مطار مسقط الجديد.. «زاهب»

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٠/مارس/٢٠١٨ ٠٣:٢٣ ص
مطار مسقط الجديد.. «زاهب»

ناصر العموري

تعدّ المطارات من أهم المقومات في البنية الأساسية الحيوية لأي بلد كان، كما أنها من المكونات المهمة التي لا غنى عنها في شبكة النقل، إذ إنها تعزز حركة الناس والبضائع والخدمات في جميع أنحاء البلاد وحول العالم، كما تساهم المطارات بشكل كبير في الاقتصاد الوطني إذ تعدّ محركات اقتصادية تدفعه في العمل على نحو أكثر فعالية وكفاءة، خاصة فيما يتعلق بنمو فرص العمل والناتج الاقتصادي.

وكما هو معلوم، تنتقل اليوم الثلاثاء الموافق 20 مارس الحركة الجوية من مطار مسقط القديم الذي عاصر عمر النهضة المباركة منذ إنشائه مر خلالها بعدة عمليات تجديد وتحديث ابتداء من هيكل المبنى إلى تغيير الاسم بعد أن كان سابقاً مطار السيب الدولي ولسنين طويلة مضت.
ولا تخفى الجدوى الاقتصادية التي سيضيفها هذا الصرح الشامخ، وذلك من خلال تأثيرات اقتصادية عدة مثل توفير العديد من فرص العمل للمواطنين، وشراء السلع وخدمات الطيران في المطار، والإنفاق من قبل الركاب المسافرين والإنفاق من قبل شركات الطيران التي تستخدم خدمات المطار، والإنفاق من الشركات مثل شركات الطيران وشركات الشحن والطيران الخاص ومدارس تعليم الطيران، بالإضافة إلى خدمات المناولة الأرضية، وتأجير السيارات، والفنادق داخل المطار وبائعي التجزئة، والمواد الغذائية، وتأثيرات اقتصادية عديدة من الممكن أن يقدمها المطار.
وبعيداً عمّا يدور هنا وهناك حول تأخر المطار أو المبالغ الهائلة المصروفة عليه، فهو في الحقيقة كما يقولون «يسوى وزود»، وكنت مسبقاً من فئة الذين كانوا يتساءلون كيف سيكون حال المطار بعد التأخير الطويل للغاية؟! وتكونت في عقلي وعقل الكثيرين علامة استفهام كبيرة للتساؤل نفسه، ولكن بعد زيارتي له تحولت علامة الاستفهام إلى علامة إعجاب! يا جماعة: باختصار نحن ليس لدينا مجرد مطار والسلام، بل سيكون لدينا منجز عماني وعلامة فارقة في مسيرة النهضة فهو باختصار أيقونة من خلال استخدامه لأحدث التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في مجال المطارات والنقل الجوي، كما صمم لاستقبال أكبر وأحدث الطائرات العملاقة العاملة حديثاً، وذلك كما علمت من مهندس عراقي الجنسية كان مرافقاً لنا أثناء جولتنا بالمطار، والذي أعجبني في الأمر أن القائمين على إنشاء المطار لم يتركوا لا شاردة ولا واردة ابتداء من المسافرين المغادرين أو القادمين أو حتى المستقبلين للمسافرين، كلهم توافرت لهم سبل الراحة والاستجمام بل حتى أولئك الذين يعانون من ساعات انتظار طويلة سيجدون داخل المطار فندقاً جميلاً وأنيقاً يؤويهم عوضاً عن التردد بين أروقة المطار هنا وهناك، وحتى ممن يحبون أن يستغلوا ساعات الانتظار في القراءة فسيجدون قاعات ذات مقاعد وثيرة مخصصة للقراءة وممن لا تساعده ميزانيته للحجز في الفندق فهناك قاعات بها مقاعد مخصصة للراحة والنوم ولأوقات معينة بالطبع، أما عن الأطفال فسيجدون أماكن متعددة للترفيه يقضون بها وقتهم، ولمحبي الطعام فهناك مطاعم متعددة متنوعة تختار منها ما تطيب الأنفس وتلذ الأعين مصحوبة بأماكن مريحة وجميلة للجلوس عند تناول الطعام، ولو جئنا لقاعات انتظار المسافرين فسنجدها كلها فسيحة وأنيقة ومريحة للغاية ومواقف السيارات كذلك حدث ولا حرج، فقد روعي أن تكون كافية والأجمل أنها مواقف مضللة ذات أعداد كبيرة. فقط، آمل من الجهة المسؤولة عن مواقف المطار مراعاة أسعار المواقف لاسيما للوقوف الطويل بحيث لا تكون مبالغاً فيها، كما أن هناك أماكن جلوس خارجية جميلة محفوفة بالنخيل، وعن الأمور التجميلية فحدِّث ولا حرج، فستجد الجمال أينما ذهبت وتوجهت ابتداء من جمالية استخدام أسلوب الإنارة مروراً إلى الصور العمانية الزاهية التي تراها معلقة هنا وهناك، إضافة إلى السجاد الفاخر المفروش أينما ذهبت وتوجهت، بل إن هناك الكثير والكثير من جماليات الإبداع، وأنا لم أذكر الكثير من مواصفات المطار لاسيما الفنية منها لأنها ستحتاج لمجلدات وليس لبضع كلمات! باختصار، إنه ليس مطاراً فحسب، بل هو مفخرة عمانية ستزهو به الأجيال لسنوات طويلة تحققت في عصر باني النهضة العمانية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه. واليوم، نترقب أن يفتتح المطار رسمياً حتى نُري العالم أي مطار تملكه عُمان.