ميزانية العراق لعام 2018 تنذر بأزمة جديدة تلوح في الأفق بين بغداد وأربيل

الحدث الأربعاء ٠٧/مارس/٢٠١٨ ١٠:٢٤ ص

بغداد - ش - وكالات
تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة بين بغداد، وأربيل، بعد إقرار البرلمان العراقي ميزانية الدولة الجديدة لعام 2018 بقيمة 104 تريليونات دينار (88 بليون دولار)، وسط أجواء مضطربة وصلت إلى حد التلويح من الجانب الكردي، بمقاطعة الحياة السياسية برمتها في العراق، وذلك بعد تقليص حصة ميزانية الدولة لإقليم كردستان، والتي اعتبرها الأكراد عقوبة اقتصادية على خلفية قيام زعيم الإقليم السابق مسعود بارزاني، بإجراء استفتاء حول مشروع انفصال الأكراد.
وقال مسؤولون أكراد، إن تقليص الموازنة، سيتسبّب بشكل مباشر في تفاقم الصعوبات المالية والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها حكومة كردستان عقب الاستفتاء وعدم اعتراف الحكومة المركزية في بغداد به، إلا أن مسؤولين عراقيين -رفيعي المستوى- أكّدوا أن نسبة 12.6%، المقررة لإقليم كردستان (موضوعة بدقة)، إذ إنها تستند إلى البيانات السكانية من برنامج البطاقات المدعمة لوزارة التجارة العراقية.
وكانت حكومة إقليم كردستان، أعلنت -في وقت سابق- رفضها مسودة الميزانية الجديدة، حيث أعلن رئيس الإقليم الحالي نيجرفان بارازاني، رفضه خفض حصة الإقليم، معتبرا تقليصها أو خفضها، يعدّ خرقا واضحا لمبدأ الشراكة مع الإقليم، مقترحا في الوقت نفسه استعداد أربيل لإعطاء بغداد إيرادات النفط، إذا كانت الحكومة المركزية مستعدة لإعطاء الأكراد حصتهم المعتادة في الموازنة والبالغة 17%.
من جانبه، أكّد الناطق باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، أن مشروع قانون الموازنة العام المقبل سيغيّر من حصة إقليم كردستان، بما يتناسب مع عدد سكانه، وبما يضمن توزيعا عادلا لثروات البلاد. وقال الحديثي، في تصريحات صحفية سابقة إن "نسبة الإقليم ستتغيّر بما يتناسب وعدد سكانه، قياسا بعدد سكان العراق، وبما يضمن توزيعا عادلا لثروات البلاد وفقا لموازنة 2018".
والمتعارف عليه أن إقليم كردستان العراق يتمتع بإدارة ذاتية منذ العام 1970، وبإقرار دستور عراقي جديد العام 2005 أصبحت منطقة كردستان العراق كيانا اتحاديا ضمن حدود الدولة. جدير بالذكر أن الأكراد يتوزعون بصورة رئيسية في (العراق، سوريا، تركيا، إيران) وتختلف التقديرات بشأن عدد الأكراد ما بين 30 إلى 35 مليونا، يتوزعون بنسبة 20% في تركيا نحو (15 مليونا)، 15% في إيران نحو (10 ملايين)، 20% في العراق نحو (6 ملايين) و5% في سوريا (مليونين).