القطاع النفطي مستمر في تطوير رأس المال البشري

مؤشر الأحد ٢٥/مارس/٢٠١٨ ٠٤:١٣ ص
القطاع النفطي مستمر في تطوير رأس المال البشري

مسقط - العمانية

أكد مسؤولون في عدد من المؤسسات العاملة في قطاع النفط والغاز على أن هناك العديد من برامج التأهيل والتدريب المقرونة بالتشغيل أو على رأس العمل التي تعاون في تنفيذها عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والشركات العاملة في القطاع والكليات والمعاهد التي تسعى إلى الاستثمار في الموارد البشرية، وتمكين الشباب العمانيين من الالتحاق بالفرص الوظيفية المتاحة في القطاع خاصة الوظائف المهنية وتأهيلهم إلى الوظائف العليا.

وأوضحوا أن نسب التعمين في الشركات العاملة في القطاع هي نسب مرتفعة، وتركز تلك الشركات حاليا على تمكين الشباب من العمل في الوظائف المهنية وتأهيل المهندسين وعلماء الجيولوجيا وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتطوير واستدامة موارد السلطنة من النفط والغاز، والبحث في كيفية إيجاد فرص عمل جديدة تساعد على ديمومة الوظائف واستقطاب الشباب الباحثين عن عمل واللحاق بالتقنيات المتسارعة في العمل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الشوامخ للخدمات النفطية، وعضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للخدمات النفطية «أوبال»، د. حمود بن راشد التوبي في حديث لبرنامج «معا نعمل» التلفزيوني - الذي تبثه قناة عُمان مباشر كل يوم أربعاء: «إن هناك جهودا حثيثة تبذل للاستثمار في برامج التطوير والتدريب لرفع مهارات القوى العاملة الوطنية والمساهمة في نقل المعرفة وبناء القدرات الفنية والتشغيلية من خلال الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز في السلطنة»، مشيرًا إلى أن»أوبال» تسهم في تحقيق الأهداف التنموية والمستدامة في تطوير رأس المال البشري وتعمل وفق برامج محددة إلى حصول الشباب العماني على فرص تدريب وتطوير تؤهله للالتحاق بالوظائف التي تحتاجها الشركات العاملة في مجال النفط والغاز، وتهيئة بيئة مناسبة تمكنهم من الاستمرار في العمل.

معهد عُمان للنفط والغاز

وأكد على أن افتتاح «معهد عُمان للنفط والغاز» الأسبوع الفائت سيعمل على رفد السوق العماني بالكفاءات وتعزيزه بالخريجين من خلال برامج تأهيلية، إذ يضم المعهد أحدث تكنولوجيا محاكاة الواقع ومنصات الواقع الافتراضي تحاكي الواقع في قطاع النفط والغاز ويستوعب 200 متدرب من مختلف التخصصات الهندسية المرتبطة بمجالات النفط من الخريجين الجدد ليجري تدريبهم لمدة 3 سنوات، إضافة إلى تنظيمه دورات قصيرة بالتنسيق مع كافة الجهات النفطية في السلطنة على حسب التخصصات المطلوبة سواء كان في مجالات هندسة الحفر أو الجيولوجيا أو غيرها من التخصصات المتصلة بقطاعي النفط والغاز.
وأضاف أن «أوبال» لها دور كبير في مجال التعمين والتدريب والتأهيل، وجهود في الإحلال وإعادة تشغيل العمانيين الذين جرى إنهاء خدماتهم بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة المتعلقة بانخفاض أسعار النفط من خلال العمل القريب مع وزارة النفط والغاز ووزارة القوى العاملة واتحاد عمال السلطنة، وتمكنت من إعادة تشغيل لأكثر من 4200 عماني جرى إنهاء خدماتهم بسبب الأزمة، إضافة إلى العمانيين الذي يجري نقلهم من شركة إلى أخرى بسبب انتهاء عقود عمل تلك الشركات حسب المادة 48 من قانون العمل العماني.

التأهيل والتدريب

وقال: «إن «أوبال» تنسق وتتعاون مع العديد من الجهات التمويلية لتأسيس برامج تدريبية للعمانيين مقرونة بالتوظيف تكسب المتدربين المهارات الفنية والتقنية التي يحتاجها القطاع وتتناسب مع احتياجاته، وجرى في هذا الإطار مؤخراً تخريج 146 متدرباً بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وجرى التوقيع على اتفاقية أخرى مع «إشراقة» لتدريب حوالي 120 من العمانيين العاملين في مختلف المؤسسات الأعضاء في الجمعية، بهدف تعزيز مهاراتهم في مجالات التواصل والقيادة والإدارة وكتابة الأعمال وغيرها».
وتحدث التوبي -في سياق حديثه للبرنامج- عن شركة الشوامخ للخدمات النفطية -التي تعد إحدى شركات المجتمع المحلي الخمس الكبرى، وهي شركات مساهمة أهلية مقفلة- تساهم في توفير فرص استثمارية للمواطنين القاطنين في مناطق الامتياز النفطية وتضم هذه الشركات الخمس 1300 موظف عماني وبمعدل نسبة تعمين تتجاوز 72 %، مشيراً إلى أن شركة الشوامخ التي بدأت عملياتها الفعلية في نهاية العام 2013 بها أكثر من 320 عمانيًا، وبلغت نسبة التعمين في العمليات الأساسية للشركة أكثر من 90 %، مؤكدًا على أن تأسيس شركات مجتمع محلي وطنية بملكية عمانية تأتي بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه؛ لتكون هذه الشركات قادرة على تقديم كل الخدمات التي يحتاجها قطاع النفط.
من جانبه، قال المدير العام للموارد البشرية بشركة أبراج لخدمات الطاقة، يحيى بن حامد الغابشي:» إن الشركة منذ بداية تأسيسها تدار بكوادر عمانية وتبلغ نسبة التعمين بها حوالي 90 %، ويبلغ عدد العاملين في الشركة حوالي 2000 موظف وهي تكثف جهودها لإعطاء مزيد من الفرص للعاملين العمانيين من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية».
وأوضح أن الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز تعمل حالياً على إيجاد فرص عمل جديدة وتسعى إلى تمكين العمانيين من الحصول على الوظائف والتأهيل والتدريب المنــــــــاسبين، وأن هناك تجديدًا في مبادرات التدريب والتأهيل والتركيز حالياً في القطاع على المبادرات إذ يشهد قطاع النفط والغاز تنسيقاً متكاملاً بين الشركات والمؤسسات والجهات المعنية في القطاع الحكومي.

جهود واضحة

وأشاد عضو مجلس إدارة شركة «سيح السرية للهندسة»، خالد بن سعيد الدرعي بالجهود التي تبذلها وزارة القوى العاملة وشركة تنمية نفط عمان والشركات والمؤسسات العاملة في قطاع النفط والغاز والجمعية العمانية للخدمات النفطية «أوبال» وشركات المجتمع المحلي في مجال الاستثمار في الموارد البشرية العمانية وتأهيلها وتدريبها، وإيجاد فرص العمل لهم.
وأشار إلى أن شركة «سيح السرية للهندسة» تعد من شركات المجتمع المحلي التي حظيت بالاهتمام السامي في مناطق الامتياز، وبدأت في العام 1997 وسعت منذ بدء عملياتها بكوادر وطنية عمانية وحالياً يتجاوز عدد موظفيها 2600 موظف من بينهم 1100 عماني، مؤكدًا على أن الشركة وضعت ضمن استراتيجيتها إعطاء الفرص للشركات الصغيرة والمتوسطة وفتحت المجال لتلك الشركات للاستفادة من العقود التي تحصل عليها الشركة من شركات النفط العاملة في المنطقة كشركة تنمية نفط عمان و»أوكسيدنتال عمان»، ويجري التعاون حالياً مع 59 شركة صغيرة ومتوسطة وحوالي 100 شركة من شركات المجتمع.
وأضاف أن هناك حالياً 191 فرصة عمل للشباب العمانيين مقرونة بالتدريب بالتنسيق مع الصندوق الوطني للتدريب سيلتحقون بالعمل فور انتهاء التدريب، وتسعى الشركة بالتنسيق مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة منها وزارة القوى العاملة إلى تمكين الشباب العمانيين من أجل أخذ مواقعهم في الشركة والإسهام في إيجاد كفاءات وطنية تدفع بعجلة التنمية.

كفاءات وطنية

وقال المدير الأول في الموارد البشرية والإدارة في شركة «دليل للنفط» محمد بن أحمد الدرمكي التي تأسست في العام 2002 في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز: «إن هناك عمانيين في القطاع يعملون على تأهيل زملائهم وهذا الأمر جاء نتيجة للجهود التي تبذلها الشركات منذ فترات طويلة من أجل إيجاد كفاءات وطنية تعمل على تعزيز العمل في القطاع وتدفع به إلى آفاق تساعد على رفع الإنتاجية والقدرات المهنية والوظيفية».
وأضاف أن الشركة تعمل على استقطاب الشباب العماني من خريجي الجامعات والكليات الذين يحتاجون إلى فترة تدريب تستغرق 8 أسابيع من خلال التدريب على رأس العمل قبل التخرج، وقامت الشركة العام الفائت باستقطاب 140 طالباً وطالبة للعمل في الشركة، ولدى الشركة برنامج يستمر لمدة 4 سنوات يتضمن التدريب والتأهيل على رأس العمل.
وأوضح أن نسبة التعمين في شركة دليل للنفط تبلغ 94 %، وتبلغ نسبة التعمين في المستويات الإدارية العليا 90 %، ويبلغ عدد الموظفين حوالي 500 موظف، مشيراً إلى أن المواءمة بين المخرجات وبين حاجة سوق العمل واحدة من التحديات التي تواجهها أغلب الشركات، ومن بينها الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز.