إيـــران لا تـــريـد حـــرب أسعار في سوق النفط

مؤشر الخميس ٠٧/يناير/٢٠١٦ ٢٠:٠٩ م
إيـــران لا تـــريـد حـــرب أسعار في سوق النفط

نيودلهي - رويترز

قال مسؤول إيراني كبير إن بلاده تريد تفادي نشوب حرب أسعار في سوق النفط مع المنتجين المنافسين وزيادة الصادرات تدريجيا بمجرد رفع العقوبات المفروضة عليها فيما سيمثل تحولا رئيسيا عن اتجاهها السابق لزيادة المبيعات بقدر المستطاع.

وكانت إيران التي تملك بعضا من أكبر الاحتياطيات النفطية على مستوى العالم قد حثت الدول الأخرى الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على إفساح المجال لزيادة صادراتها وتعهدت بزيادة إمداداتها للأسواق بمجرد رفع العقوبات التي تكبل صناعة النفط فيها بمقتضى الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى العالمية.

وسيمثل اتخاذ خطوة للحد من نمو الصادرات تحولا كبيرا في السياسات الإيرانية في بيئة تكافح فيها أغلب الدول المنتجة من أعضاء أوبك ومن خارجها من أجل الاحتفاظ بحصصها في السوق رغم التخمة النفطية العالمية المتنامية التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط بمقدار الثلثين منذ العام 2014 الأمر الذي ألحق الضرر بشركات النفط والدول المصدرة.

وقال المدير العام للشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الإيرانية محسن قمصري لرويترز هاتفيا «نحن لا نريد إشعال حرب أسعار. لابد أن أقول إنه لا مجال لدفع الأسعار للانخفاض عن مستواها الحالي».

ولم يذكر أي تفاصيل عن مدى استعداد إيران لتقليص الزيادة في صادراتها لكنه قال إنها لن تقدم تخفيضات في الأسعار لاستمالة المشترين. وتعرض إيران حاليا على زبائنها إمكانية الدفع بعد 90 يوما وشحن النفط مجانا كما تعرض بعض التخفيضات في أسعار النفط لمشترين في الهند.

وستلائم عودة إيران للأسواق على نحو أهدأ من ذلك السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى الأعضاء في منظمة أوبك والتي تكافح للحفاظ على حصصها في السوق. وقال بيجن زنغنه وزير النفط الإيراني في عطلة الأسبوع الفائت إن إيران لن تسعى للتسبب في تشوه الأسواق لكنها ستعمل على ضمان استعادة حصتها في السوق.

وقال قمصري إنه بخلاف زيادة الصادرات تدريجيا فإن إيران تريد الاستثمار في مجال التكرير لاستغلال نفطها لكنه لم يذكر تفاصيل. انخفضت صادرات النفط الخام الإيرانية إلى نحو مليون برميل يوميا من الذروة التي بلغتها العام 2011 عند نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا قبل بدء سريان العقوبات الغربية على طهران.

وكانت إيران قد قالت في السابق إنها تعتزم زيادة إنتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يوميا فيما بعد العقوبات وبمقدار 500 ألف برميل أخرى يوميا بعد ذلك بفترة قصيرة. وحتى الزيادة التدريجية في الصادرات ستأتي في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تخمة في المعروض إذ يضخ المنتجون مئات الآلاف من البراميل كل يوم زيادة عن الطلب.

وأصبحت أسعار النفط قرب أدنى مستوياتها منذ 11 عاما دون 37 دولارا للبرميل، ويقول بعض المحللين مثل جولدمان ساكس إن الأسعار قد تنخفض إلى 20 دولارا للبرميل إذا ظلت الإمدادات تتزايد.