لندن - رويترز
نفى الحرس الثوري الإيراني أمس الثلاثاء اتهامات سعودية بأن طهران أمدت حركة أنصار الله في اليمن بقدرات باليستية وذلك بعد يوم من سقوط صواريخ أطلقها أنصار الله على العاصمة السعودية الرياض. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن مساعد القائد العام للحرس الثوري في الشؤون السياسية، البريجادير جنرال يد الله جواني، قوله: «الجميع يعلم أن كل طرق إرسال الأسلحة لليمن مغلقة».
وأضاف: «توصّل اليمنيون إلى القدرة على إنتاج أسلحتهم الدفاعية بأنفسهم بما في ذلك الصواريخ وهو إنجاز يتعذر على السعوديين تصديقه».
ووجّهت المملكة العربية السعودية رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الصواريخ الباليستية لجماعة «أنصار الله»، قبل يوم من لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وطالبت السعودية، في رسالتها، «مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين وضرورة محاسبة إيران لتزويدها جماعة أنصار الله بالصواريخ الباليستية».
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية أعلن أنه سيؤكد بالأدلة «تهريب إيران صواريخ لليمن». وعرض المتحدّث باسم التحالف العقيد تركي المالكي بقايا صواريخ يزعم أنها إيرانية أطلقتها جماعة «أنصار الله» على السعودية.
واتّهم التحالف الذي تقوده السعودية لقتال حركة أنصار الله والقوات الموالية لها باستخدام صواريخ إيرانية الصنع. وقال المتحدّث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن التحالف يحتفظ بحق الرد «في الوقت والشكل المناسب الذي يكفله القانون الدولي» لحماية السعودية.
وتهدّد الواقعة بتصعيد خطير في حرب أطلقت شرارة ما تعتبرها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويعيش ملايين اليمنيين تحت تهديد مجاعة واسعة النطاق ووطأة الأمراض ورحمة مقاتلين قطعوا أحيانا الإمدادات الغذائية والطبية.
وقالت القوات السعودية إنها اعترضت ثلاثة صواريخ وأسقطتها فوق الرياض قبيل منتصف الليل. وسقطت شظايا على منزل في العاصمة وقتلت مقيما مصريا وأصابت اثنين آخرين.
ويسيطر أنصار الله على شمال اليمن بما يشمل العاصمة صنعاء، وينفون أنهم دمى في أيدي إيران ويقولون إن حركتهم ثورة وطنية ضد الفساد.
واتهم المالكي إيران بإمداد أنصار الله بقدرات باليستية وقال إن على المجتمع الدولي «العمل سوياً لمواجهة هذا التصعيد الخطير» الذي يهدّد المنطقة وما وراءها.
وفي مؤتمر صحفي في الرياض، عرض ما قال إنها بقايا صاروخ أطلِق على الرياض إلى جانب صاروخ طراز صياد2 إيراني الصنع قال إنه جزء من شحنة كانت في طريقها إلى مقاتلي أنصار الله في اليمن.
وعندما أطلق أنصار الله صواريخ صوب الرياض العام الفائت اعترضتها الدفاعات السعودية دون أن تسفر عن أضرار رد التحالف العربي بإغلاق مطارات وموانئ اليمن وهو حصار قالت عنه الأمم المتحدة إنه زاد من احتمالات التجويع الجماعي قبل أن يرفعه التحالف جزئيا بعد ذلك.
وشنّ التحالف بقيادة السعودية آلاف الضربات الجوية في اليمن على مدى السنوات الثلاث الفائتة أصاب بعضها مستشفيات ومدارس وأسواقا وقتل مئات المدنيين فيما لم يُقرب الرياض من تحقيق نصر عسكري.