الهاتف الذكي دماغ الذكاء الصناعي

مؤشر الأحد ١٨/مارس/٢٠١٨ ٠٤:٤٠ ص

كيفن تشا -
يتجه الذكاء الصناعي بنا إلى الارتقاء نحو مستوى جديد تماما من الإنتاجية والحياة المعززة من مختلف النواحي. وأصبح بإمكاننا الاعتماد على الابتكار التقني للتقدم بوتيرة أسرع مما شهدناه في الأجيال السابقة. ويتوقع أن يصبح الذكاء الصناعي مستقبلا بمنزلة الكهرباء اليوم؛ أي سيصبح شيء لا نلحظه أمامنا، لكنه يدخل تقريبا في كل جزء من أجزاء حياتنا. وربما بعد ثلاثين عاما سنتساءل كيف كنا نعيش دون أجهزتها الرقمية المساعدة، تماما مثلما لا نتصور الحياة اليوم دون هواتفنا الذكية التي نطالعها عشرات المرات في كل ساعة.

ومثلما أصبحت مزايا الهواتف النقالة التي كانت يوما منعطفا في مسيرة تطويرها - كقارئ بصمة الإصبع والكاميرا المزدوج - مزايا قياسية تتوفر في معظم الهواتف الذكية اليوم، فإن الذكاء الصناعي يقود الآن تطور «الذكاء» في الهواتف الذكية.

وإذا عدنا قليلا إلى الأعوام الثلاثين الفائتة وتأملنا قليلا ما الذي حدث في عالم التقنية، سيدهشنا مقدار النمو الكبير والابتكارات المتنوعة من ذلك القطاع. إذ انتقلنا من الآلات الحاسبة الكفــــية والحواسيب الشخصية إلى الأجهزة الـــــنقالة التي تزيد قوتها أضعافا مضاعفة عن الحواسيب الضخمة التي سادت في فترة الثمانينات.
والخلاصة أن التقنية تتطور بوتيرة غير مسبوقة حتى يصعب على معظم المستهلكين مواكبتها، والعنصر المهم فيها أنها تتيح للشركات الاستمرار في النمو المستدام اعتمادا على الابتكار وحس المسؤولية، ولأول مرة في تاريخ البشرية، سيتولى الذكاء الصناعي قيادة هذا التقدم.
أصبح معظم البشر في كوكبنا اليوم متصلون بالشبكة العالمية، وكذلك الأشياء، فخمسة بلايين شخص لديهم اليوم إمكانية استخدام جهاز نقال، وبإمكان أكثر من ثلاثة بلايين من سكان العالم الاتصال على الفور مع الآخرين في شتى بقاع العالم عبر الإنترنت. ويتوقع أن تشهد السنوات القليلة المقبلة ربط 50 مليار شيء بشبكة الإنترنت، من المصابيح الكهربائية والثلاجات إلى الطرق والملابس، وفق التقرير الاقتصادي العالمي.
ويلاحظ أنه في كل مرحلة تتقارب عدد من التقنيات الناشئة لتحدث قفزة واسعة. فمثلا خلال العقد الماضي، أدى نضوج الإنترنت وزيادة انتشار النطاق الترددي العريض وتطور الأجهزة النحيفة النقالة إلى زخم تطوري متسارع، ويبدو أننا اليوم نتجه نحو موجة تطور أخرى ستكون أقوى من سابقاتها بكثير، محورها تطور تقنية الذكاء الصناعي.
وينتج هذا العصر الجديد منصة مثالية لازدهار الذكاء الصناعي ليصبح التيار الرئيس السائد، وسينتج التلاقي بين زيادة قوة الحوسبة والبيانات الضخمة والتعلم الآلي قوة جبّارة تعيد صياغة عالمنا وعلاقاتنا مع التقنية وعلاقة كل تقنية منها بالأخرى.
بدأت ثورة الذكاء الصناعي على الأجهزة النقالة في إطلاق إمكانيات جديدة ومشوقة للتطبيقات، وهي تعد بتغييرات واسعة الأعوام القليلة المقبلة. ولا ريب أنها قفزة مختلفة جدا عن كل ما شهدناه حتى اليوم، فلم تعد المسألة مجرد زيادة قوة المعالجة للهواتف الذكية، بل تغييرا حقيقيا في الاتجاه يمنح هواتفنا القدرة على التعلم واتخاذ قرارات ذاتية بأفضل طريقة للعمل.
اندمج الذكاء الصناعي بالهواتف النقالة الذكية في الأعوام القليلة الفائتة لكنه كان يعتمد في الجيل السابق من الهواتف على السحابة وتطلب الاتصال بالإنترنت للاستفادة منه. أما التوجه الجديد للأجهزة النقالة فهو أن تدمج رقاقات الذكاء الصناعي في الجيل الجديد من الهواتف الذكية لتجمع بين إمكانيات الذكاء الصناعي المستند إلى السحابة مع محركات الذكاء الصناعي المتوفرة عليها.
وتروج الهواتف الذكية الرئيسية التي ستطلق هذا العام للذكاء الصناعي بصفتها ميزة تغير نمط الحياة، وتدرك إل جي منذ فترة طويلة الإمكانات الكامنة لتلك التقنية وتعمل على استغلالها في توفير قدرات لا حدود لها. واستطاعت من خلال جعل استراتيجية الذكاء الصناعي إحدى ركائز الابتكار لدينا إلى ابتكار منتجات تقدم تجارب استخدام مذهلة تعزز أنماط الحياة.
ووفق الخبراء، باستطاعتنا أن نشبه الفرق بين الهاتف الذكي والهاتف المزود بالذكاء الصناعي، بالفرق بين كلب منزلي أليف وكلب مرشد، فالكلب المنزلي الأليف يطيع أوامرك فقط، أما الكلب المرشد فلن يكتفي بطاعة أوامرك فحسب، بل سيتصرف من تلقاء ذاته ليقودك إلى الطريق الصحيح ويتخذ القرارات التي يرى أنها الأفضل لحالتك. وهكذا يعد الذكاء الصناعي في الهاتف الذكي، بتكامل أفضل بين مكونات نظامه من الكاميرات والميكروفونات والبطاريات. ويصل بنا هذا إلى الاستفادة من العديد المزايا الفريدة والتحسينات.
تقوم استراتيجية إل جي للهواتف الذكية على مواصلة تطوير قدرات الذكاء الصناعي فيها وصقل المزايا السابقة لتصبح أسهل استخداما. ولن تقتصر الترقية بمزايا الذكاء الصناعي على منتجات إل جي الجديدة فحسب، بل ستمتد إلى إضافة بعض مزايا الذكاء الصناعي إلى الهواتف الذكية المستخدمة حاليا عبر تحديثها عن بعد، مع الأخذ في الحسبان مواصفاتها العتادية واستقرارها لتكفل تجربة استخدام سلسة وصديقة للمستخدم وطيّعة.
وبرزت ريادة إل جي لهذا التحول نحو الذكاء الصناعي في يناير الماضي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيجاس مع إعلانها أن مستقبلها في مجال الذكاء الصناعي لن ينحصر في مواصفات الأجهزة وسرعات المعالجة. فاهتمامنا ينصب من الآن فصاعدا على ابتكار هواتف ذكية أكثر ذكاء ونحن متشوقون لنرى ما الذي سيجلبه هذا التحول من تجارب استخدام وسلوكيات.
تطورت منظومة الهواتف النقالة سريعا في الأعوام العشرين الفائتة، ونعيش اليوم في عالم يتحول فيه سلوك المستهلك وتتقدم البنية التحتية للتقنية لتصبح أوسع قدرة في غضون شهور فحسب. وقد تجد الشركات في موجة التغير العالمي ما يغرى للاستفادة منها، لكننا نرى أنه من المهم جدا المحافظة على رؤية الصورة المستقبلية الكبيرة، دون أن تشغلنا وتأسر انتباهنا الاتجاهات والتفاصيل الصغيرة أو اللحظية. وفي كل الأحوال لا يمكن اتباع نهج رجعي غير مستدام أو مبتكر.

رئيس شركة إل جي إلكترونيكس

الشرق الأوسط وإفريقيا