مسقط - يوسف بن محمد البلوشي ومحمد سليمان
أكد خبراء ومسؤولون أن التشغيل التجاري لمطار مسقط الدولي، يعدّ نقلة نوعية تضاف لسجل الإنجازات الحضارية بالسلطنة، كما أنه سيكون علامة فارقة في حركة الطيران من حيث تقديم الخدمات للمسافرين المحليين والدوليين، معتبرين أنه سيرفع مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة.
وأوضح الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني سعادة د.محمد بن ناصر الزعابي صباح أمس أن مطار مسقط أصبح جاهزاً بنسبة 100% لاستقبال أول الرحلات القادمة إليه في الساعة الخامسة والنصف مساء (أمس).
وأضاف الزعابي في تصريح خاص لـ«الشبيبة»، أنه جرى صباح أمس الوقوف على التدابير النهائية للتشغيل التجاري لمبنى المسافرين الجديد، وملاحظة أن الجاهزية في أعلى مستوياتها، ما يجعل القائمين على المطار في أريحية عالية وهم يستقبلون أولى الرحلات القادمة للمطار عبر الطيران العُماني.
حدث تاريخي للطيران المدني
وأوضح أنه جرى إنهاء الإجراءات للرحلات الأخيرة عبر مبنى المسافرين القديم إيذاناً بإغلاقه نهائياً.
وبيّن الزعابي أن افتتاح المشروع يعدّ حدثاً تاريخياً للطيران المدني في السلطنة والاقتصاد بشكل عام، مؤكداً على أن الشعب العُماني جميعه كان شريكاً في النجاح، ونتلمس فيه الفرحة بهذه المنجز الحضاري الكبير.
وبيّن الزعابي أنه جرى افتتاح مبنى الشحن واستقبال أول شحنة تابعة لشركة «دي أتش أل»، مبيناً أن المبنى الجديد مجهّز وفق أحدث المواصفات العالمية وبه مواقف خاصة لطائرات الشــحن، مشيراً إلى أن خدمات الشحن في المطار الجديد تمهد لمرحـلة جديــدة من الخدمات اللوجســتية في الســلطنة.
عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس الدولة المكرم د.سعيد بن مبارك المحرمي أكد أن التشغيل التجاري لمبنى المسافرين يعدّ نقلة نوعية في البنية الأساسية للسلطنة والاقتصاد بشكل عام. وأضاف المحرمي أن المطار سيوجد نشاطاً اقتصـــادياً مصاحــباً في القطاعات المختلفة، وفي مقدمتها القطاعات الســـياحية واللوجســتية، متوقــعاً حـــدوث نمو جيد في هــذه القطـاعــات خلال المرحلة المقبلة.
وأفاد المحرمي أن مطار مسقط الدولي هو البوابة الأولى للسلطنة، ويعكس ما وصلت إليه السلطنة من نهضة عمرانية وحضارية، مشدداً على ضرورة أن تصاحب هذا الصرح المعماري خدمات عالية الجودة وتسهيلات نوعية، خاصة فيما يتعلق بإجراءات تخليص المسافرين والبضائع، وتسهيل الحصول على تأشيرات السياحة والعمل للراغبين في القدوم إلى السلطنة.
وأوضح المحرمي أن المطار الجديد إذا ما أحسنّا استغلاله يمكنه أن يكون المسوّق الأول للاستثمار في السلطنة، فالانطباع الأول للزائر للسلطنة يأخذه عند وصوله للمطار وما يشاهده من صروح معمارية وخدمات وتسهيلات للمسافرين عبره.
علامة فارقة
فيما أكد الرئيس التنفيذي لشركة مطارات عمان أيمن بن أحمد الحوسني أن مطار مسقط الدولي سيكون علامة فارقة في الخدمات المقدمة للمسافرين على مستوى السلطنة والعالم، مشيراً إلى أنه الأول على مستوى العالم الذي يقدم قاعات للمسافرين عبر الدرجة السياحية.
وأضاف الحوسني أنه عند المقارنة في الخدمات بين المطار الحالي والقديم نجد أن معظمها تضاعفت بين ستة وعشرة أضعاف في المساحات والمناصب والقاعات ومنافذ البيع في السوق الحرة، موضحاً أن معظم الخدمات يجري تقديمها من خلال موظفين عمانيين وبنسبة تصل إلى 93% في شركة مطارات عمان.
وأوضح الحوسني أنه جرى إعداد خطتين أولى ورديفة لتشغيل المطار وكل التشغيل إلى الآن يجري في الخطة الأولى ووفق ما هو مخطط له، ولم تستدع الحاجة أبداً اللجوء إلى الخطة الرديفة.
وأشار الحوسني إلى أن مبنى المسافرين الجديد سيمكّن شركة مطارات عمان من تنفيذ رؤيتها في وضع مطار مسقط في الخريطة العالمية من بين أفضل عشرين مطاراً على مستوى العالم.
واختتم الحوسني حديثه بالقول: «إنه مثل ما يفتخر العمانيون بالصرح الحضاري لمطار مسقط، سنجعلهم يفتخرون بالخدمات المقدمة فيه وجعله محطة لا تُنسى للمسافرين عبره».
مرحلة جديدة للطيران العُماني
أما الرئيس التنفيذي للطيران العُماني م.عبدالعزيز بن سعود الرئيسي فقال: «إن مطار مسقط الدولي بعد استقباله أولى الرحلات عبر الطيران العُماني الناقل الوطني للسلطنة بدأ مرحلة جديدة للطيران العُماني من حيث عدد الخطوط والمسافرين»، متوقعاً زيادة أعداد الرحلات والمسافرين عبر الطيران العُماني خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف الرئيسي أن مطار مسقط الجديد بمــا يحتويـه من طاقــة استيعابية وخدمــــات للمســـافرين ســيزيد من أعداد القادمين إلى الســـلطنة، وكذلك أولئك القاصـــدين لرحـــلات التـرانزيت عــبر مطار مســقط، موضحــاً أن المطارات عادة ما تخــدم شــركات الطــيران المحلــيـة وهذا ما يتـــوقع أن يحـــدث مع مطـار مســـقط بعـــد التشـــــغيل التجــاري لمبـنى المســافرين الجديد.
وبيّن الرئيسي أن افتتاح مطار مسقط تزامن مع الخطة التوسعية للطيران العُماني عبر إضافة خطوط جديدة تتمثل في محطات إسطنبول وموسكو والدار البيضاء، بالإضافة إلى محطة المالديف التي يعلن عنها لأول مرة، مشيراً إلى أن العام 2018 سيكون نقلة نوعية للطيران العُماني من حيث أعداد المسافرين والخطوط والخدمات.
وأكد الرئيسي على أن الطيران العُماني سيظل الناقل الأكثر تشغيلاً واستفادة من خدمات المطار الجديد، متأملاً أن تزيد استفادة الطيران العُماني عن النسبة الحالية والبالغة 60% من خدمات الطيران.
ومن جانبه، قال المدير العام للجوازات والإقامة العميد أحمد بن سلطان النبهاني في تصريحات خاصة لـ«الشبيبة»: «إن حدث افتتاح هذا الصرح والذي نعدّه تحفةً معماريةً وإنجازاً كبيراً للسلطنة، يشكل نقلة في مجال التواصل مع مختلف المحطات العالمية».
وأضاف: «تبذل شرطة عمان السلطانية جهوداً كبيرة بالتنســيق مع الجهود التي تعنى بمطار مسقط الدولي، ومختلف المطارات بالسلطنة، ولها دور كبير في تسهيل حركة الدخول والخروج للمسافرين، وأيضاً فيما يخص مراقبة الجوازات وإصدار التأشيرات من الإدارة العامة للجوازات، بالإضافة إلى التشكيلات الأخرى المساندة من بينها الإدارة العامة للجمارك والإدارة العامة لأمن المطارات، والشـــرطة وبصـــورة دائمة جاهزة للمشاركة في مختلف الإنجازات ومواقع العمل والخدمات المقدمة للجمهور في النواحي كافة».
مركبات الأجرة
بدوره، قال الرئيـــس التنفيذي لشركة النقل الوطنية العـــمانية «مواصـــلات» أحمد بن علي البلوشي: «نهنئ السلطنة بهذا الإنجــاز، وقد شاركت مواصلات في هذا الحدث عبر تقديم خدمات للمسافرين على مدار 24 ساعة في قطاعي مركبات الأجرة والحافلات».
وأضاف: «بدأ قطاع مركبات الأجرة العمل مع التشغيل التجاري، وقد زوِّدت المركبات بالوسائل التكنولوجية الحديثة، مثل أجهزة التتبع، والعدادات المتطورة المرتبطة بمركز الاتصالات، كما أن هناك رقابة على سلوك وأداء الموظفين، ومتابعة مباشرة للنظافة، بالإضافة إلى وجود طاقم للإرشاد وتقديم الخدمات. وفيما يخص الحافلات، لدينا خطان مباشران، وقد قمنا بجلب حافلات خاصة بمواصفات ومقاييس عالمية تتناسب مع المطارات، وتغطّي هذه الخطوط (المطار - روي) و(المعبيلة - المطار)، بواقع 30 دقيقة لكل حافلة، وكذلك فإن هذه الحافلات مهيئة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما توجد لوائح إرشادية في مناطق الحافلات لتسهيل الخدمة على المسافرين، ويبلغ سعر التذكرة بها ريالاً واحداً، لكن خلال الأشهر الثلاثة الأولى ستباع التذاكر بـ500 بيسة كعرض ترويجي لتشجيع المسافرين على استخدام النقل العام، وسنعمل مستقبلاً على تحسين تردد الحافلات ليكون كل 15 دقيقة بدلاً من 30 دقيقة لكل حافلة».