائج المسح الوطني للتغذية

مسقط -
احتفلت وزارة الصحة ممثلة بدائرة التغذية صباح أمس الأربعاء بفندق شيراتون بإعلان نتائج المسح الوطني للتغذية، وذلك برعاية وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد السعيدي، وبحضور المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معالي جييرت كابيلين، وعدد من أصحاب السعادة وعدد من ممثلي المنظمات العالمية، ومشاركة 250 مشاركاً من مختلف المؤسسات الصحية وممثلي المؤسسات الحكومية والخاصة.

ابتدأ التدشين بكلمة قطاع الصحة ألقاها مدير عام الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة د.سعيد بن حارب اللمكي أوضح فيها أهمية إجراء المسوحات الصحية بين حين وآخر لما لها من أهمية في معرفة الوضع الصحي للمجتمع، إذ قامت وزارة الصحة بعمل مسحين وطنيين وهما المسح الوطني للتغذية والمسح الوطني للأمراض المزمنة غير المعدية.
وتشير الإحصاءات الخاصة بالتغذية للسنوات الفائتة إلى أن هناك بعض المؤشرات التي تحتاج إلى مراجعة، فنسبة الأمهات اللاتي يرضعن أولادهن رضاعة خالصة عند سن الـ 6 أشهر لا تتعدى العشرة % وهذه نســبة متدنية جدا، والحال أسوأ عند الـ 18 شهراً، فهي في حدود الـ 2 %، وقد أثبتت الدراسات الصحية العالمية العلاقة بين عدم إرضاع الطفل وبين الزيادة في احتمالية أن يصاب هذا الطفل بشتى الأمراض وخصوصــا الأمراض المزمنة.
وأضاف اللمكي: إذا ما نظرنا إلى الزيادة في أعداد النساء في سن الإنجاب وما صاحب ذلك من زيادة في عدد الولادات والذي بلغ حسب إحصاءات الوزارة لسنة 2017 (89 ألف ولادة) فإن هناك علاقة مباشرة بين صحة الأم واهتمامها بحالتها الغذائية وبين صحة طفلها فمن الطبيعي أن يكون لدينا 54% من الأطفال في سن 9 أشهر لديهم فقر دم، وكذلك هو الحال عند 18 شهراً بنسبة 46% إذا كانت الأمهات اللاتي يحملن لديهن فقر في الدم. فـ27% من الأمهات لديهن فقر في الدم، كما أن هناك عوامل خطورة أخرى مصاحبة لذلك كتعدد الأحمال المتقاربة وأمراض الدم الوراثية وغيرها.
بعدها ألقى المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معالي جييرت كأبيلين كلمة أشار فيها إلى أن القطاع الصحي في السلطنة شهد تطوراً جذرياً في مفهوم الخدمات الصحية لاسيما فيما يتعلق بتقديم الرعاية الصحية المتكاملة للأطفال والأمهات، وكان هذا التطور متماشياً مع خطوات التنمية والتطوير في جميع مجالات الحياة.
بينما تطرقت الاختصاصية الأولى بصحة العائلة بدائرة التغذية بوزارة الصحة الدكتورة سليمة المعمري في محاضرتها إلى أنه جرى تنفيذ المسح الوطني للتغذية في العام 2017 لتحقيق عدة أهداف منها: تقييم النمط الغذائي للنساء في سن الإنجاب والحوامل والأطفال دون سن الخامسة، معرفة معدل انتشار فقر الدم (الأنيميا) لدى الأطفال دون سن الخامسة والنساء دون سن الإنجاب والحوامل وتقييم معدلات انتشار نقص فيتامين B12 والفولات وفيتامين أ وفيتامين د للنساء في سن الإنجاب، وكذلك تقييم معدل انتشار نقص الوزن وزيادة الوزن والسمنة لدى النساء في سن الإنجاب ونقص الوزن للنساء الحوامل.
وفيما يتعلق بنتائج المسح قالت الدكتورة سليمة: تفاوتت معدلات الاستجابة الأسرية من 76,1% في شمال الباطنة إلى 94,8% في الداخلية وبشكل عام جرى جمع بيانات المقابلات والقياسات الجسمانية من 92,7% من الأطفال المؤهلين و78,1% من النساء المؤهلات المختارات، وكانت معدلات استجابة قياس الهيموجلوبين أقل بكثير 64,6% للأطفال و86,% للنساء غير الحوامل في سن الإنجاب، وبشكل عام جرى جمع بعض البيانات على الأقل من 3,304 أسر و3129 طفلاً دون سن الخامسة و4,298 امرأة في سن الإنجاب وغير حامل تتراوح أعمارهن بين 15-49 سنة و362 امرأة حامل.
وتخلل حفل التدشين عرض فيلم مرئي عن أهمية نتائج المسح الوطني للتغذية وجهود الاهتمام بصحة المواطن الذي يعتبر أساس التنمية ومرتكزها الأهم، وتلعب التغذية الصحية الدور الرئيسي في تحقيق الصحة بمفهومها.
وفي خــتام حفـل تدشـــين قام وزير الصحة معالي د.أحمد السعيدي بافتتاح المعرض المصاحب الذي سلط الضوء على الجهود المبذولة لإبراز هذه النتائج التي تعزز جهود البرامج والخدمات الصحية الموجهة للمجتمع.