المضادات الحيوية: تساعد أم تضر؟

مزاج الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤٩ م
المضادات الحيوية: تساعد أم تضر؟

ترجمة - أحمد بدوي

لسنوات طويلة والكثير منا يعتمد على استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات المختلفة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية، والواقع أن المضادات الحيوية ساهمت في إنقاذ ملايين الأرواح منذ اختراع البنسلين قبل نحو 75 عاما، بيد أن نعمة المضادات الحيوية تقف اليوم مسؤولة عن حالات خطرة للغاية ربما تهد الحياة.
ربما نكون قد سمعنا عن "الجراثيم" الجديدة، وهي بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية جاءت نتيجة الإكثار من استخدام المضادات الحيوية.
في الماضي حذَّرَنا خبراءُ الصحة أنه قد يأتي اليوم الذي يصبح من الصعب للغاية توفير الرعاية الطبية للمشاكل حتى الشائعة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الحلق، وأصبحت الجراحات التي تبدو روتينية مثل الولادة القيصرية واستبدال الركبة أصبحت أكثر خطورة الآن بسبب التهديدات التي تلوح في الأفق نتيجة هذه الالتهابات.
وقد تزايدت المشكلة إلى درجة وبائية والى حد أن هذه السلالة من البكتيريا المقاومة يعزى إليها وقوع ما يقرب من 700 ألف حالة وفاة سنويا في جميع أنحاء العالم.
ومن أسف فخبراء الصحة يشعرون بالقلق أن العدد يمكن أن يرتفع إلى 10 ملايين أو أكثر على أساس سنوي بحلول عام 2050.
وعلى ضوء مثل هذا التهديد الوبائي من المحزن القول إن 1.2 في المئة فقط من إنفاق ميزانية المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة في مجال البحوث تخصص لعلاج هذه المشكلة، وهو غير كاف لمثل هذه المشكلة الكبيرة.
ولكن ما هي أسباب مقاومة المضادات الحيوية؟ ما يؤسف له أن واحدا من أكبر الاستخدامات التي توجه إليها المضادات الحيوية استخدامها المفرط في إنتاج اللحوم، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 70 في المئة من المضادات الحيوية في الولايات المتحدة تعطى للدواجن والمواشي لتسمينها لتكون أفضل جاهزية للبيع.
وفي كثير من الأحيان يتم وصف المضادات الحيوية ليس فقط للالتهابات البكتيرية ولكن أيضا لمكافحة الفيروسات، والمشكلة أن المضادات الحيوية لم تكن مصممة لمكافحة الفيروسات، ومن ثم علينا أن نتساءل ما إذا كنا حقا بحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية في المقام الأول للعدوى البكتيرية، وعلى نحو خاص ما إذا كان على الطبيب وصف المضادات الحيوية لعلاج الفيروسات.
والشيء الواضح أننا إذا كنا بحاجة إلى وصفة طبية للمضادات الحيوية علينا أن نأخذ الجرعة كاملة وإلا فالكائنات الحية الدقيقة التي ستبقى على قيد الحياة ستصبح أكثر مقاومة لأن المضادات الحيوية لم تقض عليها.
ولكن كيف تتسبب المضادات الحيوية في حدوث أضرار؟
من أهم الأضرار التي قد تنجم عن استخدام المضادات الحيوية اختلال التوازن البكتيريا الطبيعي، فالمضادات الحيوية يمكن أن تحدث اختلالا في توازن البكتيريا الضارة والجيدة في الجسم، ونتيجة لذلك تنشأ بكتريا المطثية العسيرة أو كلوستريديوم ديفيسيل Clostridium difficile والتي تتسبب في المرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب.
وهناك نحو 250 ألف شخص يصابون بهذه العدوى الخطيرة سنويا ويموت منهم حوالي 14 ألف شخص.
وأيضا فإن استخدام الكثير من المضادات الحيوية يمكن أن ينتج
"الجراثيم"، وهو نوع من البكتيريا التي في الغالب لا يمكن وقفها.