تصريحات أمريكية تستفز محمود عباس

الحدث الأربعاء ٢١/مارس/٢٠١٨ ٠٦:٣٢ ص

رام الله (الضفة الغربية) - رويترز
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس السفير الأمريكي لدى إسرائيل بأنه "ابن كلب" بسبب تأييده للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
وفي كلمة أمام قمة للقيادة الفلسطينية في مدينة رام الله حمَّل عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية هجوم بقنبلة استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة يوم 13 مارس في تصريحات تهدّد جهود المصالحة مع الحركة.
واتّهم الرئيس الفلسطيني السفير الأمريكي ديفيد فريدمان بالدفاع عن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية لقوله إن المستوطنين يبنون على "أرضهم". وأثارت هذه التصريحات انتقادات من فريدمان ومن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال عباس في لهجة غاضبة: "ابن الكلب يقول إنهم يبنون في أرضهم وهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير أمريكا في تل أبيب ماذا ننتظر منهم".
وفريدمان مؤيد قوي لحركة الاستيطان في إسرائيل وكان من أوائل المؤيدين وأكثرهم تحمُّسا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك.
وردّ فريدمان على إهانة عباس خلال كلمة في مؤتمر لمكافحة معاداة السامية في القدس قائلا: "رده كان الإشارة لي بأنني ابن كلب. هل هذه معاداة سامية أم حوار سياسي؟ الحكم لا يرجع لي. أترك الأمر لكم".
وأصدر المبعوث الأمريكي لدى الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، بيانا وصف فيه تعليق عباس بأنه "غير ملائم تماما". وقال إن على الرئيس الفلسطيني "أن يختار بين خطاب الكراهية وبين جهود ملموسة وعملية لتحسين حياة شعبه".
وقال نتنياهو إن قرارات ترامب بشأن القدس أوصلت عباس على ما يبدو إلى المرحلة التي جعلته يشنّ فيها هجوما لفظيا على مسؤول أمريكي.
وقال نتنياهو على تويتر "للمرة الأولى منذ عشرات السنين تتوقف الإدارة الأمريكية عن تدليل الزعماء الفلسطينيين وتقول لهم: كفى". وأضاف "صدمة الحقيقة جعلتهم يفقدون صوابهم على ما يبدو".
وقال عباس إنه لم يتحقق أي تقدم في عملية المصالحة مع حركة حماس مستشهدا بالجهود الأخيرة لتطبيق اتفاق تقاسم السلطة على المعابر المؤدية لغزة والأمن داخل القطاع.
وتصاعدت حدة المواجهة بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس منذ نجا الحمد الله واللواء ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية دون أن يلحق بهما أذى عندما انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على جانب طريق أثناء دخولهما قطاع غزة الذي تهيمن عليه حماس.
ولم يقدّم عباس أي دليل على مسؤولية حماس عن الهجوم لكنه قال إنه لا يثق في أن حماس ستحقق في الواقعة بنزاهة.
وأضاف قائلا: "نحن لا نريد منهم تحقيقا ولا نريد منهم معلومات ولا نريد منهم أي شيء لأننا نعرف تماما أنهم هم حركة حماس التي وقفت وراء هذا الحادث".
وطالب عباس حماس بالتخلي عن السيطرة على غزة وإلا فأنها ستخاطر بتحمّل المسؤولية الكاملة عن القطاع وسكانه وعددهم مليونا نسمة من دون أي مساعدة من سلطته الفلسطينية المدعومة من الغرب.
وقال: "بصفتي رئيسا للشعب الفلسطيني تحمّلت ما تحمّلت في سبيل إعادة الوحدة واللحمة إلى الوطن ووُجهت بالرفض والإصرار من قِبل حركة حماس وسلطتها غير الشرعية".
ووصفت حماس تصريحات عباس بأنها غير مسؤولة وأنها "تحرق الجسور وتعزز الانقسام". ونفت حماس في السابق مسؤوليتها عن الحادث.
وحاولت فتح وحماس لسنوات التوصل إلى تفاهم بشأن إدارة قطاع غزة لكنهما فشلتا مرارا في تطبيق اتفاقات تمت بشكل أساسي بوساطة مصرية.