جدل حول مستقبل كاميرون السياسي

الحدث الأحد ٠٦/مارس/٢٠١٦ ٠١:١٥ ص
جدل حول مستقبل كاميرون السياسي

لندن - ش – وكالات

دعا رئيس حزب المحافظين الأسبق، اللورد نورمان تيبيت رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، إلى تقديم استقالته إذا صوت البريطانيون على الخروج من الاتحاد الأوروبى فى استفتاء يونيو القادم، قائلا "إنه يعتقد أنه سيصبح من الصعب جدا على رئيس الوزراء وقتها الاستمرار فى منصبه".
وقال اللورد تيبيت، وهو أحد كبار أعضاء حملة الخروج من الاتحاد الأوروبى ووزير أسبق بالحكومة، لشبكة "بى بى سي" إنه يجب على رئيس الوزراء الاستقالة، مضيفا "ما أقوله هو أننى أعتقد أنه (كاميرون) سيجد من الصعب للغاية تغيير موقفه". وتابع "سيقول هذا ما أردته ولكن البلاد أرادت شيئا مختلفا. لذا سأنتقل إلى الجانب الذى اختارته البلاد. أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية أن يفعل ذلك". كان رئيس الوزراء البريطانى قد نفى فى أكثر من مناسبة تقديم استقالته من منصبه إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبسؤاله عما إذا كان يتفق مع وزير العمل والمعاشات ايان دنكان سميث، بأن حملة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد ‏كاميرون، للبقاء فى الاتحاد الأوروبي، ترتكز على "التهديد وتشويه ‏السمعة"، قال اللورد تيبيت "نعم أتفق مع ذلك، هناك الكثير من السخافة فيما يتعلق بالادعاء أن الخروج من التكتل الأوروبى يعتبر قفزة فى الظلام". كان وزير العمل والمعاشات، ايان دنكان سميث، قد هاجم حملة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد ‏كاميرون، للبقاء فى الاتحاد الأوروبي، متهما حملته بأنها ترتكز على "التهديد وتشويه ‏السمعة"، وأنها تقوم بادعاءات "يائسة" عن مخاطر الخروج.‏ وفى مقاله فى صحيفة "الديلى ميل"، هاجم الوزير البريطانى حكومته قائلا إنها شنت ‏‏"سلسلة من المحاولات المثيرة" باستخدام الأعمال التجارية الكبيرة، ووزراء المالية والقادة ‏الأوروبيين إلى التخويف والتهديد بأن الخروج من الاتحاد الأوروبى سيؤثر على رخاء ‏وازدهار البلاد.‏
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد اكد في وقت سابق أنه لن يستقيل من منصبه إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، محذرا من أن بلاده ستكون أقل قدرة على السيطرة على مصيرها خارج الاتحاد.
وبسؤاله في برنامج “آندرو مار شو” على شبكة “بي بي سي” عما إذا كان سيترك منصبه إذا صوت البريطانيون للمغادرة، بينما يدعو هو شخصيا للبقاء، قال كاميرون “أدافع عن وعد وضاح في برنامج الانتخابي قطعته منذ ثلاث سنوات، بأننا سيكون لدينا إعادة تفاوض ثم استفتاء”.
وأضاف “اكتملت عملية إعادة التفاوض وسنعقد الآن الاستفتاء.. الناس أحرار.. سيصدرون تعليمات لرئيس وزرائهم للبقاء أو الرحيل وسألبي تعليماتهم مهما كانت.. هذه هي وظيفتي”.
ورفض ديفيد كاميرون الحديث عن “مؤسسة الحكومة مقابل تحالف المتمردين (الراغبين في الخروج)”، مضيفا “القضية أكبر من ذلك بكثير ومن أي حزب سياسي أو سياسيين”. وقال مازحا إنه “سيحصل حتى على دعم زعيم حزب العمال جريمي كوربين، وأغلبية حزب العمال وحزب الديموقراطيين الأحرار وحزب الخضر”.
وبشأن وجود انقسام في حزب المحافظين بشأن الاستفتاء، قال رئيس الوزراء “كان لدينا اجتماع مجلس وزراء حيث عقدنا محادثات طيبة ومتحضرة جدا.. الجميع اتفق على أن الصفقة في بروكسل كانت جيدة”.
وحول انضمام وزير العدل مايكل جوف لحملة الخرج، قال كاميرون “أنا حزين بأن صديقا مقربا سيكون في الاتجاه المعاكس من الجدال.. سنحترم مواقف كلا منا”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه “سيدعم البقاء لأن ذلك في مصلحة بريطانيا.. أعتقد أننا سنكون أقوى في العالم، وأكثر قدرة على إنجاز الأمور، مما يجعل بلدنا أكثر أمنا.. سنكون أكثر أمنا داخل الاتحاد الأوروبي لأنه سيمكننا العمل مع شركائنا.. لماذا
قد نأخذ مخاطرة أكبر؟ نحن لسنا بحاجة إلى ذلك لأننا حصلنا على صفقة أفضل”.
وأكد ديفيد كاميرون على أن بريطانيا سيتكون أقل قدرة على السيطرة على مصيرها خارج الاتحاد الأوروبي.. وقال زعيم حزب المحافظين “إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي، قد يمنح ذلك البعض شعورا بالسيادة، ولكن يجب أن تسألوا أنفسكم، هل هذا الشعور حقيقي؟”.. وتابع “لديكم وهم السيادة، ولكن ليس لديكم السلطة، وليس لديكم السيطرة، ولن تصبحوا قادرين على إنجاز الأمور”.
وفي سياق مساعيه للدفع باتجاه التصويت بالبقاء تحت المظلة الاوروبية حذر كاميرون من أن الاقتصاد الاسكتلندى قد يعانى كثيرًا فى حالة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا على أن اسكتلندا أفضل حالاً بكثير داخل التكتل الأوروبي. وقال رئيس وزراء بريطانيا - فى تجمع لأعضاء حزب المحافظين الاسكتلنديين اليوم - إنه يمكن للاسكتلنديين الفخر بأنهم أعضاء فى "ناديين عظيمين" المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، محذرًا من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قد يؤدى إلى زيادة التعرفة الجمركية من 13% على بعض المنتجات، وخاصة منتجات اللحوم، لافتًا إلى أن حملات الخروج بحاجة إلى مواجهة المزارعين "والنظر فى أعينهم" وشرح كيف سيضر ذلك بأعمالهم. وردت المتحدثة باسم رئيس الوزراء على اتهام وزير العمل والمعاشات، ايان دنكان سميث، بأن حملة البقاء تستند إلى تخويف الناخبين وتشويه سمعة حملات الخروج، قائلة "من المهم شرح ما الذى يعنيه الخروج من الاتحاد الأوروبى للبريطانيين". من جانبها، قالت وزيرة التنمية الدولية، جستن جريننج - فى تصريحات لمجلة "بوليتكس هوم" اليوم - "أعتقد أن رئيس الوزراء حصل لنا على صفقة جيدة من أوروبا. إنها صفقة يجب أن نستثمرها". وأضافت وزيرة التنمية الدولية "للمرة الأولى، هذه قضية ما إذا كان ينبغى علينا البقاء فى أوروبا أم لا يمكن لأى شخص أن يقول كلمته فيها. بالنسبة لي، هذا هو أهم شيء." ويتوجه الناخبون البريطانيون إلى صناديق الاقتراع يوم الخميس 23 يونيو لتحديد مستقبل البلاد فى الاتحاد الأوروبي.