مسقط – فهد الغداني وراهول داس
ابتسم القدر أخيرا للطفلين الرضيعين اللذين وُجدا متروكين في حديقة القرم الطبيعية في مسقط منذ نحو ثمانية عشر شهرا، حيث قامت أسرة عمانية بتبنيهما.
قال رئيس مركز رعاية الطفولة التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، زايد الحديدي، إن الطفلين الشقيقين تم تسليمهما إلى أسرة عمانية، مضيفا: "في العادة، نعطي مثل هؤلاء الأطفال إلى أسرة واحدة إن كانوا أشقاء ذكورا أو إناثا لأن ذلك يساعد الأطفال على التكيف".
وكان هذان الطفلان قد تم تركهما بجوار مدخل حديقة القرم الطبيعية في الأسبوع الأول من شهر أغسطس عام 2014 خلال إجازة العيد، ولم يحضر أحد للمطالبة بهما منذ ذلك الحين.
كان الطفلان يرتديان ملابس متطابقة، وقد تم اكتشافهما يتجولان حول الحديقة، ولم يكن معهما أي شيء يدل على هويتهما.
وعلى الرغم من مناشدة شرطة عمان السلطانية على مستوى السلطنة بالمساعدة في التعرف عليهما، مع تعميم صورتيهما، لم يتسنى اكتشاف والديهما.
وبعد اكتشاف الشقيقين في حديقة القرم الطبيعية، تلقى مركز رعاية الطفولة عدة اتصالات من عائلات راغبة في تبنيهما. قال الحديدي: "قمنا بتسليمهما إلى هذه الأسرة بعد أن قدمت طلبا لوزارة التنمية الاجتماعية. والآن نما إلى علمنا أنهما في حالة جيدة بل وبدءا دراستهما".
وأضاف الحديدي إن قائمة انتظار الأسر الراغبة في تبني الأطفال أكبر من عدد الأطفال المتوفرين للتبني في مركز رعاية الطفولة. ولكنه رفض الكشف عن عدد الأسر الموجودة على قائمة الانتظار.
وبحسب وزارة التنمية الاجتماعية، هناك نحو 124 طفلا مازالوا يعيشون في مركز رعاية الطفولة في الخوض، في حين أنه تم إيجاد بيوت لعدد 190 طفلا في عام 2015.
من بين الـ 124 طفلا الذين يقيمون في مركز رعاية الطفولة، هناك 86 منهم ذكور و38 إناث. ويعيش الأطفال مع أمهم الحاضنة في المجمع الذي يضم كل المرافق اللازمة. ومعظم الأطفال عمانيون وهناك بعض الجنسيات الأخرى كذلك.
وتوضيحا لعملية التبني، قال المسؤولون إن من يرغبون في تبني الأطفال ينبغي عليهم كتابة رسالة إلى وزارة التنمية الاجتماعية التي تقوم بدورها بدراسة التفاصيل مثل الحالة المالية والاجتماعية للأسرة المتقدمة وتاريخها الطبي قبل تقييم أي متبنيين محتملين.
وفي حالة الموافقة على الطلب، تقوم الوزارة بتسليم الطفل للأسرة الحاضنة بعد أن يقوم مقدم الطلب بالتوقيع على وثائق الوصاية.
ولكن المسؤولين حذروا قائلين: "ولكن الوزارة يمكنها أخذ الطفل من الأسرة الحاضنة في أي وقت في حالة عدم التزام تلك الأسرة بمسؤوليتها".
ويجب أن تكون الأسرة الحاضنة عمانية ولا يكون لديها أي أطفال آخرين. وفي حالات استثنائية، يمكن أن تحتضن الطفل امرأة.
وبصفة عامة يتم معالجة الخدمة في غضون أسبوع من تاريخ تقديم الطلب ويتم معالجة الطلبات في غضون ثلاثين يوما من تاريخ تقديمها.
وردا على سؤال، كيف يحصلون على الأطفال، قال المسؤولون إن الأطفال يتم استقبالهم من خلال الوزارة بالتعاون مع مديريات التنمية الاجتماعية في المحافظات وشرطة عمان السلطانية ومن خلال المحاكم.
ويخضع الأطفال لفحص طبي للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية. وبعد أن يتم تدوين سجلات ولادتهم رسميا، يتم استقبالهم في مركز الرعاية.
وحيث إن التعليم هو جانب مهم من جوانب حياة أي شاب، يتم إرسال الأيتام إلى المدارس الحكومية والخاصة، ويواصل القائمين بأعمال أولياء الأمور من ملجأ الأيتام مراقبة التقدم الأكاديمي للأطفال باعتبارهم أوصياء عليهم.
وأضاف المسؤولون: "وبعد بلوغ السن القانونية، يمكن للأطفال مواصلة الدراسة من خلال الالتحاق بالكليات والجامعات تحت رقابتنا أيضا. ومع ذلك فإن لم يختاروا الالتحاق بالكليات نبحث عن فرص عمل لهم في القطاعات العامة والخاصة والعسكرية".