تيا جوس - ترجمة: أحمد بدوي
الدماغ البشري قد يكون قادرا على الاحتفاظ بقدر من المعلومات في ذاكرته يعادل حجم كافة المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت كاملة وفق ما كشفت عنه دراسة جديدة، حيث اكتشف الباحثون أنه وخلافا لما يقوم به جهاز الحاسوب التقليدي بتشفير المعلومات 0S و1S، فإن خلايا الدماغ تستخدم 26 طريقة مختلفة لترميز المعلومات، وقدر الباحثون أن الدماغ يمكنها تخزين 1 بيتابايت أو كوادريليون بايت (وهو عدد يساوي مليون بليون) من المعلومات. وقال تيري سيجنوسكي عالم الأحياء في معهد سالك في لا جولا، كاليفورنيا أن هذا الاكتشاف يمثل قنبلة حقيقية في مجال علم الأعصاب، حيث أصبح لدينا الآن قياسات جديدة لسعة الذاكرة في الدماغ تزيد عن التقديرات المتحفظة السابقة بعشرات الأضعاف.
وما هو أكثر من ذلك أن دماغ الإنسان يمكنه تخزين هذا القدر المذهل من المعلومات ولا يتطلب ذلك طاقة تزيد على ما يكفي لتشغيل لمبة بضوء خافت. وفي المقابل فإن جهاز الحاسوب الذي تتوفر له هذه الذاكرة يحتاج إلى محطة طاقة نووية كاملة لتشغيله ليقوم بما يقوم به الدماغ البشري بطاقة 20 واط فقط وفقا للباحث المشارك في الدراسة توم بارتول عالم الأعصاب في معهد سالك
وتسلط النتائج الجديدة الضوء على كيفية تخزين الدماغ للمعلومات في حين تظل نشطة بصورة واضحة، والحقيقة أن معظم الخلايا العصبية لا تعطي استجابة قوية مضادة للإشارات الواردة، ولكن الجسم يكون دقيقا للغاية في ترجمة هذه الإشارات إلى الهياكل المادية، ويوضح جزئيا السبب أن الدماغ أكثر كفاءة من الحاسوب، فغالبية أجزائه القوية لا تقوم بأي عمل معظم الوقت. ومع ذلك فحتى لو وصل متوسط خلايا الدماغ غير النشطة إلى 80 في المئة في وقت ما فهذا لا يفسر لماذا يتطلب جهاز الحاسوب طاقة تزيد على 50 مليون ضعف من الطاقة للقيام بنفس المهمات التي يقوم بها الدماغ البشري.
أما الجزء الآخر من القصة فربما يتعلق بكيفية عمل الكيمياء الحيوية بالمقارنة مع أسلوب عمل الإلكترونات في جهاز الحاسوب، فأجهزة الحاسوب تستخدم الإلكترونات للقيام بالحسابات، وهذه الإلكترونات تتدفق في سلك يحدث الكثير من الحرارة، وهذه الحرارة هي طاقة مهدرة، من ثم فإن المسارات البيوكيميائية ببساطة أكثر كفاءة.
عن لايف ساينس