الاستسلام الأخير لمسلحي الغوطة

الحدث الخميس ٢٢/مارس/٢٠١٨ ٠٣:٤٣ ص

دمشق - عمّان - رويترز

قال مصدران بالمعارضة السورية إنه تم التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية لإجلاء مجموعة من المسلحين من مدينة في الغوطة الشرقية إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة وذلك في أول اتفاق من نوعه في المعقل الأخير لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة.

وأضاف المصدران أن مقاتلين من جماعة أحرار الشام التي تسيطر على مدينة حرستا المحاصرة وافقوا على إلقاء أسلحتهم مقابل العبور الآمن إلى مناطق يسيطر عليها مسلحون وعرض بالعفو عمن يرغبون في البقاء بموجب شروط مصالحة محلية مع السلطات.
ولكن لا يوجد ما يشير لموعد تنفيذ الاتفاق، وقال مصدر مطلع على المحادثات إن عقبات قد تؤدي لتأجيل تنفيذه بضعة أيام.
واستعاد الجيش السوري والقوات المتحالفة معه 70 % من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية ويفر المدنيون بالآلاف بعد قصف بدأ قبل أسابيع.
وقال عمّال إنقاذ والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم الذي بدأه الجيش السوري الشهر الفائت بدعم من قوة جوية روسية أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، حيث استهدفت ضربات جوية متواصلة مناطق سكنية يختبئ فيها الآلاف داخل أقبية في أنحاء المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية.
وتأتي اتفاقات الإجلاء بعد سنوات من الحصار والقصف وهي سياسة استراتيجية رئيسية يتبعها الجيش السوري لإرغام المسلحين على الاستسلام وساعد ذلك الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة حلب وحمص بالكامل ومناطق أخرى.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات التي جرت لعدة أيام «تم التوصل لاتفاق وربما يدخل حيّز التنفيذ بعد إعلان عن وقف لإطلاق النار أمس الأربعاء في أقرب تقدير».
وأضاف أنه سيبدأ بإجلاء المدنيين المصابين، وقال إن المدنيين الباقين في المدينة «يواجهون معاناة يصعب التعبير عنها».
ونقلت وسائل إعلام تابعة للمعارضة عن مسؤول محلي في حرستا، الخاضعة لسيطرة المعارضة، قوله إن هناك اتفاقا جرى التوصل إليه لكنه لم يحدد متى يُتوقع تنفيذه.
وسقط صاروخ أمس الأول الثلاثاء على منطقة سكنية في الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا، بحسب مسعفين في المناطق الخاضعة للحكومة.
واتهمت السلطات السورية مقاتلي المعارضة بإطلاق صواريخ من الغوطة في هجمات انتقامية، بينما تنفي المعارضة ذلك.
وقال مقاتلون في المعارضة وسكان إنه جرى إسقاط النابالم والقنابل الحارقة على عدة مناطق مدنية لإجبار المقاتلين على الاستسلام.
وساء الوضع بالنسبة لمقاتلي المعارضة المحاصرين في حرستا، وهم بالمئات، بعد نجاح الجيش في وقت فائت من الشهر في تقسيم الغوطة إلى ثلاث مناطق محاصرة مما جعل حرستا معزولة عن باقي المناطق.
وأعطى الجيش السوري يوم الأحد الفائت المسلحين في حرستا مهلة للانسحاب حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.
وقال سكان ورجال إنقاذ إن القوة الجوية الروسية كثّفت القصف على حرستا بينما كانت المحادثات بشأن الاتفاق جارية.
وسيزيد اتفاق حرستا الضغط على جماعتي المعارضة الرئيسيتين وهما فيلق الرحمن في المنطقة الجنوبية وجيش الإسلام في المنطقة الشمالية للتوصل أيضا إلى تفاهمات.
وكانت الجماعتان أعلنتا رفض العرض الروسي لمغادرة الغوطة.
وهزيمة الجماعات المسلحة في الغوطة ستمثل أكبر انتكاسة تُمنى بها الجماعات المسلحة منذ إخراج المعارضة من شرق حلب أواخر 2016 بعد حملة مشابهة من الحصار والقصف والهجمات البرية والوعود بخروج آمن.