موسكو - رويترز
حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأول الأحد ليُعاد انتخابه لست سنوات أخرى على رأس السلطة في وقت تتخذ علاقاته مع الغرب مسارا عدائيا.
وحصل فلاديمير بوتين، في التصويت للانتخابات الرئاسية على الأغلبية المطلقة للمواطنين الروس، الذين لديهم الحق في المشاركة في الانتخابات 54.4 مليون نسمة.
وهكذا، أصبح الناخبون، الذين أيّدوا بوتين أكثر عددا من أولئك الذين صوّتوا لمرشحين آخرين أو لم يأتوا إلى صناديق الاقتراع.
وسيمدد فوز بوتين هيمنته السياسية على روسيا إلى نحو ربع قرن حتى العام 2024 وحينها سيكون في الحادية والسبعين من العمر ليصبح ثاني أطول زعماء الكرملين بقاءً في الحكم بعد الرئيس السوفييتي جوزيف ستالين.
وتعهّد بوتين بأن يعمل خلال فترته الرئاسية الجديدة على تعزيز دفاعات روسيا في مواجهة الغرب ورفع مستوى المعيشة.
وفي نتيجة متوقعة على نطاق واسع أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات بعد فرز 70 % فقط من الأصوات فوز بوتين، الذي يهيمن على المشهد السياسي منذ 18 عاما، بنسبة 75.9 %.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه قرب الميدان الأحمر قال بوتين لحشد متهلل إنه يعتبر الفوز تصويتا بالثقة على ما حققه من إنجازات في ظروف صعبة.
وقال بوتين: "من المهم جدا أن نحافظ على هذه الوحدة. سنفكر في مستقبل وطننا العظيم" وبعدها ردد الجماهير خلفه هتاف "روسيا!". وأبلغ اجتماعا لأنصاره بعد ذلك أنه يتوقع أوقات صعبة لكن روسيا لديها فرصة لتحقيق "انفراجة".
ولم يكن هناك شك في فوز بوتين الذي حظي بتأييد تلفزيون الدولة والحزب الحاكم وحصل أقرب منافسيه مرشح الحزب الشيوعي بافل جرودينين على نحو 13 % من الأصوات وفقا للنتائج الجزئية بينما حصل مرشح الحزب الديمقراطي الحر فلاديمير جيرينوفسكي على نحو 6 %.
من جانب آخر أكّد الرئيس المشارك في حركة "روسيا تختار"، عضو مجموعة المراقبة التابعة للمجلس الرئاسي لتطوير المجتمع المدني وحقوق الإنسان، ألكسندر زاكوسكين، أمس الاثنين، أن أكثر من نصف البلاغات حول الانتهاكات خلال الانتخابات الرئاسية الروسية خاطئة.
وقال زاكوسكين، لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "قمنا بتقييم نتائج يوم التصويت على أنها إيجابية. تمت معالجة التقارير المستلمة عن الانتهاكات على وجه السرعة، وقمنا، بالتعاون مع فريق مراقبة في مجلس حقوق الإنسان، بزيارة أكثر من عشرات مركز اقتراع في موسكو وضواحيها. وكانت أكثر من نصف البلاغات الواردة مزيَّفة ولم يتم تأكيد الانتهاكات".
وقد أجريت الانتخابات الرئاسية، يوم الأحد في 18 مارس. حصل فلاديمير بوتين بعد معالجة بيانات 99.75 % من بروتوكولات اللجان الانتخابية على 76.67 % من الأصوات وحصل بافل جرودينين عن (الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية) على 11.79 %، وفلاديمير جيرونوفسكي على 5.66 % من الأصوات.
وذكر أن الانتهاكات المؤكدة كانت بسيطة، ولم تؤثّر على إرادة المواطنين. وفي حديثه عن إحصائيات الانتهاكات، أوضح زاكوسكين أن معظم الناخبين كانوا مرتبكين بمعلومات إضافية حول دخل أحد المرشحين، وقد تم ربط المعلومات بشكل خاطئ بملصقات المعلومات في مراكز الاقتراع. وقال إن بعض اللجان الانتخابية لم تكن مستعدة لمثل هذا الإقبال العالي: فقد استنفدت بطاقات الاقتراع، وكان لا بد من تسليمها على الفور، ما أدّى إلى ظهور طوابير انتظار.