السوفييتي الجديد

الحدث الاثنين ٠٥/مارس/٢٠١٨ ٠٣:٣٩ ص
السوفييتي الجديد

موسكو - وكالات
أمام حشد كثيف من أنصاره عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمّا يجول في خاطره لو عاد به الزمن إلى الوراء أنه كان سيمنع انهيار الاتحاد السوفييتي لو أتيحت له فرصة تغيير تاريخ روسيا الحديث.
وأدلى بوتين بهذه التصريحات قبل أسابيع من انتخابات تُجرى في 18 مارس وتظهر استطلاعات للرأي أن من المتوقع أن يفوز فيها بسهولة. ومن المرجح أن تمس تصريحاته وترا حساسا لدى ملايين من كبار السن من الروس الذين يشعرون بحنين إلى الماضي.
وعندما سئل بوتين خلال لقاء مع أنصاره، الجمعة الفائت، في مدينة كالينينجراد الروسية عن الحدث التاريخي الذي شهدته روسيا وكان يود تغييره رد على الفور "انهيار الاتحاد السوفييتي". وكان بوتين يومها يعمل في المخابرات الروسية (كيه.جي.بي) في العهد السوفييتي.

الكارثة
ووصف بوتين انهيار الاتحاد السوفييتي العام 1991 بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية" في القرن العشرين خلال كلمة ألقاها في 2005 واستغل هزيمة الاتحاد السوفييتي لألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية لإشعال النزعة الوطنية والمساعدة في إيجاد شعور جديد بالكيان الروسي.
وقبل ذلك بيوم كشف بوتين عن مجموعة من الأسلحة النووية الجديدة يوم الخميس في واحد من أكثر خطاباته استعراضا للقوة منذ سنوات قائلا إن هذه الأسلحة تستطيع أن تصيب أي نقطة في العالم ولا سبيل لدرع صاروخية بنتها الولايات المتحدة لاعتراضها.
وفي الكلمة التي ألقاها قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية المتوقع أن يفوز فيها قال بوتين إن روسيا ستعتبر أي هجوم نووي على حلفائها هجوما عليها هي نفسها ويستدعي ردا فوريا.

حماية الحلفاء
ولم يتضح إن كان بوتين يقصد حليفا بعينه لبلاده مثل سوريا لكن تصريحاته بدت تحذيرا لواشنطن بألا تستخدم أسلحة نووية تكتيكية.
وعن اعتماد القوات المسلحة الروسية أكثر من 300 نموذج جديد من المعدات العسكرية منذ العام 2012، قال بوتين إن تجهيز القوات المسلحة الروسية بالأسلحة الحديثة ازداد 3.7 مرات. إذ تم اعتماد أكثر من 300 نموذج جديد من المعدات العسكرية، بينها 80 صاروخا باليستيا جديدا و102 صاروخ بالستي للغواصات و3 غواصات استراتيجية من مشروع "بوري".
وأضاف بوتين أن روسيا تصنع منظومات أسلحة استراتيجية غير باليستية، تعجز منظومات الدفاع الجوي عن اعتراضها.
وقال بوتين: "بدأنا بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الاستراتيجية، التي لا تستخدم مسار الصواريخ الباليستية عندما تتحرّك نحو الهدف. وبالتالي فإن منظومات الدفاع الصاروخي لا تنفع أمامها".

نقلة الصواريخ
وأعلن بوتين عن اختبار إطلاق صاروخ مجنّح يعمل على الطاقة النووية بنجاح في نهاية العام 2017، مشيرا إلى أن هذا الاختبار يعدّ نقلة نوعية إلى صنع أسلحة جديدة: منظومات الأسلحة النووية الاستراتيجية المجهزة بصواريخ تعمل على الطاقة النووية.
وعلّق بوتين على هذا الصاروخ أن لا أحد في العالم يملك مثل هذه الأسلحة.
وفي واشنطن، شكّك مسؤولون أمريكيون فيما إذا كانت روسيا قد أضافت قدرات جديدة لترسانتها النووية غير تلك المعروفة للجيش والمخابرات الأمريكية.
وقال بوتين في إشارة للغرب "لم ينجحوا في كبح جماح روسيا". وأضاف أنهم تجاهلوا موسكو في السابق لكنهم الآن سيصغون. وقال: "الآن يحتاجون أن يضعوا في حسبانهم واقعا جديدا ويدركون أن كل ما قلته اليوم ليس تهويلا".

خارج المدى
ومن الأسلحة الجديدة التي قال بوتين إنها إما قيد التطوير أو جاهزة للاستعمال بالفعل صاروخ باليستي جديد عابر للقارات "مداه غير محدود عمليا" قادر على تنفيذ هجوم عبر القطبين الجنوبي والشمالي وتخطي أي أنظمة دفاع صاروخية.
وكشف بوتين أيضا عن محرّك صغير يعمل بالطاقة النووية يمكن تركيبه على ما قال إنها صواريخ موجهة تحلّق على ارتفاع منخفض ومزوّدة بقدرات متطوّرة للمناورة بما يعطيها مدى غير محدود عمليا.
ويعني المحرّك الجديد أن روسيا قادرة على صنع نوع جديد من الأسلحة وهو صواريخ نووية بدفع نووي بدلا من الوقود التقليدي.
وقال بوتين: "لا يوجد مثيل له في العالم... في مرحلة ما سيظهر على الأرجح في (مكان آخر) لكن بحلول ذلك الوقت سنكون قد طوّرنا شيئا آخر".
ومن الأسلحة الأخرى التي كشف عنها طائرات نووية دون طيار تعمل تحت الماء وسلاح أسرع من الصوت وسلاح ليزر.
وفي إحدى لقطات الفيديو التي عرضها بدا أن أحد الأسلحة يحلّق فوق ما بدت وكأنها خريطة ولاية فلوريدا الأمريكية.
وقال بوتين: "آمل أن يُفيق ما قلته اليوم أي معتد محتمل... أي تحركات غير ودية تجاه روسيا مثل نشر نظام مضاد للصواريخ وإقامة حلف شمال الأطلسي بنية تحتية قرب حدودنا وما شابه ذلك لن تكون فعّالة من وجهة النظر العسكرية".
وقال وزير الدفاع، سيرجي شويجو، في بيان بعد الخطاب إن الأسلحة الجديدة التي كشف عنها بوتين تعني أن درع الدفاع الصاروخية التي نشرها حلف شمال الأطلسي في بولندا ورومانيا وألاسكا والتي من المخطط الاستعانة بها في كوريا الجنوبية واليابان هي مثل مظلة مليئة بالثقوب.
وقال في إشارة لسول وطوكيو "لا أعرف لم قد يشترون مثل تلك المظلة الآن".

فوز محقق
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بوتين سيفوز بسهولة في الانتخابات المقررة يوم 18 مارس. وعضد بوتين خطابه الصارم بمقاطع فيديو لبعض الصواريخ الجديدة التي كان يتحدّث عنها. وعرضت المقاطع على شاشة عملاقة خلفه في قاعة مؤتمرات بوسط موسكو حيث كان يلقي خطابا أمام النخبة السياسية.
وقال الصحفي "جاسبر هاميل" على موقع "مترو" البريطاني، إن النماذج الجديدة من الأسلحة الروسية "تمثل طفرة تكنولوجية هائلة يمكن أن تضاعف بشكل كبير من القدرات العسكرية لروسيا، لتعزيز مكانتها في الساحة الدولية".
وأشار إلى أن عرض الرئيس الروسي لاختيار أسماء للأسلحة جديدة من خلال المواطنين يعدّ مظهرا من مظاهر الفكاهة السوداء.
وأوضح، أنه بما أن روسيا تمتلك صاروخا نوويا يُعرف باسم "الشيطان"، يمكنه أن يدمّر منطقة بحجم فرنسا، فقد قرّر أن يقترح اسم "عروس الشيطان" على منظومة "افانجارد" الصاروخية الجديدة والتي تعجز منظومات الدفاع الجوي عن اعتراضها.