الفنان سعد الفرج لـ «الشبيبة»: أتمنـى أن يكـون هنـاك عمل فني خليجي يجمعنا

مزاج الخميس ١٥/مارس/٢٠١٨ ٠٥:٣٠ ص
الفنان سعد الفرج لـ «الشبيبة»: أتمنـى أن يكـون هنـاك عمل فني خليجي يجمعنا

حاوره - سعيد الهنداسي

عندما تلتقي بشخصية فنية في مكانة وقدر الفنان الكويتي الكبير سعد الفرج فأنت أمام وجه السعد للفن الكويتي العريق وأنت أمام مفتاح للصبر للعاشق لفن المسرح على وجه الخصوص وللصبر في زمن المعاناة والبدايات التي لا بد للشخص العاشق لهذا الفن المعروف بأبي الفنون وهو المسرح الذي يعتبر انعكاسا حقيقيا للفن الخليجي الأصيل المتمثل في عمالقة الفن الذين ما زالوا يرسمون البسمة على شفاه المواطن الخليجي البسيط في زمن التقلبات والظروف الحالية التي يعيشها الخليج.

لذلك كان اللقاء الذي جمعنا بالفنان «أبو بدر» سعد الفرج في الندوة المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب والخاصة بالحديث عن تجربة الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا والتي أعاد فيها الفنان سعد الفرج حديث الذكريات وأجمل اللحظات التي جمعتهما معا، فكان بالفعل هو لقاء الصراحة إلى أبعد مدى، والبساطة التي لا تعرف للتعقيد معنى، والوضوح الذي أبعد كل تأثير للضجيج والصخب، فكانت حروف اللقاء شاهدة على رمز من رموز الفن الخليجي الأصيل.
عبّر الفنان القدير سعد الفرج عن سعادته بوجوده على أرض السلطنة، وأضاف: حقيقة أشعر بالسعادة الغامرة وأنا بين أهلي وإخواني وأصدقائي في السلطنة الحبيبة هذا البلد الغالي على قلوبنا جميعا في تظاهرة فنية فيها من الحب والتقدير الشيء الكبير من خلال ندوة فنية تتحدّث عن أخي وصديقي وزميل دربي الفنان المرحوم عبد الحسين عبد الرضا.

الفن واحد

ويواصل الفنان الكويتي الكبير سعد الفرج الحديث عن وجوده في ندوة تتحدّث عن تجربة الفنان عبد الحسين عبد الرضا قائلا: ما شاهدته من تفاعل كبير من الحضور والمشاركين في الندوة يعطينا دلالة واضحة أن الفن واحد وأن التقدير للفنان ما يزال موجودا وإنْ رحل عنا بجسده إلا أن روحه ترفرف بيننا وهذا ما حدث في ندوة المرحوم «بو عدنان» ووجدت الحب والتقدير للفن بشكل عام بين الجميع بما يدل على تقديرهم وحبهم لما نقدّمه من أعمال فنية ستبقى خالدة دوما.

توأم روحي

ثم يواصل الفنان القدير سعد الفرج حديثه معنا بالذكريات التي جمعته مع رفيق دربه واصفا إياه بأنه توأم روحه فقال: الكلام عن «بو عدنان» الفنان المرحوم عبد الحسين عبد الرضا هو بمثابة الحديث عن توأم الروح؛ فكنا معا منذ البدايات في الستينيات عندما جمعنا المخرج المصري زكي طليمات وتم تشكيل أول فرقة مسرحية بالكويت وقضينا عمرا طويلا مع بعضنا.

أبرز المحطات

وعن أبرز المحطات في حياة الفنان سعد الفرج الفنية وما تعنيه له كفنان أشار «أبو بدر» إلى أهميتها وذكراها الغالية وقال: بلا شك أن كل عمل قدّمته هو بمثابة محطة لي في حياتي لأنه أستطيع أن أقدّم ما بداخلي من فن وأستفيد منه للأعمال المقبلة منذ الستينيات حتى يومنا هذا.

أعمال خالدة

وحول هذه الأعمال وما تمثله بالنسبة له كفنان أكّد الفنان القدير سعد الفرج عليها بقوله: ما قدّمته منذ الستينيات سواء من شاركني فيها بالكتابة أو في التمثيل سواء كانت أعمالا مسرحية أو تلفزيونية أو إذاعية فهي تعبّر عن تلك الحقبة من الوقت والعمر والحياة؛ لذلك كل عمل مهم بالنسبة لي في الحقبة التي قُدِّم فيها ولها معزّة غالية ولا أستطيع أن أميّز بين عمل وآخر فيها.

أعمال وقتية

وحول رأيه كفنان قدير عن مجموعة الأعمال التي تُقدَّم في مناسبات خاصة لتُعرض فيها مثل الأعمال التلفزيونية أكّد «بو بدر» أنه ضد تسمية بعض الأعمال وتقديمها في شهر معيَّن مثل الأعمال التي يتم تصويرها وعرضها فقط في شهر رمضان، وأضاف: أنا مع العمل الذي يفرض نفسه لذلك تجد أن جميع أعمالنا المسرحية لم تتقيّد بفترة معيّنة أو شهر معيّن بقدر ما فرضت الفكرة ونص العمل نفسهما، وقدّمناها في حينه، والحالة الوحيدة المستثناة هي عندما قدّمنا أعمالاً في فترة معيّنة عندما أحاطت بنا ظروف في البلاد وقدّمنا أعمالا تخدم تلك الحقبة وطرحنا فيها قضية كانت هي قضية الساعة؛ لذلك أنا لست مع الإعلام الذي يربط بوقت معيّن.

الحضور الأمثل

وحول تقديمه مجموعة من الأعمال الفنية سواء مسرحية أو تلفزيونية أو إذاعية والمكان الذي يجد فيه نفسه بينها أشار «بو بدر» إلى أنه يجد نفسه في العمل الذي يشتغل به ويمشي على توجهه. ويواصل الفرج: أنا حريص جدا على تقديم الأعمال التي توافق توجهاتي كما نحن اليوم حريصون على أن تبقى شعوب الخليج متوحّدة في ظل الظروف التي تعصف بنا التي أشبهها بأنها «تسونامي» يعصف بنا جميعا، ونأمل وندعو الله العلي القدير أن تمرّ علينا هذه العاصفة ونحن في أمن وأمان وسلم واطمئنان.

تعاون خليجي

وعن الأعمال الفنية الخليجية وكيف يراها من وجهة نظره كفنان قدَّم الكثير منها؟ أشار الفنان سعد الفرج إلى أهمية هذا التعامل بين أبناء الخليج قائلا: أنا شخصيا قدّمت أعمالا مشتركة كثيرة مع إخواني من دول الخليج وأحرص عليها، وأتمنّى أن يكون هناك عمل خليجي قادم يجمعنا كأبناء الخليج.

سر «درب الزلق»

ويختم الفنان سعد الفرج حديثه معنا حول السر الخفي في نجاح مسلسل «درب الزلق» الذي قُدِّم في ستينيات القرن الفائت وحتى الآن وحرص جيل اليوم على مشاهدته ومتابعة أحداثه، وأكّد «بو بدر» أنه حتى الآن لا يعلم سر هذا النجاح قائلا: طلبت من المسؤولين عن الفن في الكويت دراسة هذه الحالة النادرة والتي أصبحت بالفعل مميّزة؛ فـعشاق «درب الزلق» هم من أعمار مختلفة فهناك الأجداد والآبـــاء والأحفاد أي تعاقب أجيال وإنْ كنت أرى أن الحب الذي جمع كل من شارك في ذلك العمل كان عاملا مساعدا وكذلك روح الفريق الواحد التي كانت حاضرة وكان لها أثر كبير في هذا النجاح، وأتمنّى أن نرى الفن الخليجي في تطوّر دائم.