مسقط - لورا نصره
هل تختلف نوعية القراءة لدى كل من الرجل والمرأة؟ سؤال يطرح مراراً وتكراراً ليس فقط عند الحديث عن نوعية الكتب المفضلة لدى البعض، بل أيضاً يصنف البعض الكتابة إلى كتابة نسائية وكتابة رجالية. فيما يلي حاولنا استطلاع آراء بعض الشباب والشابات من زوار معرض مسقط الدولي للكتاب لرصد نوعية الكتب التي يحبون قراءتها وهي عينة صغيرة مختارة عشوائياً.فاطمة الحارثي ممرضة في جامعة السلطان قابوس يعيدها الحنين للقراءة إلى معرض مسقط الدولي للكتاب بعد انقطاع. تقول: «أعترف أن حجم ما أقرأه تناقص جداً مؤخراً بسبب انشغالاتي في الحياة والعمل، وبسبب أيضا وسائل التواصل الاجتماعي. أحب قراءة الكتب الثقافية والكتب الطبية وكتب التاريخ الإسلامي، والكتاب الذي اشتريته بعنوان «حكايات ونوادر قديمة» لأنني شعرت بحنين للحكايات القديمة، أما فيما يتعلق بالأدب فقد كنت أقرأ فيما سبق قصصاً وروايات بشكل كبير، ولكنني انقطعت منذ فترة وسأحاول انتقاء بعض الروايات لأقتنيها اليوم.أما خميس الفارسي وهو موظف فيقول: «إنه متنوع يحب القراءة في «شتى المعارف». ويفضل قراءة الترجمات، كما يصف الفارسي نفسه بأنه قارئ نهم. أما آخر كتاب قرأه فهو الأعمال الكاملة للشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد.قراءة الكتب السياسية التاريخية، والروايات الأدبية هو ما تحب قراءته «رنا الضويانية» وهي موظفة في الكلية التقنية العليا، وطالبة دكتوراه في جامعة السلطان قابوس. تقول: «أحب قراءة الكتب السياسية التاريخية، والروايات الأدبية واشتريت حالياً مجموعة من الكتب التي تخدم دراستي للدكتوراه أما خارج الدراسة فأفضل قراءة الروايات ومن الكتّاب المفضلين لدي كل من أثير النشمي وبثينة العيسى وسعود السنوسي».
ويرى محمود بن سعيد الراشدي الذي يدرس العلوم الشرعية أن المعرض فرصة ثمينة للالتقاء بالكتاب والمفكرين إلى جانب اقتناء الكتب. وهو ينحاز في قراءاته إلى اختيار الكتب الفكرية والأدبية إلى جانب الشعر والقراءات النقدية.أما الإعلامية علياء الهاشمية فتفضل قراءة الروايات وكتب السير والكتب التاريخية ومن آخر ما قرأت كان رواية «الطنطورية» لرضوى عاشور، كما ويأتي الكاتب باولو كويلو على رأس قائمة المفضلين لديها.
وترى محفزة الذات ميمونة الوهيبية أن اهتمامها يتركز في قراءة واقتناء كتب التنمية الذاتية والسير النبوية وكان آخر كتاب قرأته بعنوان «طير حر» لمهدي الموسوي.أما هاجر الصبحية وهي مشروع كاتبة موهوبة وقارئة فتقول: «نوعية الكتب التي خططت لاقتنائها مؤخراً متعلقة بنماذج لنصوص مسرحية من المسرح العالمي وذلك لكون تخصصي الفرعي هو الكتابة المسرحية فمؤخراً غصت في هذا البحر الوافر، وما زلت أود الاستزادة منه أكثر فالمسرح عالم متفرد وتلك الخشبة هي مرآة الواقع.
أما آخر كتاب قرأته فكان كتاب بيكاسو وستاربكس لـ ياسر حارب وهو في مجال التنمية البشرية سبقه قراءات في مسرحيات عالمية كمسرحية الأسد والجوهرة ومسرحية المس جوليا، ومسرحية الأب كما قرأت كتاباً لمدربتي المميزة ريهام الرشيدي وهي مدربة في الوعي الأنثوي بعنوان كاريزما الأنوثة.
أرى أنها تختلف
ترى عائشة الحارثية كاتبة أدب الأطفال أن القراءة تختلف بين الجنسين. تقول: «المرأة بحسب طبيعتها العاطفية تميل لقراءة أشياء تخص عالم المرأة، وتستهويها مواضيع الأطفال، أو البيت أو حتى الروايات الهادئة، والمواضيع المحيطة بها وتلامسها بعكس الرجل الذي اعتقد أن قراءاته تشمل محيطاً أكبر فهو يميل للقراءة عن السياسة أو التاريخ أو الاقتصاد.
وتضيف: «أؤكد أنني هنا لا أعمم، فمن المؤكد أن هناك حالات أخرى كثيرة لا تنطبق عليها هذه النظرية».
ويؤكد الشاعر محمد بن ضحي الذي يحب القراءة في مجالات مختلفة كعلم الاجتماع والفلسفة والروايات والشريعة وغيرها أنه لا يرى فرقاً بين الجنسين في مسألة الميولات القرائية، فالإنسان بطبيعته يحب أن يقرأ ما يميل إليه قلبه وما يسيره محيطه إليه، فلو أخذنا النساء والرجال حول العالم لوجدنا أن الميولات متشابهة بين الجنسين. على سبيل المثال نجد رجالاً يقرأون في علم الطبخ ويتخصصون فيه كما نجد نساء كذلك، وعلى نحوه سائر العلوم. ولكن لا ننكر ميل نساء العرب لهذا المجال بشكل أكبر من الرجال. لذلك نرى بأن هذه الميول سببها الرئيسي هو التأثيرات المجتمعية المتوارثة عبر الأجيال في هذه القطعة من الأرض. فتكبر المرأة العربية -كما صورها التاريخ- على التركيز في إعمار منزلها والاهتمام بزوجها وتربية أبنائها كأولوية قصوى في سلم اهتماماتها، وهنا من الطبيعي أن تقرأ شيئاً يلامس اهتماماتها مثل الطبخ. ولكن لو انتقلنا إلى قطعة أخرى من الأرض سنجد حتماً بأن اهتمامات المرأة ستختلف تماشياً مع التوجه المجتمعي لتلك القطعة.