مسقط -
تتجه المديرية العامة للتدريب المهني لطرح ثلاثة تخصصات جديدة للعام الأكاديمي المقبل 2018 /2019، وهي: تخصص الطاقة المتجددة وتخصص تحلية المياه وتخصص المحاسبة، وتعمل على دراسة فتح تخصصات بحرية وصناعية وذلك تلبية لاحتياجات سوق العمل والتوجه نحو توسعة رقعة الاقتصاد وتنويعه.
وقال مدير عام التدريب المهني بوزارة القوى العاملة المهندس حارب بن حارث المحروقي: إن التخصصات الجديدة والمتوقع طرحها في الكليات المهنية خلال العام الأكاديمي المقبل كالطاقة المتجددة يهدف إلى تزويد الخريجين بالمعرفة المتقدمة عن أحدث التقنيات لتوليد الطاقة الخضراء وتشمل هذه التقنيات الخلايا الشمسية وطاقة الرياح والوقود، ويتكوّن برنامج الطاقة المتجددة من ثلاثة أركان أساسية هي: الهندســة الميكانيكية والكيميائية والكهروكيميائية، وهذا البرنامج يعد الطالب للعمل في أي مشروع ذي علاقة بالتخزين والنقل وتوليد الطاقة المتجددة.
تدريب وتأهيل
وأضاف: تشمل البرامج المطروحة تخصصاً في معالجة المياه ويهدف إلى تدريب وتأهيل الخريجين للقيام بالأعمال والمهارات وذلك من خلال تطوير مهاراتهم العلمية والعملية في تخصص هندسة معالجة المياه بحيث يصبحون قادرين على شغلها بكفاءة عالية. وأيضاً سيتم طرح تخصص المحاسبة حيث يهدف هذا التخصص إلى إكساب الطالب العديد من المهارات في مجالات المحاسبة المختلفة مثل محاسبة الشركات ومحاسبة التكاليف والمحاسبة الضريبية والمحاسبة الحكومية وأساسيات الإدارة المالية والتدقيق المالي ومراجعة الحسابات ومهارات استخدام آخر ما وصل إليه علم تكنولوجيا المعلومات في مجال المحاسبة من خلال تدريب الطالب وإكسابه مهارات استخدام البرامج المحاسبية المحوسبة المستخدمة في سوق العمل وكذلك الإحصاء المحوسب. الأمر الذي سيُسهم في تطوير العمل المحاسبي جودة ودقة وسرعة وإتقاناً.
كما يجري العمل في الوقت الحالي نحو تجهيز وإعداد المختبرات الخاصة بهذه التخصصات وتوفير مختبرات وورش ميكانيكية متطوّرة ستعمل على تلبية احتياجات الطلبة وخاصة في تخصص الهندسة بمختلف فروعها علاوة على توفير كادر أكاديمي متخصص لتدريس وتعليم وتدريب هذه التخصصات التي سيتم طرحها خلال العام المقبل.
إمكانات واستعدادات
كما أوضح المحروقي في حديثه أن إدارة الكليات تعمل وبصورة مستمرة على إيجاد فرص تدريبية لطلبة الكليات المهنية من خلال التعاون مع شركات القطاع الخاص في السلطنة حيث تمت زيارات ميدانية لشركات القطاع الخاص بالتنسيق مع هذه الشركات فيما يتعلق بتدريب طلبة تخصصات الكليات وخاصة التخصصات الجديدة والتي ستُطرح في العام المقبل، حيث أبدت هذه الشركات استعدادها لتدريب الطلبة وفق إمكانياتها والوظائف المهنية التي تتناسب مع كل تخصص من هذه التخصصات، والتوجه نحو زيارة كافة المناطق الصناعية وتنفيذ عروض تقديمية للشركات للتعريف بالتعليم والتدريب المهني وكافة مساراته المعتمدة.
كما أن التوجه نحو تنفيذ زيارات للطلبة إلى الشركات سيعمل على توفير المعلومة وترسيخها لدى الطالب وتهيئته لطبيعة العمل الفعلي وبالتالي ستتولد لدى الطالب المعرفة التامة بما يدور في سوق العمل ومحاولة توليد قناعة ذاتية لديه حول التخصصات التي يدرسها في الكلية بما يحقق الفائدة وإثبات القدرات التي يتمتع بها الطالب وبما يخدم مستقبله الوظيفي بعد التخرج وانضمامه لسوق العمل في القطاع الخاص.
كما أن الكليات حرصت على تدريب الطلبة فيها ويتضح ذلك بصورة واضحة من خلال إنشاء قسم التدريب الميداني على رأس العمل حيث قام القسم بوضع خطة شاملة لاستقبال المتدرّبين من حيث توفير المحاضرين والحلقات العملية والقاعات الدراسية بالإضافة إلى المختبرات الفنية حيث تهدف هذه الدورات ومن خلال التعاون ما بين القطاعين العام والخاص إلى المشاركة في دعم عجلة التعمين لمواكبة الطفرة الصناعية في شتى المجالات وإلى التوسع الهــائل الذي تشهده الســلطنة في مجال الاستثمار وقيام الصناعات الثقيلة، كما يحتوي القسم على قاعدة بيانات متكاملة للشـــركات العاملة في سوق العمل في الســـلطنة والتي بدورها تســـاعد الطالب على البحث عن أماكن مناسبة للعمل بعد التخرج.
المرحلة المقبلة
وتُبيّن الإحصاءات أن الاقتصاد يتنوّع ويحتاج في المرحلة المقبلة إلى القوى العاملة الوطنية لدعمه، ولهذا يتم العمل نحو تطوير منظومة التعليم والتدريب المهني ليكون الدعامة الأساسية لتوفير المهارات المطلوبة لأبناء الوطن وصقلهم بالعلم والمعرفة والمهارات المطلوبة ضمن المسارات المعتمدة، ووفق الأهداف الإستراتيجية لتنمية الموارد البشرية تنفيذاً لسياسات الحكومة وبرامجها لتطوير التعليم المهني بالسلطنة بهدف إعداد حملة المؤهلات مهنياً وبمختلف المستويات والمهارات للالتحاق بالقطاع الخاص وشغل فرص العمل المتوفرة بهذا القطاع وتوفير احتياجــاته من القوى العاملة المهنية.
ويتم تنفيذ البرامج التدريبية بالكليات المهنية بكل من السيب وصور وعبري وشناص والبريمي وصحم وصلالة والكلية المهنية بالخابورة وذلك وفقاً لأربعة مسارات تعليمية وتدريبية تشمل الدراسة النظامية المتمثلة ببرنامج الدبلوم المهني الذي يوازي الدبلوم التقني حيث يمنح الخريج في هذا المسار التعليمي والتدريبي بمنظومة الإطار الوطني للمؤهلات والمستوى السادس شهادة الدبلوم المهني ويشمل ذلك 21 تخصصاً هندسياً و7 تخصصات في التدريب السمكي و3 تخصصات في تقنية الزراعة، وتخصصان في مجال الصحة والجمال وتخصص واحد بالدراسات التجارية ومسار التعليم المهني الموازي لمرحلة التعليم الثانوي، كما أن العمل جار لإعداد مشروع مشترك بحيث يتم قبول الطلبة خريجي الصفين الحادي عشر والثاني عشر للالتحاق بهذا المسار المهني، أما مسار التلمذة المهنية فيلتحق به الطلبة من التعليم العام الذين أنهوا الصف التاسع فما فوق بنجاح ويخضع هذا المسار التدريبي للأسس والمعايير المعتمدة للتدريب المقرون بالتشغيل الذي يتم تنفيذه وفقاً لعقود عمل تحت التدريب بالإضافة إلى مسار الدورات التدريبية لتنمية وتطوير المهارات المهنية والعلمية للباحثين عن العمل ورفع كفاءة العاملين وتنمية المجتمعات وتأهيل ذوي الإعاقة، كما أن الكليات المهنية تضم 12 تخصصاً مهنياً رئيسياً و20 تخصصاً مهنياً فرعياً فيما تضم الكلية المهنية بالخابورة 9 تخصصات مهنية رئيسية و12 تخصصاً مهنياً فرعياً.
الاقتران التشغيلي
وبرامج «التدريب المقرون بالتشغيل» هي برامج توفر فرص عمل مضمونة للمتدرّبين من الباحثين عن عمل بعد تدريبهم تدريبا تطبيقيا من مؤسسات تدريبية خاصة معتمدة، ومن ثم تشغيلهم في منشآت القطاع الخاص، التي توفرت فيها شواغر من المهن والوظائف.
ويمكن اعتبار «التدريب المقرون بالتشغيل» من بين أهم البرامج المبنية على التخطيط العلمي والتنسيق بين وزارة القوى العاملة والقطاع الخاص، واستمرارية تنفيذها سيوفر المزيد من فرص التشغيل للباحثين عن عمل من خلال الممارسات التطبيقية العملية إلى جانب التدريب النظري في موقع العمل بالشركة.
وقال المهندس المحروقي: تخرج من الكليات المهنية والكلية المهنية للعلوم البحرية خلال السنتين الفائتتين 1200 طالب وطالبة في مسار الدبلوم المهني، فيما بلغ عدد الطلبة في الدورات التدريبية المهنية 1239 طالباً وطالبة، وتهدف الكليات المهنية للتعليم والتدريب المهني إلى تطوير التعليم المهني بالسلطنة، والعمل على إعداد الطلاب للحصول على فرص تدريبية حسب احتياجاتهم واحتياجات المجتمع وقطاع الأعمال والصناعة، وتوجد في السلطنة ثماني كليات مهنية هي: كلية السيب، كلية صحم، كلية شناص، كلية صور، كلية عبري، كلية صلالة، والكلية المهنية للعلوم البحرية بالخابورة، ويتم قبول الطلاب بعد إكمال الشهادة الثانوية ويمنح الطالب شهادة الدبلوم المهني بعد الدراسة بالكلية لمدة ثلاث سنوات دراسية.
تخصصات مهنية
وأوضح المحروقي أن التخصصات العلمية بالكليات المهنية معتمدة من وزارة التعليم العالي أكاديميا بالمستوى السادس بمنظومة الإطار الوطني للمؤهلات والمستوى ذاته تم تخصيصه لشهادة الدبلوم الأكاديمي، كما أن الدرجة المالية لخريجي مؤهل الدبلوم المهني تعادل حالياً الدرجة 12 وفق القرار رقم 1/2015 الصادر من مجلس الخدمة المدنية. حيث إن التخصصات المهنية تلبي جزءاً كبيراً من احتياجات سوق العمل، لافتا إلى أن الكليات خرّجت 1200 طالب وطالبة خلال السنتين الفائتتين، مما يعتبر إنجازا نحو تفعيل توجهات الحكومة بتدريب المواطنين ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من منظومة البناء بالسلطنة.
وختم المحروقي قائلاً: إن دعم القيادة يستهدف تطوير المناهج التي تتوافق مع متطلبات المؤسسات الصناعية الكبرى بالسلطنة، مشيرا إلى أن الكليات وقّعت اتفاقيات مع جهات صناعية مختلفة لتوظيف وتدريب طلاب الكليات المهنية، بالإضافة إلى اختيار الطاقم التعليمي الكفء، وتطوير المختبرات والمعامل والورش التي تحاكي المصانع الحقيقية حتى يستطيع الطالب التدرُّب على نفس المستوى العالمي لدى أرقى المؤسسات الصناعية، ومشاركة القطاع الخاص بالمعايير والمناهج التخصصية يعتبر من أهم التوجهات ضمن منظومة التعليم والتدريب المهني.