الحجرية.. هاوية السيارات ومحـتـرفـة الميــكـانيـك

مؤشر الاثنين ٢٦/مارس/٢٠١٨ ٠٣:١٤ ص
الحجرية..

هاوية السيارات ومحـتـرفـة الميــكـانيـك

مسقط -
كانت مجرد رغبة في المعرفة فتطورت لتصبح هواية، فقد ثابرت لتتعلم المزيد من تلك الهواية التي تملكتها ألا وهي ميكانيكا السيارات، فقد تطورت الهواية والمهارة لتتحول إلى احتراف لتصبح بذلك أول «ميكانيكية عمانية» تفتح كراجا لتصليح السيارات.

رواد الكراج يرون سلطانة بنت سعيد الحجرية بملابس العمل وسط الزيوت والشحوم وأجزاء السيارات في كراجها، ولا تتوانى في إصدار الأوامر للرجال واستقبال زبائنها من الجنسين بالترحاب.
تقول الحجرية حول تجربتها في مجال الميكانيكا: القاعدة الأساسية التي أسست وفقها هذا المشروع بدأت من رغبتي في تعلم الميكانيكا وهوسي بعالم السيارات منذ طفولتي، ومع إصراري على تنمية مهارتي وحرصي على تعلم هذا العالم المثير للاهتمام من خلال دورات اكتسبتها في الكلية المهنية بالسيب التابعة لوزارة القوى العاملة، فبالرغم من حضوري هذه الدورات كامرأة وحيدة بين كل الرجال إلا إنني كنت فخورة بنفسي وبوجودي لصقل هوايتي بالعلم، ومن هنا كانت الانطلاقة، حيث بدأت التفكير جدياً بفتح كراج خاص لي عام 2012، أمارس فيه هوايتي التي صقلتها بالدراسة والدورات ولأبتعد عن المشاريع النسائية المعروفة التي أصبح الجميع معتاداً عليها.
زوج الحجرية لم يتقبل الأمل، بيد أنها قررت المضي قدماً بالفكرة، هكذا تقول، وتضيف: إلا أن زوجي فيما بعد أعطاني حرية الاختيار، فبدأت بعد توفيق الله برأسمال بسيط، وكانت مساحة كراجي لا تستوعب سوى أربع سيارات، فحرصت على شراء العدة وتوفير أربعة عمال، وابتعدت عن الاهتمام بالديكور والمظاهر الخارجية لعدم توافر الميزانية الكافية لدي، ومع الأيام بدأت أكسب ثقة من تعاملوا معي، حيث أصبحت الأمور تسير على ما يرام وبدأت أحبذ الفكرة وبعد توفيق الله أصبح أعداد زبائني يتزايد يوما بعد يوم، ولله الحمد فقد حرصت كل الحرص على التوفيق ما بين عملي وبيتي من خلال تنسيق الوقت وتوزيعه بينهما.
وزادت الحجرية: إن الفضول لمعرفة المهارة قد تطور إلى هواية واتقان، والممارسة هي الخطوة الأولى لاحتراف أي مهنة، بالإضافة إلى كم الاستفادة التي يحصل عليها الإنسان عند الاطلاع على مهارات يحتاجها في الحياة مثل الميكانيكا والكهرباء والسباكة وغيرها من المهن الحرفية.
وتهتم أم حسين بنقل مهارتها لأولادها، محاولة فك شــفرات المكيانيكا البســـيطة للتعامل مع أي ظرف يطرأ على قائد السياراة.
أم حسين أصبحت خبيرة في ميكانيكا السيارات، وترى أن أكثر مشاكل السيارات تحدث بعد استعمالها لخمس سنوات أو أكثر، لذلك يجب أن يراعي قائدها عملية تغيير الزيت بانتظام وقياس الماء يوميا على الأقل.
وأضافت أكثر ما يواجهه الإنسان في مشاكل السيارات هو الاستمرار باستخدام السيارة وهي فارغة من الماء أو البنزين أو الزيت، وعلى الرغم من أن الحل بسيط جدا لكن بسبب تجاهل تغييرها تحدث تلفيات في السيارات تحتاج لمبالغ طائلة، مؤكدة أن هذا الأمر يمكن أن يفعله الإنسان بنفسه في فناء منزله إذا أراد تعلمه ويصبح الأمر في غاية السهولة.
وتنصح الحجرية الفتيات بالإقدام على تعلم سبب توقف السيارة لتفادي تكراره، فأغلب الأحيان تكون أخطاء بسيطة يوفر تفاديها أموالاً وجهداً كثيراً مثل تغيير الزيت أو وضع الماء.
وحكت الحجرية أن صديقة لها هاتفتها بعدما لاحظت خروج أدخنة من مقدمة سيارة ما اضطرها للوقوف المفاجئ في الطريق السريع والنزول وترك السيارة خوفا من انفجارها، وما كان من أم حسين إلا تهدئتها ونصحها بترك السيارة تهدأ قليلا، ومحاولة فتح غطاء مقدمة السيارة وتزويدها بالماء، ومن ثم تشغيل السيارة، وكان الحل بسيطاً جدا على الرغم من الهلع الذي أصيبت به الصديقة.
وبشأن حداثة هذا المجال على المرأة قالت الحجرية: بالنسبة للعادات والتقاليد فمجتمعنا تغير بحكم الانفتاح الذي شهده في الآونة الأخيرة والعمل الشريف الذي لم يمنعه الدين، إذ لا تستطيع العادات والتقاليد التي نسجت في الزمن الماضي منعه، وزوجي هو المشجع الأول لي ويلازمني دائماً فليس هناك ما يمنعني من مواصلة مشواري أبداً.
وفي الختام قالت: أنصح كل امرأة أن تتعلم أساسيات السيارة ولا تكتفي فقط بالقيادة وأن تتعلم الصيانة الوقائية التي تسهم من تقليل أعطال السيارة، ولكي تستطيع المرأة أن تنجح في هذه المهنة يجب أن تتحلى بالصبر وطول البال.