ضربة أمريكية محتملة على سوريا

الحدث الأربعاء ٠٧/مارس/٢٠١٨ ١٠:٢٣ ص
ضربة أمريكية محتملة على سوريا

عواصم - ش - وكالات
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس القيام بعمل عسكري جديد ضد النظام السوري، بعد التقارير والمزاعم الأخيرة حول استخدامه أسلحة كيمياوية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرّب من الإدارة أن الرئيس ترامب طلب خيارات لمعاقبة نظام بشار الأسد بعد التقارير عن الهجمات بغاز الكلور وأسلحة كيماوية أخرى في مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وتحدّثت تقارير كثيرة عن تكرار استخدام قنابل الكلور الشهر الفائت في الغوطة الشرقية، المنطقة القريبة من دمشق.
بدوره، قال الكرملين، رداً على سؤال عن احتمال توجيه ضربة أمريكية للنظام السوري، بسبب هجمات كيماوية: "نأمل ألا يقع أي انتهاك للقانون الدولي".
ومطلع الشهر الفائت، أعلن مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة لا تستبعد شن ضربات عسكرية في سوريا، بعد اتهامات بحصول هجمات كيماوية.
وفي أبريل 2017، شنّت أمريكا هجوماً عسكرياً على النظام السوري، حيث تم قصف قاعدة جوية سورية بـ59 صاروخاً، رداً على مجزرة كيماوية للنظام في خان شيخون.
وقال متحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن "59 صاروخ توماهوك استهدفت طائرات وحظائر طائرات محصّنة ومناطق لتخزين الوقود والمواد اللوجستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي ورادارات" في قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية قرب حمص.

البنتاجون يرفض التعليق
من جهته رفض البنتاجون التعليق على تسريبات صحفية تحدّثت عن تخطيط البيت الأبيض لتوجيه ضربة عسكرية لدمشق على خلفية استخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، حسبما ذكرت شبكة روسيا اليوم.
وقال المتحدّث باسم البنتاجون، أدريان رانكين-جالواي، لوكالة نوفويتي: "عادة، لا نتحدّث عن خطط عسكرية مستقبلية".
وجاء تعليق رانكين-جالواي هذا، تعقيبا على ما نقلته "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة ترامب تدرس خيارات "معاقبة" دمشق على الهجوم بغاز الكلور في عملية شنّتها ضد المسلحين في الغوطة الشرقية.
ووفقا لـ"واشنطن بوست"، فإن ترامب بحث الأسبوع الفائت الخيارات المطروحة بشأن سوريا مع كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي ومستشاره في شؤون الأمن القومى هيربرت ماكمستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس.
ونفت متحدّثة البنتاجون، دانا وايت، في وقت سابق أنباء عن مشاركة ماتيس في الاجتماع هذا، مشيرة إلى أنه "لم تكن هناك أي مباحثات بهذا الشأن".
بدوره، ذكر مسؤول أمريكي رفيع في البيت الأبيض، أن ماتيس كان يعارض "بشدة" الخيار العسكري، في حين أبدى ماكمستر تأييده للضربة المحتملة.
وأضاف المسؤول الأمريكي، أن ترامب لم يصادق على المقترحات المطروحة وقرر المشاركون في الاجتماع الاكتفاء ببحث مستجدات الوضع في سوريا.

لجنة دولية
من جانبه قال المتحدّث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس الثلاثاء إنه لا يمكن التحقق من مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا إلا من خلال تحقيق محايد في البلاد تجريه لجنة دولية.
وردا على سؤال عن احتمال توجيه ضربات عسكرية أمريكية لسوريا بسبب اتهامات للقوات الموالية للرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية قال بيسكوف إن الكرملين يأمل ألا يقع أي انتهاك للقانون الدولي.

خروج آمن
عرض الجيش الروسي، الثلاثاء، على مقاتلي المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية السورية الخروج الآمن لهم ولأسرهم من الجيب المحاصر.
وذكر الجيش، في بيان نقلته رويترز، أنه سيوفر الانتقالات، وممرا آمنا لمقاتلي المعارضة الذين يوافقون على المغادرة، كما سيضمن لهم الحصانة من الملاحقة القضائية.
وأضاف البيان أنه يمكن لمقاتلي المعارضة الذين سيغادرون المنطقة مع أسرهم أخذ أسلحتهم الشخصية معهم.
وكانت القوات الحكومية السورية تمكنت، بدعم روسي، من السيطرة على أكثر من ثلث الغوطة الشرقية، في الأيام القليلة الفائتة.
وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص محصورون داخل الجيب المحاصر.
يذكر أن مصادر طبية سورية أفادت بارتفاع حصيلة القتلى جرّاء عمليات القصف على الغوطة الشرقية إلى 93 شخصا.
ونقلت مصادر إعلامية أمس الثلاثاء، عن المصادر قولها، "إن القصف الصاروخي استهدف الأحياء السكنية في مدن وبلدات الغوطة لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ بدء المواجهات العسكرية في الغوطة إلى نحو 750 قتيلا"، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد في وقت سابق أمس، بارتفاع حصيلة الإصابات باختناقات بعد قصف جوي على الغوطة الشرقية إلى أكثر من 30 شخصا.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع حصيلة الإصابات باختناقات بعد قصف جوي على الغوطة الشرقية إلى أكثر من 30 شخصا.
وأضاف المرصد السوري أن أكثر من 30 حالة اختناق جديدة كانت في صفوف المدنيين، بينهم أطفال ونساء، جرّاء قصف جوي بصواريخ محمّلة بغاز الكلور السام على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، وكان الجيش السوري، تمكّن، أمس الأول الاثنين، من استعادة السيطرة على بلدة المحمدية في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

قمة مرتقبة
من جانب آخر قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، أمس الثلاثاء إن تركيا وروسيا وإيران ستعقد قمة في أبريل لبحث الوضع في سوريا والخطوات المحتملة في المنطقة.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن أنقرة ستبلّغ السلطات الأمريكية خلال اجتماعات في الثامن والتاسع من مارس أنها تتوقع من واشنطن اتخاذ خطوات ملموسة لاستعادة الأسلحة التي زوّدت بها وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وتابع أن وزير الخارجية التركية، مولود تشاووش أوجلو، سيزور روسيا في الفترة من 12 حتى 14 مارس وسيلتقي نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون بعد ذلك بأيام.