حين تمتزج متعة "كرة القدم" بإثارة وتشويق عالم "السينما"

الجماهير الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٠٥:٠١ ص
حين تمتزج متعة "كرة القدم" بإثارة وتشويق عالم "السينما"

لطالما كانت كرة القدم والأفلام من أعظم وسائل الترفيه خلال القرن الماضي. ومن غير المستغرب أن يتم تناول كرة القدم في الأفلام في عدد لا يُحصى من المناسبات، بلغات متعدة ومن كل زاوية يمكن تصورها. اختتم موسم الجوائز في هوليوود يوم الأحد بجوائز الاوسكار، ومن خلال التقرير التالي سنلقي نظرة على عدد من الأفلام التي صورت عبر العقود وتناولت المستديرة الساحرة كمحور لها.
أفلام من الماضي
أحد أقدم الأفلام التي كانت كرة القدم محورها الأساسي "لغز ملعب آرسنال" من عام 1939. كان الفيلم يتحدث عن "جريمة غامضة" مع لاعبي أرسنال من بين الشخصيات، فيما كان الملعب القديم للنادي "هايبوري" مسرحاً للعديد من المشاهد ما ساهم في ضمان اهمية هذا الفيلم على عدة مستويات، ومن بينها نقل صورة كرة القدم من حقبة مختلفة جداً.
وكان للهداف الأسطوري ألفريدو دي ستيفانو دوره البطولي في السينما، تماماً كما كانت حاله في أرضية الملعب.حيث شارك المهاجم المتعدد المواهب في عدة أفلام بدءاً من إنتاج أرجنتيني "كون لوس ميسموس كولوريس" (بالألوان ذاتها - 1949). ثم عاد إلى الشاشة الكبيرة بعد انتقاله إلى أسبانيا من أجل بدء رحلته المهنية الشهيرة في صفوف ريال مدريد. في عام 1956، لم يكتف دي ستيفانو بلعب دور نفسه وحسب بل "أعار" لقبه إلى عنوان الفيلم -لا سايتا روبيا- أي السهم الأشقر. كانت قصة تثلج الصدر حول لصوص سرقوا محفظة ثم أدركوا أنها تخصّ معبودهم، دي ستيفانو، وما تبعها من علاقة إيجابية ربطتهم بـ"السهم الأشقر."
مكانة كرة القدم في التاريخ
تضمن "الدليل" الألماني فيلمين ركزا على لحظات تأسيسية في رحلة تطوير كرة القدم هناك. حيث تناول فيلم "الحلم العظيم" الذي صدر عام 2011 (در جانتس جروس تراوم) 20 عاماً من التجارب والمصاعب التي رافقت وصول اللعبة إلى ألمانيا ابتداءاً من 1870. ومن المؤكد أن تلك الحقبة بعيدة كلّ البعد عمّا تعيشه الكرة الألمانية حالياً من نجاح وآخرها تتويجها بلقب بطلة العالم عام 2014 للمرّة الرابعة في تاريخها.
قصة مؤثرة أخرى تم سردها بمزيج من السحر والدراما والشفقة وهي فيلم "داس فوندر فون برن" (معجزة برن – 2003). وكان محور هذا الفيلم الدرامي نهائي كأس العالم عام 1954 والفوز المفاجىء لألمانيا ضد المجر قاهرة الجميع. وقد تحدث هذا الفيلم عن علاقة إحدى العائلات بهذه المباراة في ظل الصعوبات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.
وكان هناك فيلم آخر مسلّ تناول رحلة فريق في كأس العالم واسمه "مباراة حياتهم" (2007). الفيلم يُركّز عن كواليس مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في كأس العالم 1950 في البرازيل، وقصة فوزها على إنجلترا في بيلو هوريزونتي.
كانت الحرب العالمية الثانية أيضاً في قلب أحد أكثر الأفلام الكروية شهرة وتميزاً وهو "الهروب إلى النصر" (1981)، أو "النصر" كما عرف في الولايات المتحدة الأمريكية. في نهاية المطاف، لا يمكن التفوق على فيلم يزاوج بين ممثلين ملوكيين مثل مايكل كاين وسيلفستر ستالون - الذي رشح قبل أربعة أعوام في جوائز اوسكار لجائزة أفضل ممثل عن فيلم رياضي آخر بعنوان روكي – ولاعبين من طراز بيليه ومجموعة من نجوم كرة القدم الآخرين ومن بينهم الفائزان بكأس العالم بوبي مور وأوسي أرديلس.
وقال عنه أردليس ضاحكاً "ذلك الفريق كان سيئاً للغاية،" مضيفاً "لديك ستالون الذي لم يكن باستطاعته التوقف، التمرير أو ركل الكرة، ومايكل كاين لم يكن باستطاعته الركض حتى. بوبي مور وبيليه كانا متقدمين في العمر بعض الشيء عام 1981 - وبيليه أصيب بعد دقيقتين فقط من بدء التصوير!”
القصة التي كانت تتحدث عن مجموعة من سجناء الحلفاء اجتمعوا لخوض مباراة في كرة القدم، وربما الحصول على فرصة للهروب، كانت فيها لمسة هوليوودية مبالغ فيها بعض الشيء. لكن بوجود هذه المجموعة من النجوم تحت إدارة الأسطوري جون هيوستن، كان من المقدر أن يبقى هذا الفيلم عالقاً في الأذهان.
المساواة والعلاقات
لا تستند جميع أفلام كرة القدم عن اللعبة عند الرجال وحسب، إذ كان فيلم "بنديت لايك بيكهام" (2002) إلى حد ما نظرة نحو آفاق جديدة في التحديات التي تواجه اللاعبات، خصوصاً عندما يكون للقيم الثقافية التقليدية دوراً في هذا الأمر. تحديات مماثلة تواجه الشخصية الرئيسية في فيلم "جرايسي" (2007) التي تحاول أن تتبع حلمها الكروي في نيوجيرسي خلال السبعينات. وكان الفيلم، المستوحى من تجارب الحياة الحقيقية لإليزابيث شو التي رشحت خلال مسيرتها لجائزة أوسكار، مؤثراً خاصة أنه يتداخل مع تطبيق الولايات المتحدة للقانون الذي ينص على أنه لا يمكن استبعاد الشخص من برنامج تعليمي على أساس الجنس.
وبهذا الخصوص، علّقت شو التي شاركت أيضاً في الفيلم قائلة "واقع اختبار شعور أن تكون الفتاة الوحيدة في فريق كرة قدم قوي جداً،" مضيفة "هناك الكثير (من الأمور) التي يجب أن ترتقي إلى مستواها وكنت حقاً متوترة على الدوام. حاربت بشدة، وكنت في الواقع أكثر عدوانية من الفتيان لأني أردت إثبات أني أنتمي إلى هناك."
سيكون من المستحيل تجاهل موضوع كلاسيكي عن الحب وكرة القدم في الأفلام. هناك القليل من الأفلام التي نجحت في هذا المجال بقدر الإنتاج الاسكتلندي "فتاة جريجوري" (1981)، هذه الحكاية التي تثلج الصدر وتتقاطع فيها المراهقة، الرومانسية، كرة القدم والفكاهة. وهناك فيلم مشابه هو "حمّى الملعب" (1997) الذي يستند على رواية نيك هورنبي الكلاسيكية ويحمل نفس الإسم أيضاً. وقد لقي هذا الفيلم نجاحاً كبيراً لكن لم يتضح من يأتي في المقام الأول بالنسبة لكولين فيرث – شريكته أم أرسنال!
كرة القدم وجوائز الأوسكار
صحيح أن أفلام كرة القدم قد تكون بعيدة كل البعد عن الفوز بجائزة أوسكار، إلا أن هناك لاعباً سابقاً مغموراً حظي بهذا الشرف بشخص مهاجم دندني يونايتد السابق نيل باترسون الذي كان من لاعبي الخط الأمامي لفريق تانادايس بارك في الثلاثينات، لكن دعوته الحقيقية كانت في مكان آخر.
اعتزل باترسون كرة القدم في وقت مبكر، وحوّل اهتمامه إلى الكلمة المكتوبة. وتبين أنها كانت خطوة حكيمة إذ توج مهنة الكتابة بنيله جائزة أوسكار لأفضل سيناريو عن فيلم "غرفة في الأعلى" (1959). وخلال تأملها إنجازاته، تقول حفيدته فيونا: "كلّما نظرت إلى التمثال يذكرني بما فعله في حياته. الشيء المضحك هو أن قصته كانت ستشكل فيلماً جيداً بحدّ ذاتها!"

من موقع "الفيفا"