الغوطة.. شكوك حول "الخروج الآمن"

الحدث الخميس ٠٨/مارس/٢٠١٨ ٠٤:٣٤ ص
الغوطة.. شكوك حول "الخروج الآمن"

عواصم - ش - وكالات
نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها أمس الأربعاء إن بعض مقاتلي المعارضة المتحصنين في منطقة الغوطة الشرقية السورية مستعدون لقبول عرض روسي بمغادرة المنطقة مع أسرهم.
على الجانب الآخر وفي نفس الوقت نفت فصائل مسلحة في الغوطة الشرقية في سوريا وجود أي مفاوضات بشأن انسحاب مسلحيها.
وقالت الفصائل في بيان، "لا توجد مفاوضات...متمسكون بالأرض وسندافع عنها".
وقال حمزة بيرقدار المتحدّث العسكري باسم جيش الإسلام -إحدى أبرز جماعات المعارضة السورية في الغوطة الشرقية- أمس الأربعاء إن مقاتلي المعارضة سيدافعون عن الغوطة ولا مفاوضات على الخروج منها الذي اقترحته روسيا.
وقال لرويترز في رسالة نصية "لا توجد أي مفاوضات حول هذا الموضوع. وفصائل الغوطة ومقاتلوها وأهلها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها".
وكانت روسيا -أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد- عرضت الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية وذلك في اتفاق يجعل المعارضة تتخلى عن آخر معقل كبير لها قرب العاصمة دمشق، وهو ما يرفضه المقاتلون حتى الآن.

غموض
ولم يحدد الاقتراح الروسي إلى أي مكان سيذهب مقاتلو المعارضة لكنه يُعيد إلى الأذهان اتفاقات سابقة وافق بموجبها المقاتلون على التخلي عن أراض مقابل الخروج بسلام إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود التركية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "يضمن مركز المصالحة الروسي الحصانة لكل مقاتلي المعارضة الذين يقررون مغادرة الغوطة الشرقية بأسلحتهم الشخصية ومع أسرهم".
وأضافت أنه سيتم توفير سيارات "وتأمين المسار بأكمله".
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، في بيان أصدره متحدّث أمس الأول الثلاثاء عن قلقه بشأن الهجمات في الغوطة الشرقية والتي "ذكرت التقارير أنها حصدت أرواح أكثر من 100 شخص" يوم الاثنين بالإضافة إلى تقارير عن قصف دمشق.
وقُتل مئات المدنيين في الجيب المحاصر الذي يتألف من بلدات ومزارع ويقع على أطراف دمشق في واحدة من أعنف حملات القصف في الحرب التي اقتربت من عامها الثامن.
وتعتقد الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف شخص محاصرون في الغوطة الشرقية التي كانت تنفد فيها بالفعل إمدادات الغذاء والدواء حتى قبل أن يبدأ الهجوم بضربات جوية مكثفة قبل أسبوعين.
وتواصل دمشق وموسكو الحملة رغم دعوة مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار، وبرّرتا ذلك بأن مقاتلي المعارضة في المنطقة أعضاء في جماعات "إرهابية" محظورة لا تشملها الهدنة.
واجتمع مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء لمناقشة أسباب عدم سريان الهدنة.

لا يوجد تواصل
وقال وائل علوان، المتحدّث باسم جماعة فيلق الرحمن -إحدى جماعات المعارضة الرئيسية- إن روسيا "تخالف قرار مجلس الأمن وتصرّ على التصعيد العسكري لفرض التهجير" على سكان الغوطة الشرقية.
وأبلغ علوان -المقيم في إسطنبول- رويترز أنه لا يوجد تواصل مع روسيا بشأن مقترح الانسحاب.
واستعادت القوات الحكومية السورية أكثر من ثلث الغوطة، مما يهدّد بشطرها إلى نصفين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الذي تشنّه القوات الحكومية في المنطقة أودى بحياة 800 شخص منذ 18 فبراير، من بينهم نحو 80 قُتلوا يوم الاثنين.
وكان الأسد قال يوم الأحد إن القوات الحكومية ستواصل هجومها في الغوطة الشرقية التي تحاصرها منذ العام 2013. وفرّ مدنيون كثر من الخطوط الأمامية إلى مدينة دوما. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن القوات الحكومية سيطرت على قرية المحمدية على الطرف الجنوب الشرقي للغوطة.

إجلاء مدنيين
من جانبه ذكر الجيش الروسي في وقت متأخر من مساء أمس الأول الثلاثاء أنه ساعد على إجلاء 13 مدنيا من منطقة الغوطة الشرقية السورية في شاحنات كانت في طريقها لمغادرة المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق بعد جلبها مساعدات إنسانية.
ووصلت شاحنات الإغاثة إلى الغوطة يوم الاثنين للمرة الأولى منذ بداية إحدى أكثر الهجمات فتكا في الحرب لكن الحكومة جرّدت القافلة من بعض الإمدادات الطبية وواصلت هجومها البري والجوي.
وقال الجيش الروسي في بيان إنه استخدم طائرات من دون طيار لمراقبة سير القافلة وإنها تمكّنت من تفادي ما وصفها باستفزازات المعارضة.
وأضاف في البيان "تمكّنّا من إجلاء 13 مدنيا بينهم خمسة أطفال مع القافلة العائدة".
وتابع: "كنا مستعدين أيضا لإجلاء نحو ألف من المرضى والمصابين لكن المعارضة لم تتح لنا الفرصة".

تشكيك
من جانبه قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد رعد بن الحسين في كلمة أمس الأربعاء إن استهداف بضع مئات من مقاتلي المعارضة لا يمكن أن يكون مبررا للهجوم الذي تشنّه الحكومة السورية في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة.
وأضاف في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية "المحاولات الأخيرة لتبرير هجمات عشوائية ووحشية على مئات الآلاف من المدنيين بالحاجة إلى قتال بضع مئات من المقاتلين، مثلما في الغوطة الشرقية، غير قابلة للاستمرار قانونيا وأخلاقيا".
وتابع: "وعندما تكون مستعدا لقتل شعبك بهذه السهولة فإن الكذب سهل أيضا. مزاعم الحكومة السورية أنها تتخذ كل الإجراءات لحماية السكان المدنيين إنما هي سخيفة على نحو واضح".
يأتي هذا متزامنا مع تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، أن الحكومة السورية أرسلت تعزيزات للمشاركة في معركة الغوطة الشرقية تعزيزا للجهود الرامية لهزيمة مقاتلي المعارضة في آخر معقل رئيسي لهم قرب دمشق.
وقال المرصد إن 700 مقاتل على الأقل من القوات الموالية للحكومة السورية وصلوا إلى الخطوط الأمامية في الغوطة الشرقية، وأضاف أن قوات الحكومة سيطرت على نحو 45% من الأراضي في الأيام الأخيرة.