مسكنات الألم.. كل ما عليك معرفته حول استخداماتها ومضارها

مزاج الاثنين ٠٥/مارس/٢٠١٨ ٢١:٤٤ م
مسكنات الألم.. كل ما عليك معرفته حول استخداماتها ومضارها

مسقط- زينب الهاشمية
إن الإحساس بالألم في حد ذاته نعمة من نِعم الله العظيمة على المخلوقات؛ فبالألم يستشعر الإنسان بأن هناك خطرا محدق به وبصحته مما يتطلب منه الحذر والتدخل لتجنّب وقوع ضرر ما أو تفاقم مشكلة صحية معيّنة لديه.
ولكن هذا الإحساس بالألم قد يزداد ويؤشر لوقوع معضلة صحية تتطلب العلاج وتسكين هذا الألم. من هنا كانت حتمية وجود أدوية وعقاقير تحد من الألم أو تمنعه في بعض الأحيان.
هذه الأدوية إنْ استُعملت حسب الوصفة الطبية وبشكل مسؤول فإنها تُعطي أُكلها، ولكن متى ما أُفرِط في استخدامها قد ينتج عن ذلك ضرر بالغ على صحة الإنسان.
إذن ما هي طريقة تحديد نوع المسكن المناسب؟ وما هي أهم أنواع المسكنات استخداما؟
إن تحديد نوع المسكن المناسب يعتمد اعتمادا كبيرا على عدة عوامل لعل منها: نوع المرض المسبِّب للألم، حدة الألم وشدته، مدة حدوث الألم سواء كان حادا أو مزمنا وعمر المريض.
ويمكن تقسيم المسكنات لنوعين رئيسيين وهما: المسكنات غير المخدرة والتي من أهم أمثلتها دواء الباراسيتامول، والبروفين، والدايكلوفيناك، والأسبرين. أما النوع الثاني فهي المسكنات المخدرة ومن أمثلتها: المورفين.

المسكنات الشائعة

هنا نستعرض بعض أنواع المسكنات شائعة الاستخدام للفائدة:

دواء الباراسيتامول أو ما يُطلق عليه علميا (الأسيتامينوفين):

ويعتبر من أكثر مسكنات الألم شيوعا واستخداما لدى عامة الناس، ويُستخدم عادة لعلاج وتسكين الألم البسيط، كما في حالات الصداع البسيط، وآلام والأسنان والعضلات، كما يُمكن استعماله لخفض الحرارة في الحالات المرضية المصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة. إن هذا الدواء البسيط والذي يُمكن لأي شخص اقتنائه من أي صيدلية، قد يسبّب مشاكل عدة في حالة استخدامه بطريقة لا مسؤولة. ففي حالات الجرعات الزائدة وغير الآمنة من دواء الباراسيتامول قد تنتج عنها مشاكل في الكبد، مما قد يؤدي لقصور في عملها ووظائفها أو حتى حدوث الفشل الكبدي في الحالات الشديدة، لذا وجب التنويه باستعماله حسب الجرعة المُوصى بها وعدم الإفراط في استخدامه.

أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومثال عليها:

البروفين والدايكلوفيناك. وهي من الأدوية التي بجانب عملها كمسكن للألم فإن لها خاصية مضادة للالتهاب ومخفضة للحرارة، وتستعمل عادة لتسكين الألم البسيط إلى المتوسط كالآلام المفاصل والأسنان والعظام. وتتوفر هذه الأنواع من المسكنات على عدة أشكل كالحبوب والحقن والتحاميل وكدهان موضعي لعلاج ألم العضلات والمفاصل.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الأدوية قد يسبّب القرحة المعدية ونزيفها، وقصورا للكلى ووظائفها ولذا يجب استخدامها بشكل آمن وبجرعة طبية صحيحة متى ما استدعت الحاجة لذلك، وتجنب الجرعات الزائدة والمفرطة.جدير بالذكر هنا أن العديد من الدراسات والأبحاث قد بيّنت أن هذا النوع من المسكنات لها ارتباط وثيق بأمراض القلب والشرايين التاجية وقصور عضلة القلب مما يبيّن أهمية توخي الحذر عند استخدام هذه المسكنات وتقنين استخدامها عند الضرورة وبالطريقة المُثلى. في حالة إحساس المريض بأحد الأعراض الجانبية كالغثيان والقيء، أو وجود عسر في الهضم وخروج براز أسود فيجب على المريض التوقف عن استعماله والرجوع للطبيب.

المسكنات المخدرة

(كالمورفين والبيثاديين):

إن هذا النوع من المسكنات تعمل بحيث تسكّن الألم مركزيا عن طريق تثبيط مناطق الإحساس بالألم في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ)، وتستخدم في حالات الألم المتوسط والشديد والتي لا تستجيب للمسكنات السابقة كحالات الآلام الناتجة من الأمراض السرطانية ونوبات ألم العظام في مرض الأنيميا المنجلية. وهي مسكنات لا تُصرف إلا بوصفة طبية فقط لخطورة استخدامها وإمكانية الإدمان عليها إذا ما أُفرط استخدامها.

إعداد: د. رياض مبارك السيابي
رئيس قسم الأمراض غير المعدية
المديرية العامة للخدمات الصحية - محافظة مسقط