إستراتيجية الابتكار تنقل السلطنة للاقتصاد المعرفي

بلادنا الثلاثاء ٠٦/مارس/٢٠١٨ ٠٣:١١ ص
إستراتيجية الابتكار تنقل السلطنة للاقتصاد المعرفي

مسقط - محمد سليمان

أكد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار صاحب السمو السيد فهد بن الجلندى آل سعيد أن أهداف الإستراتيجية الوطنية للابتكار 2040 تتمحور حول دخول السلطنة مرحلة الاقتصاد المعرفي، حيث ترتكز رؤيتها على تحقيق اقتصاد وطني قائم على الابتكار، عبر منظومة وطنية فعالة تحقق التنمية المستدامة، وتقود السلطنة لتكون ضمن أعلى 20 دولة قائدة للابتكار بحلول عام 2040، وتكون ضمن أعلى 40 دولة قائدة للابتكار بحلول عام 2020.

جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها سموه لـ «الشبيبة» على هامش استضافة مجلس الدولة أمس الاثنين عددا من المسؤولين بمجلس البحث العلمي، والقائمين على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للابتكار، وذلك لتقديم عرض حول الإستراتيجية، بحضور المكرمين أعضاء المجلس وسعادة الدكتور الأمين العام لمجلس الدولة، وأمين عام مجلس البحث العلمي سعادة د. هلال بن علي الهنائي والأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي صاحب السمو السيد د. فهد بن الجلندى آل سعيد، وعدد من المسؤولين والباحثين بمجلس الدولة.
وأضاف سموه أن مهمة وضع إستراتيجية للابتكار أوكلت إلى مجلس البحث العلمي، وذلك بعد الاستعانة بمنظمة التجارة العالمية للعلوم والتكنولوجيا، لإعداد تقرير عن التحديات الحقيقية الموجودة في السلطنة والتي تواجه البحث العلمي، بهدف تقييم نقاط الضعف والقوة وما يتوافر في السلطنة، وما تحتاجه لدخول مرحلة اقتصاد المعرفة. وخلال ذلك، أعّد خبراء المنظمة زيارات ميدانية للسلطنة على مدى عامين، هي فترة إعداد الدراسة، أجريت خلالها المقابلات مع المعنيين والمسؤولين، للإطلاع على السياسات المتعلقة بالابتكار والبحث العلمي، وبعدها تم إصدار تقرير يمثل السلطنة وتم تقديمه أمام المنظمة في جنيف 2015، وكانت السلطنة الدولة الأولى في المنطقة التي تعد هذا التقرير. حيث عُرض لاحقا على مجلس الوزراء الموقر الذي أبدى موافقته على صياغة الإستراتيجية، وعلى إثرها تم تشكيل فريق وطني للإستراتيجية، التي حددت 4 محاور لدفع السلطنة نحو مرحلة الابتكار وهي رأس المال البشري، الملكية الفكرية، التسويق، التواصل المؤسسي.

تفعيل الروابط

من جانبه أكد أمين عام مجلس البحث العلمي سعادة د. هلال بن علي الهنائي في تصريحات خاصة لـ «الشبيبة» أن الإستراتيجية الوطنية للابتكار وضعت لتطوير منظومة الأداء الوطني، من خلال تفعيل الروابط بين المؤسسات المختلفة وتحقيق الأهداف المرجوة، ومن خلال تسليط الضوء على هذه المؤشرات ومقارنة وضع السلطنة بالمنظومة العالمية، ومراجعة الأسباب التي تحد من تطورنا ونحن قادرون على مواجهة التحديات والعقبات.
وقد تم إعداد إستراتيجية البحث العلمي بالاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، وذلك بهدف تأسيس منظومة إبداعية تستجيب للمتطلبات المحلية والتوجهات العالمية، وتعزز الانسجام الاجتماعي وتقود إلى الابتكار والتميز العلمي.
وأضاف: لكي يحقق مجلس البحث العلمي الهدف المنشود من إنشائه كان لابد من إيجاد نظام ابتكار وطني فاعل ومنظومة متناغمة للابتكار، موضحا أن الإستراتيجية الوطنية للابتكار تهدف إلى إيجاد منظومة وطنية للابتكار تحكمها رؤية موحدة وسياسة واضحة المعالم لتحقيق أهداف محددة وأولويات معلنة يتم تنفيذها من خلال خطة تنفيذية مدروسة.
وأبرز الهنائي ضرورة تفعيل الترابط والتنسيق بين مختلف عناصر المنظومة الابتكارية وفق رؤية مشتركة تكفل نجاحها.

تعزيز الخطط

وألقى الأمين العام لمجلس الدولة سعادة د. خالد بن سالم السعيدي كلمة افتتاحية رحب في مستهلها بمسؤولي مجلس البحث العلمي والقائمين على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للابتكار.
وقال سعادته: إن استضافة المجلس لمسؤولي مجلس البحث العلمي لتقديم عرض حول الإستراتيجية الوطنية للابتكار، يأتي في إطار حرص المجلس على استضافة المعنيين بعدد من المؤسسات والهيئات لتسليط الضوء على أعمال تلك الجهات وإسهاماتها في مختلف ميادين العطاء والإنجاز.
مؤكدا سعادته أن البحث العلمي تزايدت أهميته في عالم اليوم، وتعاظمت أدواره في تقدم الأمم، وتعزيز مساراتها التنموية القائمة على المنهجية العلمية، والمستندة إلى المعرفة والابتكار.
ونوه سعادة الدكتور الأمين العام لمجلس الدولة بما توليه السلطنة من اهتمام بالبحث العلمي وذلك ترجمة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- مشيرا إلى أن إنشاء مجلس البحث العلمي في عام 2005م كان من ثمار هذا الاهتمام ليكون الجهة الحكومية المعنية بتنمية وتعزيز البحث والابتكار في السلطنة، ووضع الاستراتيجيات التي تشجع على الإبداع، وتحفز المواهب البحثية بما يسهم في خدمة المجتمع ويعزز ازدهار الوطن.
وبين سعادته أنه وفي ذات السياق؛ تم إقرار الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي لتشكل رافدا للخطط الهادفة إلى الوصول لتنمية شاملة وفق أسس علمية تلبي احتياجات الحاضر وتستشرف متطلبات المستقبل. مشيرا إلى أنه وسيرا على هذا النهج الداعم للبحث العلمي والابتكار، يأتي اعتماد الإستراتيجية الوطنية للابتكار والتي سيطلع المكرمون أعضاء المجلس على تفاصيلها وخطط تنفيذها من خلال هذا العرض، آملا في ختام كلمته أن تثري نقاشات المكرمين أعضاء المجلس مختلف جوانب هذه الإستراتيجية الواعدة.