انـتفـاضـة الـسـلاح

الحدث الاثنين ٢٦/مارس/٢٠١٨ ٠٤:٤٤ ص

واشنطن - رويترز

استجاب مئات آلاف الشبان الأمريكيين وأنصارهم لنداء الناجين من مذبحة بمدرسة ثانوية في فلوريدا وقاموا بمسيرات في مختلف أرجاء الولايات المتحدة يوم أمس الأول السبت للمطالبة بتشديد قوانين حيازة السلاح.

وفي واحدة من أكبر مظاهرات الشباب في الولايات المتحدة منذ عشرات السنين، دعا المحتجون في مختلف المدن المشرعين والرئيس دونالد ترامب إلى التصدي لهذه القضية. وانتشر نشطاء تسجيل الناخبين وسط الحشود وسجلوا آلاف الناخبين الجدد في البلاد.

وفي أكبر «مسيرة من أجل حياتنا» تجمّع محتجون في بنسلفانيا أفينيو بواشنطن واستمعوا إلى كلمات لناجين من حادث إطلاق النار الذي وقع يوم 14 فبراير في مدرسة مرجوري ستونمان دوجلاس الثانوية في باركلاند بفلوريدا.
وبكى البعض عندما قرأت إيما جونزاليس، وهي واحدة من الناجيات، أسماء الضحايا وعددهم 17. وانهمرت الدموع على خديها وهي تُلقي كلمتها التي استمرت ست دقائق و20 ثانية وهي نفس المدة التي استغرقها المسلح في قتل الضحايا.
وتهدف المسيرات إلى إنهاء مأزق تشريعي يعرقل منذ وقت طويل تشديد القيود المفروضة على بيع الأسلحة في بلد صارت فيه حوادث إطلاق النار شائعة ومتكررة الحدوث في المدارس والجامعات.
وقال كاميرون كاسكي (17 عاما)، وهو من مدرسة مرجوري ستونمان دوجلاس، للحشد «الساسة: إما أن يمثلوا الناس أو يرحلوا. قفوا معنا أو احذروا. الناخبون قادمون».
وانطلقت المسيرات في مدن منها أتلانتا وبالتيمور وبوسطن وشيكاجو ولوس انجليس وميامي ومينيابوليس ونيويورك وسان دييجو وسانت لويس.
وقال منظمون إن من المتوقع تنظيم أكثر من 800 مظاهرة في الولايات المتحدة وفي كل أنحاء العالم مع تنظيم فعاليات في مدن أخرى بعيدة مثل لندن وستوكهولم وسيدني.
وفي انعكاس للخلافات الحادة وسط الأمريكيين بشأن القضية نظّم متظاهرون وأنصار حقوق حمل السلاح مظاهرات في العديد من المدن الأمريكية.
ويريد منظّمو الاحتجاجات المناهضة للأسلحة أن يحظر الكونجرس بيع أسلحة هجومية مثل التي استُخدمت في حادث فلوريدا وتشديد إجراءات التأكد من خلفيات الأشخاص الذين يشترون السلاح.
ومن ناحية أخرى يشير المدافعون عن السلاح إلى ضمانات يكفلها الدستور للحق في حمل السلاح.
وفي منطقة فورت لودرديل في باركلاند مرّ آلاف الناس عبر نقاط تفتيش أقامتها الشرطة ليتجمّعوا في أحد المتنزهات ثم الخروج في المسيرة. وحمل كثيرون منهم لافتات كتب عليها عبارات منها «هل أنا التالي؟» و«الكونجرس = قتلة».
وقال أدام بوتشوالد وهو أحد الناجين من مذبحة مدرسة مارجوري ستونمان دوجلاس الثانوية إنه سيظل تركيزه هو وأصدقاؤه منصبا على تمرير تشريع جديد.
وقال براندون هوارد (42 عاما) وهو من أنصار ترامب وكان يتحدّث عن المتظاهرين في العاصمة «كل ما يفعلونه هو مطالبة الحكومة بسلبهم حريتهم دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة». وكان يحمل لافتة كتب عليها «ارفع يديك عن سلاحي».
وقال كونور همفري (16 عاما) وهو من سان لويس اوبيسبو في كاليفورنيا «الأسلحة لا تقتل الناس. الناس تقتل بعضها».
وفي نيويورك لوّح بعض المتظاهرين المؤيدين لحمل السلاح بلافتات تحمل رسائل مثل «حافظوا على أمريكا مسلحة» و«أعيدوا انتخاب ترامب 2020».
وعرضت مشاهد تلفزيونية محتجين من الشبان يسيرون في الشوارع في مدن عبر الولايات المتحدة من بينها أتلانتا وبالتيمور وبوسطن وشيكاجو ولوس أنجليس وميامي ومينيابولس ونيويورك.
وقال منظمون إن من المتوقع تنظيم أكثر من 800 مظاهرة في الولايات المتحدة وفي كل أنحاء العالم مع تنظيم فعاليات في مدن أخرى بعيدة مثل لندن وستوكهولم.
وخلال مسيرة قرب سنترال بارك في نيويورك وقف المشاركون دقيقة صمت حدادا على ضحايا باركلاند. ويواجه المسلح المتهم، وهو طالب سابق يدعى نيكولاس كروز (19 عاما)، عقوبة الإعدام في حالة إدانته.
وكان نجم البوب بول مكارتني من بين المشاركين في المسيرة وقال لمحطة (سي.إن.إن) الإخبارية إن لديه مصلحة شخصية في الحد من حمل السلاح. وقال إن «واحدا من أعز أصدقائي أطلِق عليه النار في مكان غير بعيد عن هنا» مشيرا إلى جون لينون زميله في فريق البيتلز سابقا والذي قُتِل بالرصاص قرب سنترال بارك في 1980.
ووقّع ترامب يوم الجمعة ميزانية إنفاق تقدَّر بنحو 1.3 تريليون دولار تشمل تعديلات طفيفة بشأن مراجعة خلفيات مشتري السلاح وتكفل مساعدة المدارس في التصدي للعنف المسلح.
وقالت نائبة المتحدّث باسم البيت الأبيض، لينزي وولترز، إن الإدارة الأمريكية تشيد «بالكثيرين من الشبان الأمريكيين الشجعان» الذين يمارسون يوم السبت حقوقهم في التعبير عن آرائهم بحرّيّة.
وعلّق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على المسيرات، التي شهدتها مدن أمريكية، أمس الأول السبت 24 مارس، ضد بيع السلاح، مشيرا إلى أن مطالب الملايين بالتغيير لا يمكن الوقوف في طريقها.
وكتب أوباما على «تويتر»: «الصغار الذين يشاركون في تلك المسيرات يمثلون مصدر إلهام لي أنا وميشيل أوباما».
ووجّه الرئيس السابق رسالة إلى المشاركين في المسيرات طالبهم فيها بمواصلة العمل والمُضي قُدما، مشيرا إلى أنه لا يوجد شيء يمكنها أن يقف في طريق ملايين الأصوات، التي تطالب بالتغيير.