الخيانة الزوجية والعنف والشتائم.. وراء تفكك عائلة في مسقط

بلادنا الثلاثاء ٢٧/مارس/٢٠١٨ ١٧:٥٧ م
الخيانة الزوجية والعنف والشتائم.. وراء تفكك عائلة في مسقط

مسقط – موزة بنت سليمان الخاطرية

لم يجد الفتى ذو الـ17 عاماً طريقا للتخلص من معاناة تفكك أسرته، وما يتعرض له وأخيه البالغ 7 سنوات من ضرب وتعنيف يصل حد التعذيب من الأخ الأكبر (د)، إلا من خلال اللجوء إلى وزارة التنمية الإجتماعية ممثلة في دائرة الحماية الأسرية عبر خط حماية الطفل (1100).
ويتلقى الخط يوميا بلاغات عن حالات الإساءة والعنف والإهمال للأطفال ومنها قصة طفل ذو 7 سنوات، الذي عانى من ألم في فخذه الأيمن بعد ضرب أخيه الأكبر له بموصل كهرباء (واير شاحن "بلاي استيشن")

تفكك أسري.. والشك بالخيانة الزوجية
تحقيق دائرة الحماية الأسرية بمحافظة مسقط أظهر تفككا في أسرة مكونة من الأب وأبناءه الخمسة وزوجته وأمه، يعيشون في بيت واحد، في حين أن أم الأبناء الخمسة مطلقة منذ حوالي عام.
لم تكن الحال مستقرة قبل الطلاق؛ إذ كانت تعاني الأسرة من التفكك بشكل كبير، فالأم تتغيب عن المنزل لفترات طويلة، تاركة خلفها أطفالها الخمسة دون عناية منها، فيما يضطر الأب خلال ذلك إلى تأمين حاجاتهم الضرورية من مأكل واستحمام ومذاكرة.
الأب الذي حاول أن يسد فراغ زوجته، بأن يعوض "حنانها الغائب"، بدأ الشك يتسلل إليه حيال سلوكها، فأخذ يبحث عن دليل على خيانتها الزوجية - بحسب ما أدلى به من أقوال –، إلى أن وصل إلى مراده؛ فقام بتسجيل مكالمات الزوجة عبر هاتفها الشخصي، ومن ثم نسخها على "فلاش ميموري" وقام بنسخ المكالمات على فلاش ميموري ليخبر الأبن الأكبر (د) بهذا الأمر، ومن ثم كان الطلاق بينهما بداية العام الفائت.
من جانبها؛ قدمت الأم إلى الدائرة، بلاغا شرحت فيه وجهة نظرها، وتقول: الأب يضرب الأطفال بقسوة، يدوسهم بقدمه، ويخنقهم، ولا يوليهم أي اهتمام، سواء كان شخصيا، أو دراسيا، كأن يهتم بدراستهم، أما الأخ الأكبر للأطفال فقد مارس معهم نفس العنف، والجدة تسبهم وتسب أمهم أمامهم.
أم الأطفال الخمسة تعيش مع أختها المطلقة بولاية السيب منطقة الموالح، وتعمل في منطقة الخوير بولاية بوشر، ومستأجرة أيضا غرفة صغيرة بولاية العامرات بجوار منزل الأب تحتفظ فيها بأغراضها، وتقابل أطفالها أثناء زيارتهم لها؛ إذ أن الأب أعطاها الأذن لرؤية الأطفال وقت ما تريد، والمدة التي تكفيها دون تدخل منه مراعاة لها كأم تحب أبنائها.

الزواج من آسيوية
منذ 7 شهور تزوج الأب من امرأة أسيوية أخرى تصغره بعشرين عاما، الأمر الذي أضر بنفسية الأطفال المتعلقين بالأم بشكل كبير، فيما زادت من المشكلات بين الأب والأطفال.
بدأت الطليقة بإثارة المشاكل عندما تزوج أب الأطفال من امرأة أخرى، فرفعت قضية تطالب فيها بـالحضانة "ضم الأطفال" لها بعدما تنازلت عنها من قبل، علما أن الأم (المطلقة) لا تملك منزلا، ولا وقتا للاهتمام بهم، كونها تعمل طوال اليوم.
بعد الجلوس مع الأطفال ودراسة حالتهم تبين أن الأم هي من تحث الأطفال على الفوضى والشغب، وإثارة المشاكل في المدرسة، والحي، والمنزل من أجل الضغط على الأب، ليوفر لها منزل خاص ونفقة للأبناء.
وفي ضوء ذلك؛ قامت الدائرة بدراسة الحالة الاقتصادية للأب إذ أن حالته فوق المتوسطة، ويتقاضى راتب 750 ريال عماني، ويمتلك سيارة تاكسي يعمل عليها وقت فراغه لزيادة دخله حتى يتمكن من تلبية احتياجات أسرته، ويدفع مبلغ كبير للبنك مقابل قرض مالي يسدد على دفعات.

القاضي يرفض إقامة الطفل مع الأم
مندوب حماية الطفل قابل القاضي المختص بشأن الطفل (س) بغرض السماح له بالإقامة مع والدته، لكن القاضي رفض ذلك، وتم إعادة الطفل مرة أخرى إلى الدار.
تم تبصير الأب والأخ الكبير والجدة والزوجة بقانون الطفل لكونهم استخداموا أساليب التعنيف القوي للأطفال بسبب شقاوتهم وإثارتهم الشغب بشكل مستمر، وسبهم من قبل الجدة والأب والأخ الأكبر ببعض الشتائم التي تضر بنفسيتهم وتقلل من ثقتهم بأنفسهم وبالأخرين، وتوعيتهم بأساليب التربية السليمة وحثهم على عدم استخدام العنف.
وعليه وقع الأب والأخ الأكبر تعهدا برعاية الأطفال وحمايتهم من العنف والإساءة. وعمل خطة نفسية مكثفة مع الأطفال لتعديل بعض السلوكيات التي يستخدموها من شتم وسب وإثارة الفوضى والمشكلات.