مكتبة دار الكتاب بظفار تحتفل بـ"المغبور"

مزاج الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
مكتبة دار الكتاب بظفار تحتفل بـ"المغبور"

صلالة عادل سعيد اليافعي :
احتفت مكتبة دار الكتاب بمحافظة ظفار وبالتعاون مع مجموعة ظفار للمناسبات الاجتماعية بالشيخ محمد بن عبدالله بن علي باشعيب أحد رواد النشاط الاجتماعي وذلك برعاية والي ولاية ثمريت سعادة الشيخ المنذر بن أحمد سالم المرهون وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والأعيان، ويأتي هذا الاحتفال في اطار الاهتمام بالموروثات الاجتماعية التي لايزال المجتمع بمحافظة ظفار يحافظ عليها.
من جانبه قال الشيخ محمد بن عبدالله بن علي باشعيب المحتفى به ان لكل دولة ثقافة وموروثات وعادات وأعراف تتمسك بها من جيل إلى جيل لترسيخ معنى القيم الحقيقية في كل مجتمع ونحن والحمد لله في بلدنا الغالي وجدنا هذا الغرس من أسلافنا وها نحن اليوم أبناء هذا الجيل نكمل هذه المسيرة مؤكدين على غرسها في أبنائنا وإذ نحن في سياق التعاضد الإجتماعي كخصوصية في مجتمع محافظة ظفار في شتى مناحي الحياة في الرخاء والشدة وتتجلى هذه القيم في عادة وعرف حيث يعين المجتمع كل فرد من أبناء المحافظة ينوي الزواج وانا هنا اشكر كل القائمين على هذا الاحتفال الذي ينم على روح المسؤولين التي يتسمون به وبالفعل شعرت ان ما قمت به من جهد كان له اثر وصدى خدم افراد المجتمع شكل واسع وهذا الامر افخر به .
وبدأ الحفل بكلمة ترحيبية لراعي المناسبة والمحتفى به من ثم قدم فيلم وثائقي من اعداد واخراج محمد بن عبدالله المردوف الكثيري حيث عرج الفيلم على اهمية التمسك بالعادات الظفارية الاصلية والحفاظ عليها ومنها المغبور والذي ابرز الفيلم اهم معالمة وخطواته من خلال اجراء العديد من الحوارات مع العديد من المهتمين بهذا الامر والمتعايشين معه كما تم تسليط الضوء على هذا المغبور من خلال اللقاء بالمحتفى به.
وفي نهاية الحفل قام راعي المناسبة والمنظمين بتكريم المحتفى به وهو الشيخ محمد بن عبدالله بن علي باشعيب رائـــــــد الفكـــــرة خالد بن علي أحمد آل إبراهيم مطــور الفكرة وشركة الرعود للتجارة والمقاولات ومكتبة دار الكتاب العامة وتسلمها نيابة عن مصطفى بن عبدالقادر سالم السيل الغساني محمد بن حسن سالم السيل الغساني مديــر المكتبة كما تم تكريـــم فريـــق العمــل وهــــم الشيخ علي بن عوض سعيد الرعود فاضل الشيخ محمد بن عبدالله محمد المردوف الكثيري والأستاذ محمد بن أحمد علي السليمي المهري والأستاذ صلاح بن سعيد عوض شجنعه والأستاذ خالد بن علي أحمد آل إبراهيم والفاضل أسامه بن سالم إبن شجيب الشجيبي.

السيرة الذاتية
يعد الشيخ وبطل قصتنا هذه هو الشيخ محمد باشعيب صاحب المبادرة الاولى في اعداد قوائم اسماء قبائل صلالة للاعراس حيث ولد الشيخ محمد بن عبدالله بن علي باشعيب في منطقة الحافة عام الف وتسعمائة وتسعة وخمسين ميلادية عاش في منزل والده بمنطقة الحافة ورغم ان الاوضاع في تلك الفترة لم تكن مهيئة للدراسة النظامية الا ان والده كان حريصا على ان ينهل ابنه من العلم والمعرفة فالتحق محمد باشعيب هو ومجموعة من ابناء منطقة الحافة بحلقات التدريس التي كان يقيمها عدد من الاساتذة الاجلاء امثال احمد بن سعيد باعنقود وعامر بن احمد بخيت الشنفري. ومع بداية عصر النهضة المباركة اكمل الطالب المثابر محمد باشعيب مسيرته التعليمية فالتحق بالدراسة في المدرسة السعيدية ودرس فيها من الصف السادس الابتدائي وفي العام الف وتسعمائة وثلاثة وسبعين التحق محمد باشعيب بالعمل الوظيفي في الفترة الصباحية حيث عمل بوظيفة مضمد بوزارة الصحة ثم بوظيفة ملاحظ الى ان اصبح طبيبا طائرا يقوم مع الفريق الطبي بزيارة المناطق النائية التي لا يتم الوصول اليها الا بواسطة الطائرة العمودية ويقدمون العلاج والادوية لسكان تلك المناطق.

تطوير الفكرة
اما فيما يتعلق بتطوير فكرة الدعوات الاجتماعية عما كان عليه في الماضي قال خالد بن علي احمد ال ابراهيم: لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تطورت الفكرة بشكل اكبر لتتناسب مع معطيات هذا العصر حيث تم استغلال تلك القوائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتم عمل مبادرة تتمثل في انشاء مجموعة عبر تطبيق الواتسب باسم مجموعة ظفار للمناسبات الاجتماعية تضم اعضاء من مختلف القبائل في صلالة ويتم نشر دعوات الزواج والمناسبات الاجتماعية في هذه المجموعة ويقوم شخص او اكثر في المجموعة المركزية بانشاء مجموعات فرعية لافراد قبيلتهم يقومون فيها باعادة نشر تلك الدعوات وبالتالي تصل الدعوات الى كل افراد قبائل صلالة المدونة اسماءهم في القوائم وعند وصول هذه الدعوات الى كل فرد فهي بمثابة دعوة شخصية له لحضور المناسبة اذا كانت تهمه وتقوم مقام الدعوة الورقية وهنا يعد الامر تم استلامة من جيل الى اخر وبشكل اكثر تطوري وعصر ويتناسب معا ما تم البناء عليه في السابق وهذا الجهد يشكر عليه الشيخ باشعيب وعلى كل الجهود التي قام بها في السابق . وهكذا هي الاعمال والمبادرات التطوعية لا تتوقف عند زمان معين ولا ترتبط باشخاص محددين.

المغبور
اما فيما يخص الموروث الاجتماعي الذي تم تسليط الضوء عليه وحرص الجميع على ان يستمر ويطور بشكل ايجابي و هو في الأصل يُعنى بالمساعدات المالية التي تخص بالدرجة الاولى حالات الزواج والوفاة وتختلف آلية إعطائها من موقف إلى آخر إما عن طريق افراد بشكل اعتيادي او ممثل عن جماعة او فئة معينة من المجتمع وفي مناسبات الاعراس بمحافظة ظفار يتوافد الناس من كل مكان لتهنئة العريس واهله وتقديم ما يعرف محليا باسم المغبور او الجميل وهي عادة اجتماعية يحرص ابناء محافظة ظفار على القيام بها وتتمثل في قيام كل فرد بتقديم مبلغ معين للعريس بحسب استطاعته ويدون اسم الفرد والمبلغ في دفتر خاص يحتفظ به العريس ليرد الجميل الى من اتو اليه عندما تكون لديهم مناسبة زواج ياتي الناس الى الاعراس بناء على بطاقات دعوات الزواج التي توجه اليهم والتي تعرف محليا باسم الدواعي ويتم اعداد هذه الدواعي من خلال قوائم باسماء افراد مختلف قبائل صلالة تم اعدادها بشكل مسبق وهي متوفرة لمن يطلبها لكن ثم قصة تقف وراء اعداد تلك القوائم التي اصبح كل افراد المجتمع يستخدمونها في اعراسهم وسهلت لهم الوصول الى اسماء الاشخاص الذين يودون دعوتهم ويعمل المغبور في غالب الاحيان الى تعويض العريس الكثير من الخسائر التي صرفها على حالة الزواج وهذا التكافل الاجتماعي المتميز يجعل الجميع حريص ان تبقى هذه العادة الاجتماعية الهامة.