مسقط – ش
كشفت دراسة قام بها الباحث خالد بن علي بن سالم الريامي أخصائي نشاط رياضي بوزارة التربية والتعليم أن الشباب العماني يعتبرون علي الحبسي قدوتهم الرياضية ويتخطى في شعبيته رونالدو وميسي والبقية.
تأتي هذه الدراسة التي قام بها قام الباحث كمتطلب تكميلي لنيل درجة الماجستير في "علوم الإدارة الرياضية الدولية" من جامعة سيئول الوطنية بجمهورية كوريا الجنوبية، والتي تصنف بالترتيب 36 عالمياً، والحادي عشر آسيوياً، والسابع عالمياً فيما يخص "علوم الرياضة" حسب تصنيف (QS.2017)، وحملت الدراسة عنوان: "العلاقة بين الرياضيين (المحليين والعالميين) كقدوة رياضية ومدى مشاركة الشباب العُماني في الرياضة، دراسة مقارنة" وتعد الدراسة رافداً لمحتوى البحث العلمي في قطاع الرياضة بالسلطنة، ومرجعاً مهما لمتخذي القرار فيما يتعلق بتوجهات ورغبات الشباب نحو ممارسة الرياضة، كما أنها تسلط الضوء على أهمية القدوة الرياضية من خلال اتخاذ الرياضيين المحترفين كنموذج.
أهمية الدراسة
وأكد الباحث أن أهمية الدراسة تكمن في البحث عن مدى تأثر الشباب العماني بالرياضيين المحترفين العالميين والمحليين ومدى انعكاس ذلك التأثير على مختلف جوانب حياتهم بما فيها وتيرة الممارسة للرياضة ومدى قدرة هؤلاء الرياضيين على التأثير في الشباب لممارسة رياضة أخرى غير التي يمارسونها حالياً خاصةً أن الشباب العماني يمارس كرة القدم كرياضة شعبية أولى مما انعكس ذلك على مستوى مشاركات السلطنة في الألعاب الأولمبية مثلاً وعدم تحقيق السلطنة لأي ميدالية أولمبية بالرغم من التطور الذي شهده قطاع الشباب والرياضة منذ 1970م بل أن عدد الرياضيين العمانيين المشاركين بالألعاب الأولمبية يتناقص، فمن 16 رياضي في عام 1984م بلوس أنجلوس إلى 4 رياضيين فقط بريو دي جانيرو 2016م.
وقارنت الدراسة بين تأثير الرياضيين المحليين والعالميين على الشباب العماني في عدد 10 جوانب سلوكية.
نتائج الدراسة ذات أهمية كبيرة وتؤكد الفرضيات التي تقدمت بها الأدبيات والدراسات السابقة حول تأثير الرياضيين المشاهير على سلوكيات الشباب وقدرة أولئك المشاهير على التأثير في مستوى وتيرة الممارسة الرياضية.
عينة الدراسة
وشملت عينة الدراسة الشباب العماني ذكوراً وإناثاً من الفئة العمرية من (12-24 سنة)، وقد شارك بالاستبيان عدد 1366 شاب عماني من كل محافظات السلطنة ومن عدد 51 ولاية.
وشملت العينة أيضا مقابلة عدد 6 خبراء في الرياضة العمانية من مختلف المؤسسات والجهات المعنية، واستطلع استبيان الدراسة لطبيعة علاقة الشباب العماني بالرياضة من خلال الألعاب الرياضية المفضلة لديهم، أوقات الممارسة، أسباب الممارسة، أماكن الممارسة، المنصات الاعلامية المفضلة لمتابعة الأخبار الرياضية، والدوافع من ممارسة الرياضة، وتطرقت الدراسة أيضاً الى ما اذا كان الشباب العماني (عينة الدراسة) يتخذون من الرياضيين قدوة لهم.
النتائج
جاءت النتائج على أن 72.6% من الشباب الذين شملتهم الدراسة لديهم قدوة رياضية، وأن علي الحبسي هو أكثر الرياضيين تفضيلاً بين الشباب تلاه رونالدو البرتغالي ومن ثم ميسي الأرجنتيني.
والمثير في الدراسة بأن السباحين العالميين يحتلون المرتبة الثانية بعد لاعبي كرة القدم كأكثر الرياضيين قدوة لدى الشباب العُماني ومن ثم لاعبي كرة اليد، فيما حل لاعبي كرة السلة رابعاً.
وعن الأسباب التي دفعتهم لاختيار قدواتهم الرياضية فإن الدراسة أوضحت بأن الجوانب الفنية والمهارية والصفات البدنية التي يتمتع بها الرياضيون هي السبب الرئيسي والذي جعلهم يتخذون منهم قدوة رياضية.
وأوضحت نتائج الدراسة أيضاً بأن الشباب العماني يتأثر بالقدوات الرياضية في عديد من الجوانب السلوكية، بما فيها التحصيل الأكاديمي وعادات التغذية والانتاجية في العمل والثقة بالنفس والقدرات البدنية ومستوى الأداء وغيرها.
القدرة في التأثير
النتائج الإحصائية للدراسة أوضحت وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين الشباب الذين يتخذون من الرياضيين قدوة لهم وبين ممارستهم للرياضة الخاصة بهم.
وأوضحت الدراسة عدم وجود دلالة احصائية في مدى قدرة الرياضيين على التأثير في الشباب العماني لجعلهم يمارسون رياضة جديدة غير التي يمارسونها في العادة.
نتائج الدراسة أوضحت أيضاً أن الرياضيين العالميين هم الأكثر تأثيراً على الشباب من الرياضيين المحليين.
النتائج الاحصائية أوضحت أيضاً بأن هناك فرق بين تأثير الرياضيين العالميين وتأثير الرياضيين المحليين فيما يخص الجوانب السلوكية التالية: التحصيل الدراسي، متابعة الاعلام الرياضي، العادات الغذائية، السمات الشخصية، الانتاجية في العمل، والحضور للأحداث الرياضية، في حين أن النتائج الإحصائية أظهرت أيضاً عدم وجود أي فروق في التأثير بين الرياضيين العالميين والمحليين في الجوانب السلوكية التالية: الثقة بالنفس وتقدير الذات، المظهر الخارجي، القدرات البدنية، الأداء الرياضي.