السيابية: تطوير مستمر للقطاع الحرفي برعاية سامية

بلادنا الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٠١:١٥ ص
السيابية: تطوير مستمر للقطاع الحرفي برعاية سامية

مسقط -
شهد القطاع الحرفي العُماني تناميا قياسيا ونوعيا بمختلف الارتكازات الأساسية لاستراتيجية الهيئة العامة للصناعات الحرفية ورؤيتها نحو تطوير الصناعات الحرفية والمتمثلة في استيفاء محاور التنمية المتكاملة في التأهيل والتدريب والإنتاج إلى جانب الحرص على تعميم مظلة الدعم والرعاية الحرفية والتي تؤكد سعي الهيئة الدائم نحو ترجمة قيم ومبادئ المسؤولية الاجتماعية للقطاع الحرفي.

وقالت رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميّل السيابية: إن التنمية المستدامة الشاملة التي تحققت في عهد النهضة المباركة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تعد الإسهام الأكثر إشراقاً في نمو وتطور القطاع الحرفي وزيادة فعاليته من النواحي التطويرية والإنتاجية، وقد استلهمت المنتجات الحرفية العُمانية ما وصلت إليه من إجادة ونماء من الإصرار الدائم لبلوغ مستويات متقدمة من الجودة المتفردة في أدق التفاصيل المميزة لحِرفنا الوطنية الأصيلة ونحن نحرص على تحقيق الرؤية السامية لقطاع الصناعات الحرفية والتي تعد نهجا قويما اختطه القائد المفدى منذ بدايات عصر النهضة وحتى اليوم حيث أسهمت تلك الرعاية المتكاملة في تطوير القطاع الحرفي بصفة مستمرة الى جانب الحفاظ على الصناعات الحرفية باعتبارها من الموروثات التي تمثل الهوية الوطنية للإنسان العماني الذي عاش على هذه الأرض الطيبة وأخلص لقيادتها الحكيمة دائماً.

منجزات حرفية

ونوهت معالي الشيخة عائشة السيابية إلى أنه يتم العمل على تجويد محاور أكثر تكيفاً مع المرحلة الحالية كالاستثمار الذاتي الممول لوجستياً من قبل الهيئة إلى جانب السعي نحو تأمين كافة المهارات الابتكارية والإبداعية للحرفيين عبر مبادرات منظمة من البرامج التأهيلية والتدريبية والإنتاجية والتي يتم الاستفادة منها عبر المراكز الحرفية المتخصصة في نقل مهارات صناعة الموروثات العمانية الى الأجيال الشابة.
وأوضحت معاليها أن القطاع الحرفي العُماني يشهد نموا من حيث اعتماد المبادرات المختصة في المجالات التدريبية والإنتاجية المواكبة للحداثة كما سعت الهيئة إلى النهوض بالقطاع الحرفي من خلال إرساء دعائم الخطط والبرامج التنفيذية للسياسات المعتمدة في مختلف محاور تطوير المنتج من نواحي خاماتها واستخداماتها إلى جانب الاهتمام بالأنشطة البحثية للاحتياجات الحالية والمستقبلية مع استحداث صناعات حرفية مبتكرة وذات جدوى اقتصادية.

إسهامات دولية وإقليمية

وأضافت معاليها: بناءً على إسهامات السلطنة بقيادة عاهل البلاد المفدى لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم تسلمنا وسام المسؤولية الاجتماعية من الدرجة الممتازة والممنوح لنا من فخامة الرئيس السوداني عمر البشير تقديراً لدورنا في مجالات العمل الاجتماعي لقطاع الصناعات الحرفية. ويأتي الحصول على هذا الوسام ترجمة لما تنفذه الهيئة العامة للصناعات الحرفية من مبادرات ومشاريع مجتمعية بمختلف المجالات خاصة الحرفية منها والتي تحظى بالرعاية السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، كما مثلنا السلطنة في احتفالات الجمهورية الإسلامية الإيرانية باليوم العالمي للصناعات التقليدية الذي شهد مشاركة واسعة من دول العالم وقمنا خلال الاحتفال بتكريم عدد من الحرفيين المجيدين على مستوى العالم في طهران مما يعزز الدور الريادي للسلطنة بشتى المحافل، في حين استقبلنا عددا من الوفود الرسمية من الدول الشقيقة والصديقة كالجزائر والسودان وقطر وفلسطين كما تلقينا العديد من الإشادات من مختلف المؤسسات الدولية والإقليمية.
وتابعت بالقول: تمكنت الهيئة العامة للصناعات الحرفية من أن تخط لها رؤية في التعاون الدولي والإقليمي بما يضمن لها حضوراً وتفاعلاً ثريا فيما يتعلق بالاستفادة من الخبرات بصورة منصفة وعادلة وربما نود الإشارة هنا إلى برنامج تعاوننا مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم (اليونسكو) والمملكة الأردنية الهاشمية بشأن الاستفادة من تجربة السلطنة ممثلة الهيئة العامة للصناعات الحرفية حول تصدير الخبرات العمانية للحرفيين الأردنيين لتعليمهم أسرار ومهارات الصناعات الحرفية وهذا في حد ذاته مصدر فخر لنا، إلى جانب استفادة الهيئة من عدد من برامج التعاون مع المنظمات والهيئات المختصة في الشأن الحرفي كالمنظمة العالمية للملكية الفكرية ومجلس الحرف العالمي وقد بات للمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية تأثير واضح في تبني المبادرات المشتركة المعنية بالحفاظ على الصناعات الحرفية لضمان حماية الابتكارات من خلال الالتزام بما يتم طرحه من اتفاقيات ومعاهدات.

بيئة استثمارية جاذبة

وفيما يتعلق بالفرص الجاذبة التي يتم توفيرها للمستثمرين في القطاع الحرفي قالت معاليها: لقد أكد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - أن القطاع الخاص هو إحدى الركائز الأساسية في التنمية سواء بمفهومها الاقتصادي الذي يتمثل في تطوير التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والمال والاقتصاد بشكل عام أو بمفهومها الاجتماعي الذي يتجلى في تنمية الموارد البشرية وتدريبها وتأهيلها وصقل مهاراتها العلمية والعملية وإيجاد فرص عمل متجددة وفي هذا الصدد قامت الهيئة بإسهامات على الصعيد التنموي بهدف إحداث تحولات جذرية لإتاحة الفرص أمام الحرفيين والمستثمرين لإنشاء مشاريعهم الحرفية وذلك طبقا لاستراتيجيات النمو المستدام.
وأشارت معاليها إلى أن قطاع الصناعات الحرفية لم يكن بمعزل عن مسيرة الشراكة المجتمعية في البناء والتنمية حيث إن الإحصائيات المتزايدة لنسب استصدار تراخيص المشاريع الحرفية في تزايد مستمر وقد بلغ عدد المشاريع الحرفية مع بداية العام الجاري (153) مشروعا بمختلف محافظات السلطنة وهذا بدوره يوضح حجم الدعم والمساندة المؤسسية التي يشهدها القطاع فمنذ إنشاء الهيئة وهي معنية برعاية وتعزيز فرص الاستثمار الحرفي الى جانب إنشاء المؤسسات الحرفية والعمل على تطويرها من خلال تنفيذ مشاريع متكاملة للنمو الحرفي.

الكفاءات الحرفية الوطنية

وللحفاظ على إنتاجية الحرف ضمن بيئتها الأصلية أوضحت معاليها أن الهيئة انتهجت رؤية لتأسيس مواقع وبيئات منتجة للحرف في مختلف ولايات السلطنة الى جانب ترميم ما هو قائم منها بهدف إكساب تلك المواقع صفة الاستمرارية في الإنتاج الحرفي علاوة على حث الحرفيين وتحفيز اهتمامهم بالجوانب المرتبطة بالتسويق والاستثمار الربحي، كما ركزت الهيئة على إنشاء ورش حرفية منتجة مع تشجيع الأجيال الشابة من أبناء الوطن نحو مواصلة إنتاج حرف الآباء والأجداد.
وقالت معاليها: تولي الهيئة أهتماماً خاصاً بالتسويق الحرفي للصناعات الحرفية المطورة وتعد سلسلة بيت الحرفي العماني أهم المنافذ التي يتم من خلالها تسويق وترويج الحرف العُمانية وبالتالي تحقيق التنوع الاقتصادي ويتمتع القطاع الحرفي في السلطنة بالعديد من المزايا الاستثمارية التي تمكنه من استقطاب الكفاءات الحرفية الوطنية وفي هذا المجال بلغت عدد المنافذ الاستثمارية والتسويقية للصناعات الحرفية حالياً 24 منفذاً حرفياً في مواقع ذات جذب سياحي كما سيتم مستقبلاً تدشين عدد من المنافذ التسويقية للصناعات الحرفية في بعض المواقع المقترحة من قبل الجهات المختصة في المحافظات.
وفي ختام تصريحها قالت معالي الشيخة عائشة السيابية: يشرفني أن أتقدم باسم جميع الحرفيين والمنتسبين للهيئة العامة للصناعات الحرفية بعظيم الشكر والامتنان وصادق العرفان للمقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - على كريم الرعاية السامية المتواصلة والاهتمام المستمر الذي يوليه جلالته لهذا القطاع المهم من قطاعات الإنتاج الوطني، مجددين العهد والولاء لقائد المسيرة الظافرة على المضي خلف قيادته الحكيمة لجلالته - حفظه الله ورعاه - لتحقيق المزيد من الآمال والتطلعات ومؤكدين العزم على المضي بإخلاص أكيد وولاء صادق، متضرعين للمولى عز وجل أن يحفظه وأن يخصه بعنايته وأن يوفقه ويسدد على طريق الخير خطاه.