ميانمار تبني قواعد عسكرية في راخين

الحدث الثلاثاء ١٣/مارس/٢٠١٨ ٠٤:٣٤ ص

يانجون - رويترز

قالت منظمة العفو الدولية أمس، مستشهدة بأدلة جديدة لصور الأقمار الصناعية، إن جيش ميانمار يبني قواعد في أماكن كانت ذات يوم منازل ومساجد أقلية الروهينجا المسلمة بعد فرار نحو 700 ألف منهم من البلاد.

وأدّى ردّ أمني صارم على هجمات متمرّدي الروهينجا في 25 أغسطس إلى فرار أفراد الأقلية المسلمة وأغلبهم دون جنسية إلى بنجلاديش. وفي هذه الأثناء لحق دمار واسع بأكثر من 350 قرية بعد حرقها في ولاية راخين بغرب ميانمار.
وردّد تقرير منظمة العفو الدولية الذي نشر أمس الاثنين ما ورد في تقارير سابقة أفادت بأن ما تبقّى من هذه القرى والمباني سُوّي بالأرض.
وقالت منظمة العفو الدولية إن هناك ثلاث منشآت أمنية جديدة على الأقل تحت الإنشاء فضلا عن الإسراع ببناء مساكن وطريق.
وقالت مديرة برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، تيرانا حسن، في بيان «ما نشهده في ولاية راخين هو استيلاء الجيش على الأراضي على نطاق واسع. يجري بناء قواعد جديدة لإيواء نفس قوات الأمن التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بحق الروهينجا».
وقالت المنظمة إن أربعة مساجد على الأقل لم تأتِ عليها النيران تعرّضت للدمار أو لأضرار بالغة منذ أواخر ديسمبر ولم ترد في هذا الوقت تقارير عن صراع كبير بالمنطقة.
وفي إحدى قرى الروهينجا، أظهرت صور الأقمار الصناعية مباني لمركز جديد لشرطة الحدود تظهر إلى جوار موقع مسجد جرى تدميره في الآونة الأخيرة.
ولم يتسنَّ الوصول إلى متحدّثين باسم زعيمة ميانمار، أونج سان سو كي، أو الجيش لطلب التعقيب. وسبق أن قال مسؤولون في ميانمار إن القرى سُوِّيت بالأرض من أجل بناء منازل جديدة للاجئين العائدين.
وطلبت ميانمار «أدلة دامغة» لدعم النتيجة التي توصّلت إليها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات وهي حدوث تطهير عرقي في راخين.
وفي نوفمبر الفائت، توصّلت ميانمار وبنجلاديش إلى اتفاق لإعادة الفارين. وقالت ميانمار إن مخيمات مؤقتة لإيواء العائدين جاهزة لكن العملية لم تبدأ بعد.
وقالت منظمة العفو الدولية إن «إعادة تشكيل» ميانمار للمنطقة التي عاش بها مسلمو الروهينجا تبدو مصممة أكثر لاستيعاب قوات الأمن والقرويين من غير الروهينجا وإن ذلك قد يمنع اللاجئين من الموافقة على العودة.
وأضافت المنظمة «الروهينجا الذين فرّوا من الموت والدمار على أيدي قوات الأمن لن يجدوا على الأرجح أملا في أن العيش على مقربة من تلك القوات ذاتها سيؤدي إلى عودة آمنة... لا سيما في ضوء استمرار الافتقار إلى المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان». وفي 16 يناير الفائت قالت بنجلاديش إنها اتفقت على استكمال عملية عودة الروهينجا المسلمين إلى ميانمار في غضون عامين من بدء عملية إعادة الترحيل. ولم يحدد بيان أصدرته وزارة الخارجية في بنجلاديش موعد بدء العملية، لكنه قال إن مساعي إعادة الروهينجا تقوم على أساس «اعتبار الأسرة وحدة واحدة»، وأن ميانمار ستوفر مأوى مؤقتا للعائدين قبل إعادة بناء مساكن لهم.
واعترف جيش ميانمار عن مساهمة بعض أفراده وسكان قرى في مقتل 10 أشخاص من مسلمي الروهينجا في ولاية راخين. وقال بيان للجيش إنه سيتم معاقبة القرويين وقوات الأمن المتهمين بقتل الروهينجا وفقا للقانون.
وبدأ الجيش تحقيقا في الحادث بعد العثور على مقبرة جماعية في مدافن القرية. وقد فرّ أكثر من 650 ألفا من الروهينجا من العمليات الأمنية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «تطهير عرقي»، بينما نفى جيش ميانمار حتى الآن جميع الاتهامات بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
و«البنجاليون» هو المصطلح المفضّل للإشارة إلى مسلمي الروهينجا في ميانمار، ويستدل منه على أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش، رغم أن العديد عاشوا في ميانمار لأجيال. وقال البيان إنه تم القبض على الروهينجا أولا ثم تم قتلهم.