السلطنة تبذل جهودا لإعانة اللاجئين

مؤشر الثلاثاء ٢٧/مارس/٢٠١٨ ٠٢:٥٩ ص
السلطنة تبذل جهودا لإعانة اللاجئين

مسقط -
أكد سعادة نائب رئـيس مجلس الشورى المهندس محمد بن أبو بكر الغساني رئيس وفد السلطنة المشارك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف بسويسرا حاليا، في كلمة أمام الدورة الـ138 للجمعية العامة للاتحاد، أن السلطنة تبذل قصارى جهودها من أجل تهيئة الظروف المناسبة لمن أجبرتهم المعاناة الاقتصادية والأمنية على ترك أوطانهم والبحث عن ملاذ يجدون فيه لقمة عيشهم، ويأمنون فيه على أرواحهم وأرواح أسرهم.

وقال سعادته إن التحديات الراهنة التي يمر بها عالمنا اليوم تحتم علينا جميعا العمل سويا من أجل إيجاد الحلول الناجعة التي يكون أساسها الحكمة وقوامها التوافق وغايتها الوئام والعيش بسلام، ونبتعد كل البعد عن الحلول التي تحصد الأرواح وتزعزع أمن المجتمعات واستقرارها. وما اجتماعنا هذا إلا دليل على هذه الرغبة الصادقة من أجل الوصول إلى قرار جماعي حول قضية اللاجئين والمهاجرين التي باتت تشغل الدول بمختلف مكوناتها، وبلغ عددهم حوالي 258 مليون شخص ويزداد عددهم يوما بعد يوم.
وأضاف سعادته: إن هناك مسببات عديدة لهذه الأزمة منها انتهاك سيادة الدول واغتصاب أراضيها، وانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة والتمييز العنصري والحروب الطاحنة فضلا عن غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات؛ فكانت هــذه الأســباب ولا تزال تدفع بمئات الآلاف لترك وطنهم بحثا عن ملاذ آمن.

وتابع قائلا: في الوقت الذي تسعى فيه الدول جاهدة ِ لحل مشاكل اللاجئين والمهاجرين التي باتت تشغل العالم؛ يواصل الشعب الفلسطيني الأبي الذي يعد من أكثر الشعوب التي اكتوت بنيران اللجوء والهجرة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعوضا عن أن نرى تحركا إيجابيا يسهم في حل هذه القضية التي كانت ولا تزال سببا في كثير من المشاكل الإقليمية والدولية وأهمها مشكلة اللاجئين والمهاجرين؛ رأينا قرار الإدارة الأمريكية الأخير باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر السفارة الأمريكية إليها وكأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تريد حلا لهذه القضية وتسعى لتعميق جذورها وتعقيد حلها، ما سيؤدي إلى تقويض عملية السلام، والإضرار بالأمن والسلم، وإفشاء الفوضى والانقسام، وتشتيت الجهود الدولية الخيرة التي دعت إلى حل القضية الفلسطينية. واستطرد سعادته قائلا: إننا نثمن الموقف المشرف للدول التي صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض قرار الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وندعو المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود في هذا الصدد.

وأشار سعادته إلى ما تعانيه أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار من تهجير وقتل وحرق وتنكيل مما دفعهم للتدفق بمئات الآلاف إلى الحدود البنجلاديشية في ظروف مأساوية تاركين وطنهم وأرضهم فرارا من الاضطهاد والتطهير العرقي الذي يتعرضون له؛ ما أدى إلى وجود هذه الأزمة الإنسانية التي يندى لها جبين كل من وقع على وثيقة حقوق الإنسان وعضو في منظمة الأمم المتحـــدة، لافتا إلى أن ما جرى لا يمت للإنســـانية بـأية صلة، مبينا أنه ورغم الجهود المبذولة للتخفيف من وطأة معـــاناة اللاجئين إلا أن الأزمة لن تصل إلى حل إلا بعودتهم إلى وطنهم وضمان أمنهم وسلامتهم من خلال ٍتحرك دولي جاد، داعيا في هذا الصدد البرلمانيات والبرلمانيين لتحريك هذا الموضوع وحث حكوماتهم على اتخاذ إجراءات جدية في هذا الشأن والضغط على حكومة ماينمار.

وأكد سعادته أن الحل الأمثل لمعضلة اللجوء يكمن في تحقيق العدالة الاجتماعية في تلك البلدان ونشر التسامح والوئام بين أفراد المجتمع، وحل الصراعات والخلافات من خلال الطرق السلمية وعوضا عن هدر الأموال في الحروب والنزاعات والتي تجاوزت خلال العقود الثلاثة الفائتة التريليونات من الدولارات؛ يجب العمل على استثمارها في تنمية العنصر البشري وضمان العيش الكريم لهم في وطنهم حيث ينتمون.
وتمنى سعادته أن تكلل جهود أعمال الجمعية العامة بالنجاح وأن تترجم نتائجها إلى أفعال ملموسة تخفف من معاناة اللاجئين والمهاجرين وتضمن لهم عيشا كريما وتحفظ حقوقهم وكرامتهم.

تعزيز النظام العالمي للاجئين

وكانت الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة أمس الأول الأحد قد ناقشت عددا من الموضوعات والقضايا إضافة إلى النظر في طلبات إدراج بنود طارئة على جدول أعمال الجمعية، وفي هذا الإطار نجحت المجموعتان العربية والإسلامية في الاتحاد البرلماني الدولي في إدراج بند طارئ على جدول أعمال الدورة بشأن عدم تغيير الوضـــعية القانونية للقــدس بوصفها مدينة محتلة وباعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

اجتماع الأمناء العامين

ويشارك الأمين العام لمجلس الدولة سعادة د. خالد بن سالم السعيدي في مؤتمر جمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية الذي بدأ أمس الاثنين ضمن أعمال الدورة الـ138 للاتحاد البرلماني الدولي المعقدة حاليا في جنيف بسويسرا.